التاريخ: تشرين الأول ٩, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
جنازة تمو تحولت تظاهرة ضد النظام وواشنطن ترى تصعيداً واضحاً لتكتيكات دمشق
وفد من المعارضة السورية الى موسكو والقاهرة وهيئة التنسيق تختار مكتباً تنفيذياً برئاسة عبد العظيم

تحولت امس جنازة القيادي الكردي المعارض مشعل تمو غداة اغتياله في القامشلي تظاهرة ضد النظام السوري ضمت نحو 50 ألف شخص خصوصا من الاكراد الذين يقطنون هذه المنطقة. ولم تمر الجنازة بسلام اذ تخللها اطلاق نار اوقع قتيلين، بينما سقط ستة قتلى آخرين في مناطق سورية اخرى، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الحكومة السورية "تصعد أعمال الترهيب ضد المعارضين البارزين في إطار حملتها الأمنية الضارية ضد الاحتجاجات المناهضة" للرئيس بشار الأسد. وصرحت الناطقة باسمها فيكتوريا نولاند بأن عصابات موالية للحكومة السورية هاجمت في الفترة الأخيرة إثنين من الناشطين البارزين في الشارع في وضح النهار في تصعيد لحملة عنيفة ضد زعماء المعارضة"، في اشارة الى تمو والنائب السابق رياض سيف الذي تعرض لاعتداء. واعتبرت اغتيال تمو على يد عناصر مسلحة "تصعيدا واضحا لتكتيكات النظام السوري"، مشيرة إلى أن لدى بلادها تقارير تفيد بوقوع عمليات تعذيب في سوريا.


ورحبت نولاند بموقف الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الاخير حول التطورات في سوريا، مشددة على ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط السياسية ضد النظام السوري وتضييق الخناق الاقتصادي عليه. واشارت إلى أن هناك المزيد من الخطوات التي يمكن اتخاذها من دول مثل روسيا من أجل زيادة الضغط على الرئيس الاسد والإنضمام إلى فرض حظر على الأسلحة الى سوريا.
كما نددت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاترين اشتون "بأشد عبارات الادانة" باغتيال تمو والتعرض بالضرب المبرح لنائب سابق معارض.


الى ذلك، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان وفدا من المعارضة السورية سيزور موسكو الثلثاء. واشار الى ان وفدا ثانيا من المجلس الوطني السوري المعارض الذي شكل في اسطنبول سيزور روسيا ايضا هذا الشهر.
وفي عمان اكد رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت ضرورة اجراء اصلاحات "حقيقية وفورية" في سوريا "بما يخفف مبررات الاحتجاج ويقلل العنف ويخدم مصلحة الشعب السوري".


تشييع تمو تحوّل تظاهرة ومواجهات والاتحاد الأوروبي يندّد بشدة
وفد من المعارضة السورية الى موسكو والقاهرة وهيئة التنسيق تختار مكتباً تنفيذياً برئاسة عبد العظيم
 
  
قتلت قوات الامن السورية امس ستة اشخاص بينهم اربعة خلال جنازة حاشدة للقيادي الكردي المعارض مشعل تمو غداة اغتياله في القامشلي، بينما اشتدت الضغوط الدولية على نظام الرئيس بشار الاسد مع دعوة واشنطن إياه الى "الرحيل فورا" وتكثيف المعارضة جهودها لاقناع حلفائه بالتخلي عنه.

 

افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن اطلقت النار على جنازة تمو في القامشلي حيث شارك في تشييعه اكثر من 50 الف شخص، وتحولت جنازته تظاهرة حاشدة تطالب باسقاط النظام، مما ادى الى سقوط اربعة قتلى على الاقل. وقال: "سقط اربعة شهداء اثر اطلاق الرصاص على موكب تشييع الشهيد مشعل تمو"، عضو المجلس الوطني السوري الذي شكلته المعارضة اخيرا لتوحيد صفوفها ضد نظام الاسد.


وأوضح المرصد ان تمو اغتيل امام منزل صديق له في القامشلي برصاص مسلحين اصابوا ايضا ابنه مارسيل بجروح خطيرة، في حين اكدت دمشق ان من قتله هم افراد "مجموعة ارهابية مسلحة".
وكان تمو (53 سنة) اعتقل في آب 2008 وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف سنة بتهمة "إثارة الفتنة لإثارة الحرب الأهلية"، الا انه افرج عنه في حزيران الماضي، وقد رفض بعد خروجه من السجن عرضا للحوار مع النظام ووقف الى جانب المحتجين ضد الاسد.


وغداة تنديد واشنطن باغتيال القيادي الكردي المعارض، واعتبارها اياه "تصعيدا في تكتيك النظام ضد المعارضة"، انضم اليها الاتحاد الاوروبي منددا على لسان الممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين آشتون "بأشد عبارات الادانة" باغتيال تمو وكذلك التعرض بالضرب المبرح للنائب السابق المعارض رياض سيف. واضافت ان "جميع المسؤولين والمتورطين في هذه الجرائم يجب ان تجري محاسبتهم"، مؤكدة انها "تدين القمع الوحشي وكذلك كل الاعمال التي تؤجج النزاعات الاتنية والطائفية"، مطالبة بوقف اعمال العنف في سوريا "لاتاحة المجال امام مرحلة انتقالية هادئة وديموقراطية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري".


وبحسب المرصد ايضا، "استشهد في جنازة اخرى في ريف دمشق صبي يبلغ من العمر 14 عاما متأثراً بجروح اصيب بها وجرح 14 شخصا جراء اطلاق الرصاص على مشيعي شهداء دوما الثلاثة الذين قتلوا الجمعة باطلاق الرصاص"، كما "استشهد السبت داخل المعتقل شاب من مدينة الضمير كانت أجهزة الامن اعتقلته الخميس خلال حملة دهم في المدينة".


وفي حمص، انتشرت "قوات عسكرية كبيرة في محيط المدينة في ظل قطع الاتصالات عن معظم احياء المدينة، وشوهد جنود الجيش قرب مصفاة حمص ينتشرون بأعداد كبيرة وعلى الطرق الرئيسية المؤدية الى المدينة"، كما اضاف المرصد الذي اكد ان "الاتصالات الخليوية والارضية قطعت عن مدينة القصير، وهناك مخاوف من تنفيذ عملية عسكرية في المدينة نتيجة منع الحواجز الناس من الدخول والخروج وبعد حشد عشرات الدبابات خلال الايام الماضية في قرى محيطة بالمدينة".
اما في محافظة ادلب فان "الحصيلة النهائية لقمع تظاهرة الجمعة في مدينة معرة النعمان بلغت 15 جريحا بينهم سيدة في حال خطيرة، كما اعتقلت الاجهزة الامنية 20 متظاهرا".


المعارضة وروسيا
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن وفدا من المعارضة السورية سيزور سوريا الثلثاء. وقال لوكالة "ايتار تاس" الروسية الرسمية: "نحن مستعدون للقائهم في وزارة الخارجية. هذا سيحصل في 11 تشرين الاول اذا تمكنوا من الوصول في الوقت المحدد"، مشيرا الى ان الوفد سيلتقي ديبلوماسيين روساً على اساس غير رسمي وسيضم "خمسة الى ستة ممثلين عن مختلف احزاب المعارضة". واضاف: "نحن مستعدون للاستماع الى موقف المعارضة لنظام دمشق، ومن جانب آخر نجري تقويمنا الخاص بشكل مباشر من دون وسطاء"، مشيرا الى ان وفدا ثانيا من المجلس الوطني السوري المعارض الذي الف في اسطنبول سيزور روسيا ايضا هذا الشهر.


الى ذلك قال بوغدانوف: "إن الكثير من الساسة يقولون إن بشار الأسد فقد شرعيته، ومثل هذه الأقوال تحمل طابعا غير بناء لأنه في حال طرح المسألة بهذا الشكل فمن الصعب توقع أن يتخذ الزعماء غير الشرعيين خطوات شرعية وأن يقيم معارضو النظام حوارا مع قيادة غير شرعية". واضاف إن "من رأينا أن طرح مثل هذه المسألة بحد ذاته يبدو عقيما تماما وهداما وفي الواقع يدفع هذا البلد وهذا المجتمع إلى الحرب الأهلية واستخدام القوة، الامر الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب سيئة جدا ". وأكد أن روسيا لا تعارض أن يتخذ مجلس الأمن قرارا في شأن سوريا ولا تستبعد استمرار العمل على إعداد مشروع جديد للجمع بين الاقتراحات الروسية والغربية.


هيئة التنسيق
والفت امس هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الوطني الديموقراطي في سوريا، مكتبها التنفيذي من 27 عضواً، واختير حسن عبد العظيم رئيساً له، فيما وُجّهت إنتقادات الى المجلس الوطني الذي أعلن من اسطنبول، على خلفية طلبه الحماية الدولية.
وقالت الهيئة في بيان صادر عن مجلسها المركزي، إن "إصرار السلطة الحاكمة على انتهاج الحل الأمني - العسكري للأزمة الراهنة لن يساعد على حلها بل سيزيدها تعقيداً ويستدعي مزيداً من التدخل الخارجي والعنف الداخلي"، مستنكرة "أي استدراج للتدخل العسكري الخارجي" الذي رأت فيه "خطراً على الثورة". ودعت الى "ضرورة استكمال وحدة المعارضة الوطنية بعدما أضحت منضوية في إطارين أساسيين على قاعدة برنامج سياسي وتنظيمي ونضالي واضح عماده العمل المشترك من أجل إقامة نظام ديموقراطي تداولي بديلاً من النظام القائم". كما دعت إلى "وقف جميع المهاترات الإعلامية والشخصية بين المنتمين إلى المعارضة، والتركيز على النضال المشترك".
الى ذلك، انتقد عضو المكتب التنفيذي للهيئة عبد العزيز الخير دعوات المجلس الوطني السوري الى التدخل الأجنبي والحماية الدولية والشعارات التي رفعها المتظاهرون في المدن السورية المؤيدة للمجلس.


المجلس الوطني
وعلى صعيد جهود المعارضة في الخارج، التقى تسعون عضوا منها بزعامة المجلس الوطني السوري في استوكهولم لبحث استراتيجيات اسقاط نظام الاسد.
وقالت ليلى نراغي من مركز اولوف بالم الدولي الذي يستضيف المؤتمر: "يشارك نحو 90 شخصا. اعضاء من المجلس الوطني السوري بمن فيهم زعيم المجلس برهان غليون هنا وممثلون عن مجموعات معارضة سورية اخرى".
ويزور معارضون سوريون مصر لحشد الدعم للمجلس الوطني السوري. ويخطط الوفد للقاء ناشطين مصريين وممثلين عن الاحزاب.
¶ في فيينا، اعتقلت السلطات النمسوية ليل الجمعة 11 معارضا سوريا بعد اقتحامهم سفارة بلادهم في فيينا. وقالت ادارة شرطة فيينا ان الاشخاص الاحد عشر اوقفوا على ذمة التحقيق وان احدا لم يصب بأذى خلال اقتحامهم السفارة او لدى توقيفهم، مشيرة الى اضرار مادية لحقت بالسفارة من جراء الحادث.


رزان زيتونة
¶ في موسكو، حصلت الناشطة السورية رزان زيتونة على جائزة "آنا بوليتكوفسكايا" الروسية في مجال حقوق الانسان "لمواجهتها وبشجاعة طغيان النظام السوري" الذي اتهمها بالتجسس لمصلحة الغرب على خلفية مقالات كتبتها ونشرتها على شبكة الانترنت حول بشاعة العنف الممارس ضد المحتجين المطالبين بالديموقراطية.
وتمنح جائزة "بوليتكوفسكايا" التي أطلقت عام 2006 إحياء لذكرى الناشطة والصحافية الروسية "انا بوليتكوفسكايا" التي لم تتوان قبل اغتيالها عن انتقاد السلطات الروسية وسعت للكشف عن حقائق الحرب في الشيشان، كل عام الى إحدى النساء المدافعات عن حقوق الإنسان في منطقة نزاع، واللواتي يعرضن حياتهن للخطر.
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)