 | | التاريخ: آذار ٦, ٢٠١١ | المصدر: ملحق النهار الثقافي | | لماذا لا تضيفون مطلب حصر السلاح بيد الدولة إلى مطلب العلمانية؟ - زكي بيضون |
لماذا لا تضيفون مطلب حصر السلاح بيد الدولة إلى مطلب العلمانية؟ بالطبع ليس القصد بالسؤال الـ"تزريك" للعلمانيين أو زرع الشقاق في صفوفهم، ولا حاجة للقول إني شخصياً مستعد لأن أمشي في أي مسيرة أشم فيها رائحة علمانية، لكن المسألة في مطرح آخر. طرحتُ السؤال نفسه على المنظمين في مواقع علمانية عدة على الـ"فايسبوك" ولم أتلقّ جواباً مقنعاً. ليس السؤال في أي شكل من الأشكال دعوة إلى العلمانيين للإصطفاف إلى جانب أحد طرفي الإنقسام العمودي، بل هو سؤال بسيط وبديهي، ومن حق، وربما من واجب، كل مؤمن بالعلمانية، أن يطرحه على نفسه: ما معنى المطالبة بعلمانية الدولة حين تكون الدولة ضعيفة إلى هذا الحد، وتكون الدويلات الطائفية المسلحة تمسك عملياً بكل شيء على الأرض؟ ما معنى المطالبة بعلمانية الدولة حين نهمل مطلب الدولة؟ بالطبع، الدستور الطائفي هو السبب الأم الذي أدى إلى نشوء هذه الدويلات، لكن النظام الطائفي اللبناني يرتكز اليوم بالضبط على هذه الدويلات وعلى ميزان قواها الداخلي وليس فقط على الدستور الذي صار شبه صوري. ليس سراً أن إلغاء الطائفية السياسية (وهو حجر ركن لمطلب العلمانية وإن كان لا يختزله) في بلد مثل لبنان، مطلب قد تتبناه قوى طائفية معينة، في حين تطالب قوى طائفية أخرى بحصر السلاح بيد الدولة ولا تبدي أي حماسة للمطلب الأول. إزاء الوضع القائم، أي طرح علماني جدي وأصيل، قد يكون عليه أن يتبنّى المطلبين معاً وبلا مراوغة. لا أريد أن يُفهم كلامي على أنه تشكيك بنيات المسيرات العلمانية ومنظّميها، بل أحبّ أن يؤخذ كإقتراح عملي، قد يكون شأنه أن يستقطب جمهوراً أوسع بكثير، من طرفي الإنقسام العمودي . | |
|