التاريخ: تشرين الأول ٨, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
تحرّك نحو المرجعيات يسبق الإعلان عن "تنسيقية لبنان" لدعم المعارضة السورية

بيار عطاالله

مطالبة السفيرة الاميركية مورا كونيللي السلطات اللبنانية بحماية المعارضين السوريين في لبنان لم تصدر من عدم، فالمعلومات المتوافرة من مصادر عدة تشير الى ان المعارضين السوريين في لبنان دخلوا في طور جديد من تحركهم مع الاعلان عن تأسيس "المجلس الوطني السوري" رسمياً، وذلك من طريق تشكيل "تنسيقية لبنان لدعم الثورة السورية" التي تضم سوريين ولبنانيين من الناشطين في قطاع حقوق الانسان بين لبنان وسوريا، اضافة الى ناشطين اشوريين مسيحيين من الحزب الاشوري السوري يقدمون انفسهم على انهم الحزب المسيحي الوحيد في سوريا والذي يملك بنية تنظيمية وقواعد شعبية. وسيتم الاعلان عن هذه "التنسيقية" الاسبوع المقبل ما لم يحدث اي امر طارئ يعوق التحرك.


الناشطون في "تنسيقية لبنان" يقولون انهم يتحركون منذ اندلاع "الثورة" السورية في اذار الماضي، على كل الصعد الاجتماعية والانسانية من اجل مساعدة اللاجئين والنازحين ومد يد المساعدة لهم بما توافر من امكانات مادية، الى جانب محاولة تقديم المعونة او المشورة القانونية الى السوريين الذين يواجهون مشكلات مع السلطات اللبنانية. ويقول المتحدث بأسم "تنسيقية لبنان" المحامي نبيل الحلبي "ان لبنان كان دائماً منطلقاً لدعم الحركات التحررية ونضال الشعوب في سبيل حريتها، لذا لا امر يحول دون التحرك الحضاري والسلمي فيه ما دام ذلك يتم ضمن الاطر القانونية والانظمة المرعية الاجراء". وفي رأي الحلبي "ان لا شيء يحول قانوناً دون تحرك المعارضة السورية في لبنان، وحتى الاتفاقات اللبنانية – السورية، لان تحرك المعارضين السوريين سلمي ولا يخرج عن الاطر القانونية، كما ان لا مواد في المعاهدات الامنية والعسكرية الكثيرة بين لبنان وسوريا تمنع المواطنين في كلا البلدين من التعبير عن رأيهم، وخصوصاً على مستوى التعامل مع ملفات انتهاكات حقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها".


يقول الناشطون في "تنسيقية لبنان" انهم بدأوا جولة على المرجعيات اللبنانية جميعاً دون استثناء وخصوصاً القيادات الروحية والوطنية والسياسية لكي يشرحوا لهم طبيعة ما يجري في سوريا من احداث من وجهة نظرهم، وينقلوا اليهم وجهة نظر المعارضة السورية بكل فئاتها، وخصوصاً المسيحية منها ويصرّون على مشاركة قسم لا يستهان به من المسيحيين في ما يصفونه بـ"فعاليات الانتفاضة بأشكال مختلفة".


ويشدّد الناشطون على انهم يحترمون كل المرجعيات الدينية السنية والشيعية والمسيحية والدرزية، وسيقدّمون لها وثائق تشرح تفصيلاً الموقف في سوريا. ويؤكد هؤلاء ان وثيقتهم " تتضمن رداً مفصلاً على ما يروجه السفير السوري لدى لبنان ومناصري النظام السوري في بيروت". ويقول الحلبي الذي يقدم نفسه اسلامياً علمانياً على نمط "حزب العدالة والتنمية" التركي: "يجري تضخيم الكلام عن دور الاخوان المسلمين في الانتفاضة السورية واثارة المخاوف من امكان وصولهم الى السلطة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، يلخّص بكلمتين: من حاور الاخوان واستمع اليهم في مشروعهم وبرنامجهم وما سيفعلونه في حال وصولهم الى السلطة؟". ويستطرد: "أن احداً لم يكلف نفسه عناء البحث في الحجم الفعلي الذي يمثله الاسلاميون السوريون مقارنة مع قوى المعارضة الاخرى الوطنية والعلمانية او اليسارية".


يشرح الناشطون انه ليس صحيحاً ما يشاع عن انقسامات طائفية بين سنة وعلويين ومسيحيين، بل ان جميع الطوائف منقسمة بين مؤيد للنظام ومعارض له وان مسيحيي الارياف والفلاحين ثائرون ايضاً على الفقر والبطالة وانعدام فرص العمل والتنمية اسوة بسنة الارياف، في حين ان هناك كثيراً من التجار السنة يقفون الى جانب النظام، وكذلك كثير من التجار المسيحيين، وان طبقة التجار السوريين لا يهمها من يمسك بالسلطة، بل من يؤمن الاستقرار لازدهار اعمالهم وتجارتهم فحسب. ويستطرد هؤلاء، وبينهم صحافيون وشعراء وكتاب ومدونون على الانترنت بـ "أن لا مكان لغلبة فريق على اخر في سوريا لان المجتمع السوري التعددي والمتنوع يشكل ضمانا لكل الفئات الاجتماعية والطائفية، وهذا ما نريد ابلاغه الى القيادات اللبنانية".
لا يخفي الناشطون السوريون اعجابهم بمواقف البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير ويعتبرون انها الهمت الرأي العام السوري سابقاً، ويقولون انهم سيدعون الكاردينال صفير لكي يكون "اول زائر لسوريا بعد نجاح الانتفاضة (...)".