التاريخ: شباط ٤, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
"يوم الغضب" اليمني عكس انقساماً سياسياً
تظاهرات معارضة وأخرى مؤيدة لعلي صالح

عكست مسيرات "يوم الغضب"، التي دعت إليها أحزاب المعارضة والفاعليات الشبابية والطالبية، حال انقسام سياسي لدى عشرات الآلاف من اليمنيين الذين انخرطوا أمس في تظاهرات للموالاة والمعارضة وسط حال توتر لا سابق له نتيجة الانتشار الكثيف للجيش ولجوء أكثر المحال التجارية والشركات إلى إقفال أبوابها خشية تحول التظاهرات "انتفاضة" على خطى الأحداث الدائرة في تونس ومصر، وخصوصاً بعد حشد المعارضة نحو مليون من أنصارها المطالبين بالتغيير الديموقراطي واطاحة نظام الرئيس علي عبدالله صالح.


وتحدى آلاف المحتجين في سبع محافظات الإجراءات الأمنية ودعوات الحزب الحاكم إلى عدم التظاهر، ونظموا احتجاجات متجاهلين مبادرة الرئيس علي صالح أمام مجلسي النواب والشورى والتي أعلن فيها تجميد مشروع تعديل الدستور وتأجيل الانتخابات وإطلاق جولة حوار مع المعارضة سعيا إلى توافق على تعديل الدستور والانتخابات والإصلاح السياسي، إلى نفيه السعي إلى تمديد فترة ولايته الرئاسية أو توريث الحكم لنجله الأكبر العميد احمد قائد قوات الحرس الجمهوري.


وشهدت صنعاء فجرا انتشارا كثيفا لقوات الجيش، التي باشرت حملات تفتيش وانتشرت في الشوارع ومحيط المرافق الحيوية والسفارات الأجنبية، فيما جابت سيارات حكومية الشوارع وهي تبث عبر مكبرات للصوت أناشيد وطنية والخطبة التي ألقاها الرئيس اليمني أمام الجلسة المشتركة لمجلسي النواب والشورى، إلى هتافات تدعو إلى الحفاظ على الأمن، في حين أقفل أكثر مقاهي الانترنت نظراً الى ضعف الخدمة في المحافظات.


ونظمت تظاهرات المعارضة في محافظات صنعاء والحديدة وعدن وذمار والضالع ولحج وتعز، حيث أقفلت المحال التجارية والشركات أبوابها منذ الصباح، وخصوصا بعد دعوة الغرفة التجارية والصناعية المواطنين إلى حماية الممتلكات الخاصة.


واحتشد المعارضون في ميادين عامة خشية تحول التظاهرات أعمال شغب وحملوا اعلاماً يمنية ولافتات كتبت فيها عبارات: "لا للتوريث لا للتمديد"، "ارحل ارحل يا رئيس أصبح اليمن تعيس"، "متعطشون للحرية والكرامة تعطش الحاكم لكرسي الحكم"، كما رددوا هتافات "الشعب يريد... تغيير الرئيس"، "الدستور حدد مدة... أعجبكم وإلا جدة "، "يا علي خذ فرشك... قررنا نسقط عرشك" و"إذا الشعب يوما أراد الحياة... فلا بد أن يستجيب القدر".


وطالب أنصار المعارضة بإصلاحات ديموقراطية وتنظيم انتخابات على قاعدة التوافق السياسي ودعوا الرئيس علي صالح إلى العمل جدياً من أجل إتاحة التداول السلمي للسلطة، وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة عوض سيناريوات قد تكون مكلفة وباهظة الثمن، وتوفير ضمانات لتنفيذ تعهداته للإصلاح السياسي وتحييد المؤسسة العسكرية عن الملعب السياسي وإنهاء هيمنة الأسرة الحاكمة وإلغاء الإجراءات الانفرادية في شأن الانتخابات.


وإذ وصف المتظاهرون مبادرات الحاكم بأنها "مسكنات"، حذروه من المضي في أي إجراءات للانقلاب على الدستور والنظام الجمهوري والثورة والوحدة، ومن الوعود الكاذبة ومحاولة إثارة الفوضى والحرب الأهلية وأخذ العبرة مما جرى في تونس ومصر، وتعهدوا الاستمرار في النضال السلمي الى حين سقوط النظام، مشددين على أن الحلول الجزئية لم تعد تجدي.

تظاهرات الموالاة
وتزامنت تظاهرات المعارضة مع أخرى للموالاة شارك فيها الآلاف من مؤيدي الرئيس اليمني في مسيرات رجالية ونسائية جاب فيها المشاركون الشوارع حاملين صور الرئيس ولافتات كتب فيها: "نعم للأمن والاستقرار لا للفوضى والتخريب"، "اللجنة الرباعية لتحقيق المصلحة الوطنية"، إلى عبارات تؤكد تأييدهم للرئيس ومبادرته للإصلاح السياسي، إلى دعوة المعارضة للاستجابة لدعوة الحوار للخروج من الأزمة، كما رددوا هتافات "لا لتمرير المشروع الصهيوني"، "نعم للأمن والاستقرار... لا للفوضى والعنف" و"بالروح بالدم نفديك يا علي".


وحلقت مروحيات عسكرية فوق المتظاهرين. وقال سياسيون إن الرئيس علي صالح كان في إحداها للإطلاع عن كثب على حركة تظاهرات المعارضة والموالاة. واكد القيادي في حزب المؤتمر الحاكم طارق الشامي أن الشارع اليمني حسم الموقف ووقف إلى جانب الأمن والاستقرار والتنمية وأكد تأييده لمبادرة الإصلاحات ورفضه لمحاولات التضليل وإثارة الفوضى.


وشهدت محافظة عدن الجنوبية مواجهات بين المتظاهرين وقوات الجيش التي استخدمت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع ما أدى إلى إصابة ثلاثة متظاهرين، فيما شنت الشرطة حملة اعتقالات شملت نحو 30 ناشطاً من أنصار "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال.

تظاهرات الجنوب
وسارت في محافظات عدن والضالع ولحج وشبوة وأبين تظاهرات في مناسبة "يوم المعتقل الجنوبي" شارك فيها الآلاف من "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال، مرددين هتافات تطالب بـ "اطاحة النظام" و"فك الإرتباط ".


وقال مشاركون إن المتظاهرين جابوا الشوارع حاملين أعلام دولة الجنوب السابقة ورددوا هتافات "يا زعيم الفاسدين الحق زين العابدين"، "بالهبة الشعبية ستشرق شمس الحرية"، وطالب المتظاهرون في بيان النظام بـ "الاعتراف بالقضية الجنوبية".