التاريخ: شباط ٥, ٢٠١١
المصدر: جريدة الراي الكويتية
«الثورة الرقمية» تغير شكل العالم العربي
بعض القادة يقايضون ما هو مسلم به وكأنه «بازار»

أتلانتا - سي ان ان - لعبة القط والفأر بين المتظاهرين والحكومات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لم تعد فقط مقتصرة على الشوارع. فبعض الأنظمة بما فيها النظام المصري قلصت خدمات الانترنت والهواتف الخلوية، لإدراكها أن صوت المتظاهرين يتواصل عبر المواقع الاجتماعية والشبكة العنكبوتية.


ثورات الشباب الرقمية، تسخر المواقع الاجتماعية للمشاركة والتعبير عن طموحاتهم والتي أصبحت تسمى بـ «التحرير التكنولوجي»، ومع ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل في المنطقة والتغير الديموغرافي الهائل، فإن حجم غالبية السكان أصبح تحت سن الخامسة والثلاثين عاما.


وبعد التطورات في مصر تونس ومشاهدة مصير كل من الرئيسين المصري حسني مبارك، والتونسي المخلوع زين العابدين بن علي، فان بعض القادة في المنطقة في السابق من كانوا يعارضون الإصلاحات، يقايضون الآن ما هو مسلم به وكأنه «بازار عربي».


وسارع بعض القادة إلى إجراء تغيرات وتعديلات لتلبي مطالب الشعب كما حدث في الأردن، عندما أقال الملك عبدالله الثاني الحكومة في اعقاب تظاهرات عارمة طالبت بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية.


وفي سورية، قال الرئيس بشار الأسد لصحيفة «وول ستريت جورنال»، انه يجب على القادة رؤية حاجة الإصلاح قبل قيام تظاهرات مشابهه لما جرى في مصر وتونس وبعد يصبح الإصلاح متأخرا وغير مجد.


التظاهرات امتدت أيضا الى الجزائر واليمن والسودان، وبالتالي أصبحت قدرة الشعوب العربية لإحداث هذا النوع من التغيير هو من خلال شعار جديد - بإمكاننا أن نفعل- كما أن مستوى التضامن العربي أذهل الكثيرين. ويبقى الاقتصاد والإحباط الاجتماعي التهديد المشترك، فلكل دولة تركيبة سكانية مختلفة وتحديات مغايرة، ورغم الهزات الارتدادية لما يحدث في مصر على المنطقة، إلا أن الخبراء حذروا مما يسمى بـ«نظرية الدومينو» حيث تواصل الأنظمة العربية التهاوي.


ويرى الخبراء أن ما حدث من ثورات وتظاهرات في بعض الأنظمة الجمهورية، كما في تونس ومصر واليمن، حيث استعد قادة بعض تلك الدول مبكرا لتوريث أبنائهم، يختلف عنها في الأنظمة الملكية، كما هو الحال في الأردن والسعودية والمغرب، حيث تتمتع تلك الأنظمة بعلاقات قوية مع القبائل ويجعلها تحتفظ بدرجة من الشرعية تجعل حدوث ثورات مستقبلية ضدها محدود بمقارنة بالأنظمة الجمهورية.