التاريخ: شباط ٢, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
إطلاق جائزة سمير قصير لحرية الصحافة 2011
تغسل ألم الأمس بأمل يكفي لليوم والغد

الجائزة تغسل سنوياً ألم الأمس بأمل يكفي لليوم والغد. تفتّقت منذ سنوات ست، عن شهادة هاربة من دمها، لتعيد تشكيل زرقة السماء على طريقتها، فتفرّغ غيومها من ثقل الإثم والحقد، وتملأها بالتكبّر على الجراح بعد المكابرة عليها. ولأن في شهادة الصحافي سمير قصير نزعاً للحرية، فقد ردّت جائزته ما سُلب من الحرية إلى الحرية. فـ"طالما بقي صحافيون يتعرّضون للاضطهاد والمضايقة أو يُحرمون ببساطة وسائل ممارسة مهنتهم، فإن جائزة سمير قصير تستحق أن تستمر"، هذا ما أعلنته رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، السفيرة أنجيلينا إيخهورست أمس عند إطلاق جائزة سمير قصير لحرية الصحافة 2011 في مقرّ بعثة الاتحاد الأوروبي في الصيفي.


وقالت: "ضحّى سمير قصير بحياته من أجل الديموقراطية وسيادة لبنان، وهو يبقى مثالاً يُحتذى لمهنة برمتها. وبتنظيم هذه المسابقة يحيي الاتحاد الأوروبي من خلال اسم سمير قصير جهود جميع صحافيي المنطقة وشجاعتهم، هم الذين يخاطرون بحياتهم أحياناً التزاماً منهم قضايا حقوق الإنسان ودولة القانون والديموقراطية". ولم تنسَ إيخهورست التعريج على الحوادث الراهنة التي جنى منها الصحافيون الكثير من السوء: "إن كل تعرّض لحرية الصحافة أمر لا يمكن تبريره، سواء كان من جانب السلطة أو الأفراد، كما حدث في لبنان خلال التظاهرات الأخيرة، أو كان في شكل اعتداء جسدي على الصحافيين... فهذه العوائق الجسدية أو الإدارية أو النفسية تناقض المجتمع الديموقراطي الذي يحترم حقوق الآخرين".  ثم شكر أمين سر مؤسسة سمير قصير، وليد قصير، البعثة الأوروبية على "إنشائها منذ سنوات خلت جائزة سمير قصير ذات البعد العالمي، متّخذة من أخي الشهيد مثالاً محرضاً على التطلّع إلى الحريات الديموقراطية، خصوصاً حريات التعبير والرأي". وانتقل قصير إلى ما تمخّضت عنه، الحريات، هذه الأيام في تونس وفي مصر، ليقول إن "تطلعاً عربياً مماثلاً إلى الحريات وإلى دولة القانون يبدو وباء معدياً". وسأل: "هل حان وقت الربيع العربي الذي بدأت للتو تبرعم أزهاره؟". وختم: "عسى أن تلهم عينا سمير الجميلتان وابتسامته المشرقة وقلمه، الشعوب العربية، والأجيال الجديدة على وجه الخصوص، لمتابعة طريق تسمح للعالم العربي في استعادة المكانة التي يستحقها ما بين حضارات العالم".


وكان لنقيب الصحافة محمد البعلبكي كلمة قال فيها: "كنت حريصاً كل سنة على أن أحضر هذا اللقاء في ذكرى استشهاد صديقنا الكبير. وكنت حريصاً أيضاً في كل مناسبة على أن أوجّه باسم الرأي العام اللبناني كله الذي تمثله الصحافة، تحية إلى الاتحاد الأوروبي الذي شاء أن يقوم بهذه المبادرة". وتوجّه إلى وليد قصير: "أسمح لنفسي أن أقول لست وحدك أخا سمير، كلنا إخوان سمير قصير، واستشهاده وقع في أنفسنا جميعاً موقع الطعن في الظهر لما كان في استشهاده من معنى اغتيال حرية الرأي في لبنان".


وفي المعلومات عن الجائزة التي يمنحها الاتحاد الأوروبي منذ العام 2006 بالتعاون مع مؤسسة سمير قصير، جاء في البيان الصحافي الذي وُزّع أمس، أن المسابقة مفتوحة أمام صحافيي الإعلام المكتوب من صحف ومجلات ومنشورات إلكترونية. وعلى المرشحين أن يقدّموا مقالاً واحداً يتناول دولة القانون أو حقوق الإنسان، والجائزة تتوزّع على فئتين: أفضل مقال، وأفضل تحقيق صحافي. وينال الفائز في كل فئة 10000 أورو. وباب الترشيح مفتوح حتى آذار المقبل أمام صحافيي منطقة المتوسط والشرق الأوسط والخليج، أما إعلان الفائز ففي 2 حزيران المقبل. وللمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة الموقعين الإلكترونيين: www.prixsamirkassir.org، و www.samirkassiraward.org


ماريا الهاشم