التاريخ: شباط ١, ٢٠١١
المصريون تحفّظوا على البرادعي ومع... «مجلس الحكماء»
شقيقه نفى الاتجاه لتشكيل لجنة مع «الاخوان»

القاهرة - رويترز - قال مصريون في شوارع القاهرة، امس، ان لديهم تحفظات على محمد البرادعي، الذي عرض القيام بدور زعيم لفترة انتقالية لاعداد مصر لاجراء انتخابات ديموقراطية.
وعاد المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى مصر عشية الاحتجاجات التي عمت البلاد يوم الجمعة، حين طالب عشرات الالاف باطاحة الرئيس حسني مبارك.
وأعلن «الاخوان المسلمين»، انهم بصدد تشكيل لجنة مع البرادعي للحديث مع الجيش.


وقال عصام العريان، العضو البارز في الجماعة، امس، ان الجماعة بصدد تشكيل لجنة سياسية موسعة مع الديبلوماسي المتقاعد محمد البرادعي للحديث مع الجيش وقوى سياسية أخرى بعد أن دخلت الاحتجاجات في مصر يومها السابع.


بينما قال علي البرادعي، ان جماعة «الاخوان» أو غيرها لم تتصل بشقيقه بخصوص تشكيل لجنة موسعة لبحث القضايا السياسية.
والاحد، اعلن البرادعي، الحاصل على جائزة نوبل للسلام وجماعة «الاخوان»، ان جماعات المعارضة فوضت البرادعي بالاتصال بالجيش والتفاوض من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وانضم البرادعي الاحد الى المحتجين في ميدان التحرير وسط القاهرة، معقل الحركة الاحتجاجية المناهضة لمبارك.


وبدأ البرادعي (68 عاما) معارضة صريحة لمبارك لدى عودته الى مصر في فبراير عام 2010 وفاز بتأييد واسع وسط الشبان والطبقة المتوسطة.
لكن السلطات ضايقت أنصاره، وفقد البرادعي الكثير من مصداقيته بسبب فترات غيابه الطويلة في الخارج. وحاولت وسائل الاعلام الرسمية السخرية منه والتسفيه من شأنه، معتبرة انه لا يعرف شيئا عن مصر وليس لديه اي خبرة سياسية.


ويبدو ان بعض جوانب الحملة التي شنتها الحكومة ضده أتت بثمارها. وقال خالد عزت (34 عاما)، وهو مهندس متخصص في تكنولوجيا المعلومات انضم الى المحتشدين في ميدان التحرير في المساء «البرادعي لن ينفع. ليس لديه خبرة هنا. كما انه ضعيف الى حد ما».
واعلن عمر مهدي وهو مدير مبيعات «لست مقتنعا بالبرادعي حتى كشخصية موقتة لم يكن موجودا حقا في البلاد».
واعترض بعض المحتجين على البرادعي على اساس انه مقرب جدا من الولايات المتحدة رغم التوترات بينه وبين الادارة الاميركية في شأن البرنامج النووي لكل من ايران واسرائيل حين كان يرأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية.


وقال وليد عبد المتعال (36 عاما) الذي يعمل في شركة تابعة للقطاع العام «مواقف البرادعي تجاه دول عربية اخرى وتجاه ايران وكوريا الشمالية لم تكن محايدة ولذلك لا أجده مقبولا جدا».
والثقل الدولي للبرادعي الذي عاش طوال سنوات خارج مصر ويتحدث الانكليزية بطلاقة قد يكون ميزة بالنسبة لبعض المصريين، لكن ذلك يمثل مصدر قلق لاخرين.
وفي مبارزة سياسية ما بين الاحزاب الشرعية المعارضة الكبرى، وتحركات البرادعي، اصدر عدد من الاحزاب، (الوفد، التجمع، الناصري، الاحرار، مصر العربي، وغيرها) بيانات نفت فيها تفويضها البرادعي التفاوض مع السلطة، واكدت انها تطالب بـ «مجلس حكماء».


وعلى الفور، اعلن العالم احمد زويل، انه يؤيد فكرة «مجلس الحكماء»، وقال انه سيعود الى مصر خلال الساعات المقبلة.
واكد حزب شباب مصر (الراي)، انه يرفض «متاجرة البرادعي بالشعب المصري، وطالب بمحاكمته بتهمة «ممارسة الكذب والتدليس وخاع الرأي العام المصري».
وشكلت اربعة احزاب مع شخصيات عامة، تحالفا باسم «الائتلاف الشعبي للتغيير» لمواجهة الفراغ السياسي بعد تصاعد حركة الاحتجاج الشعبي.
واعلن السيد البدوي، رئيس حزب «الوفد» الليبرالي في مؤتمر صحافي مساء الاحد، ان احزاب الوفد والتجمع والناصري والغد، اضافة الى شخصيات عامة على رأسها كمال ابو المجد واحمد زويل، الذي قال انه سيعود اليوم الى مصر، تشكيل هذا الائتلاف لمطالبة مبارك بترك منصبه.