| | التاريخ: نيسان ٢٩, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة النهار اللبنانية | | أنا المغترب، من أنتخب؟ | سيدني- طنوس فرنسيس
في المعمعة الإنتخابية حيث "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" وفي خضّم الضجيج الإنتخابي الصاخب المشحون بإفرازات العصبيات من كل نوع، يجدر بالواحد منا أن يخلد إلى نفسه، يأوي إلى عقله، يتفيأ ضميرَه وأخلاقَه وقيمه، ليسأل نفسه بكل تجرد السؤال أعلاه" أنا المغترب من أنتخب؟
قبل الجواب على هذا السؤال لا بد لي أولا من أن أفكر كمغترب وأنتخب كمغترب، أعني بذلك أنني كمغترب ونتيجة إغترابي، نشأت عندي مصالح محلية – ذات جذر لبناني – تختلف عن مصالج المقيمين المحلية ، أي الخاصة بدوائرهم الإنتخابية، ومصالحي ترتبط بمغتربي – الأسترالي في حالتي – وترتبط بمصالح باقي المغتربين اللبنانيين إلى أستراليا أكثر مما ترتبط بالمقيمين في الدائرة التي أتيت منها – الشمال الثالثة، في حالتي – وبالتالي حتى أستطيع أن أمارس حقي الإنتخابي وجب تأمين دائرة انتخابية لي أسوة بالمقيمين، لأن أي ناخب يحكم على المرشح من خلال مستويين، الأول مصالح الدائرة التي ينتمي إليها والمصالح العامة للوطن ككل، وهذا ما لم يتأمن لنا في هذه الدورة ، بل أرجئ إلى الدورة القادمة، لذلك وانطلاقا من مصالحنا المحلية – ذات الجذر اللبناني - أقترح أن ننتخب المرشح الذي يعِد، أو من كان في برنامجه بعض أو كل ما يلي:
1- التأكيد على ضرورة تخصيص مقاعد للمغتربين وعلى أن لا يتم التراجع عن ذلك تحت كافة الظروف،
2- زيادة عدد مقاعد المغتربين من 6 مقاعد كما يلحظ القانون الحالي إلى عدد يتناسب مع عدد الذين سيتسجّلون لدورة 2022 على ألا يزيد الحاصل الإنتخابي الإغترابي عن المعدل العام للحاصل الإنتخابي للمقيمين،
3- فتح باب التسجيل للمغتربين لدورة الـ 2022 فورا بعد الانتهاء من انتخابات ال 2018 على أن يظل مفتوحا لغاية 20 تشرين الثاني 2021،
4- تسهيل إجراءات عمليتي التسجيل والإنتخاب إلى أقصى الحدود بما يوفر على المغتربين الوقت والجهد والمال دون المساومة على نزاهة العمليتين وشفافيتهما،
5- جعل مقاعد المغتربين خارج القيد الطائفي كخطوة صغيرة على طريق الوصول إلى مجلس نيابي بأكمله خارج القيد الطائفي كما نص على ذلك "الطائف".
نكتفي بهذا المقدار فيما خص مصالحنا كمغتربين.
أما على صعيد المصالح العامة للوطن، فليس لي هنا ما أنصح الناخب المغترب به. فقط أقول، أنظر إلى من حكموا البلد في السنوات العشر الأخيرة مثلا، أنظر الى إنجازاتهم في الإستدانة، في الفساد، في الهدر، في المحسوبيات، في الكهرباء، في التلوث - تلوث الماء، تلوث الشطآن، تلوث الجبال، تلوث البيئة بشكل عام –، أنظر الى إنجازاتهم في النفايات، في فوضى السير، وفي التجديد لأنفسهم، في توريث أبنائهم، في تراجع مستوى التعليم، في البطالة، في الهجرة، في الأستشفاء، في الولاء للخارج ... بعد تلك النظرة إهدأ لحظة وتذكر : من جرّب المجرب كان عقلو مخرب".
لا تدعهم يخدعونك مرة أخرى، لا تسمح لأحد أن يقول عنك أن عقلك مخرب.
وإذا لم تجد في الدائرة التي فرضوا عليك الإنتخاب فيها، دما جديداً، نقياً، حاراً، ترفعه بصوتك العالي ورأسك العالي إلى الأعلى، فلا بأس أن تصفعهم بورقتك البيضاء على وجوههم الشديدة السواد وتمضي. تمضي إلى دورة انتخاب أخرى فمعركة الإغتراب معهم بالكاد قد بدأت. | |
|