عادت خدمة الانترنت جزئيا أمس الى مصر، بعد قطعها أكثر من خمسة ايام، بيد أن الحظر ظلّ سارياً على  موقعي "فايسبوك" و"تويتر". وتزامنت عودة الروح الى الانترنت مع خروج شركات "غوغل" و"فايسبوك" و"تويتر" عن صمتها الذي تلتزمه عادة، لتندد بقوة بالحظر الذي تفرضه السلطات المصرية على الشبكة العنكبوتية، منتقدة  محاولات السلطات حرمان سكان البلاد البالغ عددهم 80 مليون نسمة الوصول الى الخدمة التي يفيد منها 33 مليون شخص.

وتمكن صحافيون من الوصول الى الانترنت صباح أمس عبر المزود المصري. كما اكد مواطنون تمكنهم من استخدام الشبكة. إلا أن آخرين شكوا من أنهم لم يتمكنوا من الوصول الى "فايسبوك" و"تويتر" اللذين استخدمهما المحتجون لتنظيم صفوفهم في الاحتجاجات التي بدأت في 25 كانون الثاني.

وكانت السلطات قطعت خدمة الانترنت والهواتف النقالة عشية "جمعة الغضب" الذي خرجت فيه في 28 كانون الثاني الماضي تظاهرات حاشدة تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك. وأوضح خبراء انه كان اول قطع رسمي للانترنت بهذا الحجم، وان حالات القطع السابقة في ميانمار عام 2007 او ايران عام 2009 خلال الاحتجاجات الشعبية كانت موقتة او محدودة جدا.

  وفي واشنطن، علّق استاذ الشؤون المالية في "بركليز هاي سكول اوف بيزنس" في جامعة كاليفورنيا  بنجامين هيرمالين: "عادة تشكل مسألة الارباح النقطة الاساسية لدى الشركات عند اتخاذ مواقفها". ولاحظ أن "الوضع السياسي غير واضح. ومن الغريب ان تراهن الشركات على طرف واحد، ففي حال خروج الطرف الاخر ظافرا ستجد نفسها في ورطة كبيرة".
الا ان الاوضاع غير الواضحة في مصر لم تمنع شركة "فايسبوك" التي  لديها خمسة ملايين مستخدم ناشط في هذا البلد، من اصدار بيان قالت  فيه ان "ما من احد يجب ان يحرم حق الوصول الى الانترنت".

اما "غوغل" و"تويتر" فلم تكتفيا بالتعبير عن قلقهما، بل ذهبتا الى ايجاد وسيلة للسماح للمصريين بتجاوز الحظر على الانترنت وتوجيه رسائل الى "تويتر" من خلال اتصال هاتفي.
وقالت "غوغل" ان خدمة "سبيك تو تويت" التي تحول الرسائل الصوتية رسائل "تويتر" تهدف الى مساعدة "الناس في مصر على ابقاء الاتصال في هذه الفترة العصيبة جدا". وركز موقع "يوتيوب" الذي تملكه "غوغل" على أشرطة فيديو من مصر على قناته للاخبار والسياسة "سيتيزن تيوب" التي دعت المستخدمين الى عرض اشرطتهم الخاصة وبدأت تنقل البث المباشر لقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية.

وانشأت "غوغل" كذلك صفحة "كرايسيس ريسبونس" مع رابط بوسيلة "سبيك تو تويت" و"سيتيزن تيوب" وارقام خدمات الطوارئ و"غوغل مابس"، مع تحديد اماكن التظاهر في مصر.
و ص ف، رويترز، أ ب