التاريخ: شباط ٥, ٢٠١١
المصدر: جريدة الراي الكويتية
«هيومان رايتس» تدعو دمشق إلى وقف «ترهيب» المتظاهرين
«يبدو أن الأسد غشّ من إحدى صفحات كتاب الحُكم الخاص بنظيره المصري»

نيويورك، دمشق - وكالات - دعت منظمة «هيومان رايتس ووتش» السلطات السورية الى احترام حق السوريين في التظاهر السلمي وأن «توقف فورا ترهيب ومضايقة المتظاهرين المتضامنين مع المطالبين بالديموقراطية في مصر.


ولم يستجب السوريون، امس، الى دعوات بالتظاهر التي تم تداولها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ضد «الحكم الفردي والفساد والاستبداد» بعد صلاة الجمعة في كل المدن السورية.
وشهدت دمشق التي شهدت امطارا غزيرة حركة طبيعية في الساحات العامة والاحياء السكنية والاسواق الشعبية الا ان حضورا اكثر من المعتاد لعناصر من الامن باللباس المدني سجل على مفارق الطرق الرئيسية.


وذكرت المنظمة في بيان: «على الحكومة السورية ان تكف فورا عن تهديدها ومضايقتها للمتظاهرين الذين ابدوا التضامن مع دعاة الديموقراطية في مصر مع ظهور دعوات على فيسبوك وتويتر بالخروج في احتجاجات كبيرة في سورية في الرابع من فبراير (امس)2011».


ونقلت عن متظاهرين ان «قوات الامن احتجزت في باب توما متظاهرين من الشبان لساعات عدة احدهما في 29 يناير (اليوم الذي بدأت فيه تظاهرات التضامن مع مصر)، والآخر في الثاني من فبراير وضغطت على المنظمين كي يكفوا عن اي تجمعات عامة». وتابعت على لسان احد المنظمين الأساسيين للتظاهرات ان «الاجهزة الامنية ظهرت في كل من تلك التجمعات وقامت بتصوير المشاركين، وتحققت من أوراق هويتهم».


وأوضحت ان «الشرطة التي كانت متواجدة في الجوار أخفقت في التدخل وعندما ذهب المتظاهرون إلى مخفر الشرطة المحلي القريب لتقديم شكوى قام مسؤول أمني بسب وصفع سهير أتاسي واحدة من المنظمين للتظاهرة مع اتهامها بأنها «جرثومة» وعميلة لقوى أجنبية.


وروت أتاسي ما حدث: «بدأ في إهانتي على الفور اتهمني بتحريض الناس والعمل لصالح إسرائيل. قال إنني جرثومة وكان يغضب كلما أرد عليه وأخيراً صفعني بقوة على وجهي وهددني بالقتل ثم غادر. فيما بعد أفرجت عني الشرطة لكنها مسحت الصور التي قمت بالتقاطها».


وطالبت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة سارة ليا ويتسن الرئيس يشار الاسد بان «يراعي نصيحته التي ادلى بها ويسمح للشعب بالمزيد من حرية التعبير عن الآراء، سواء على الانترنت او في الشارع».


وقالت: «يبدو أن الرئيس الأسد غش من إحدى صفحات كتاب الحُكم الخاص بنظيره المصري إذ لم يعد الأمن يكتفي بمجرد منع التظاهرات بل يبدو أنه بدأ يشجع البلطجية على مهاجمة المتظاهرين السلميين».


وأوضحت ان أحد المشاركين في تظاهرة الثاني من فبراير وصف المشهد قائلا: «اقترب منا مجموعة من الرجال وامرأتين في ثياب مدنية و طلبوا منا التفرق وقالوا لنا لو أردنا التضامن مع مصر فلنذهب إلى مصر... عندما سألناهم من هم قالوا نحن «بلطجية»، وهي الكلمة المستخدمة عادة في مصر لوصف الأفراد المستأجرين لترويع الأفراد ثم بدأ أحدهم في ضربنا والركض وراءنا فيما خلعت إحدى المرأتين اللتان كانتا معهم حزامها لتضربنا به».


من جانبه، قال محمد ابراهيم، وهو طالب جامعي: «لن يحضر احد أمام مقر البرلمان السوري وهؤلاء الذين يطلقون الحملات المغرضة هم خارج الحدود بل هم داخل الكيان الصهيوني ومن بعض الدول الأخرى».


الى ذلك، اعتقلت السلطات السورية، امس، زعيم التيار الاسلامي الديموقراطي غسان محمد النجار من منزله في حلب، فيما دعا المجلس العام للتحالف الديموقراطي الكردي في سورية الى القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية من اجل للمحافظة على السلم الأهلي والوحدة الوطنية والاستقرار.
ودعا النجار إلى «التظاهر السلمي في ساحة سعد الله الجابري وناشد القوى الأمنية والحكومة الكف عن ملاحقة الاحرار الذي يريدون الحرية».


وخاطب الاسد قائلا «وصلني تصريحكم عن عزمكم على إجراء إصلاحات وأخاطبه أن يعلن عن هذه الإصلاحات فان كانت جدية تمس صميم الحريات وسيادة القانون فأنا أول من يقف إلى جواره وليس كالوعد الّذي قطعته على نفسك منذ 5 سنوات ولم تنفذه بإصدار قانون للأحزاب».
ودعا «المجلس العام للتحالف في بيان، امس، الى القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية «للمحافظة على السلم الأهلي والوحدة الوطنية والاستقرار وتجنب حدوث هزات اجتماعية».