التاريخ: تشرين الأول ٨, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
ميدفيديف يخيّر الأسد بين تنفيذ الاصلاحات أوالرحيل والبيت الأبيض يدعوه للتنحي "في الحال"
اغتيال معارض كردي بارز في القامشلي وضرب رياض سيف في دمشق

بعد ثلاثة ايام من استخدام موسكو وبيجينغ حق النقض "الفيتو" في مجلس الامن لاجهاض مشروع قرار غربي يندد بقمع السلطات السورية حركة الاحتجاج المطالبة برحيل الرئيس بشار الاسد، خير الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف القيادة السورية بين تنفيذ الاصلاحات التي وعدت بها والرحيل وترك الحكم، لكنه حذر الغرب من محاولة اقصاء الاسد عن السلطة. وتزامن الموقف الروسي مع تطورات ميدانية في "جمعة المجلس الوطني" كان ابرزها اغتيال مسلحين مجهولين المعارض الكردي البارز مشعل تمو في القامشلي، الى سقوط ثمانية مدنيين برصاص الامن خلال تظاهرات في انحاء مختلفة من البلاد، وكذلك تعرض المعارض البارز رياض سيف للضرب المبرح امام مسجد في وسط دمشق.
وقال المحامي المعارض انور البني ان "النائب السابق المعارض رياض سيف تعرض اليوم لاعتداء من الشبيحة امام جامع الحسن حيث ضرب بالهراوات، مما ادى الى كسر متبدل في ساعده الايسر ورضوض في انحاء متفرقة من جسمه".


وفور شيوع النبأ، تقاطر المحبون الى مستشفى القديس بولس "الفرنسي" في حي القصاع للتضامن والاطمئنان الى حال سيف.
ومعلوم ان سيف احد ابرز وجوه تجمع "اعلان دمشق" المعارض، وهو نائب سابق وكان احد ابرز رجال الاعمال ووجوه الاقتصاد السوري سنوات عدة، قبل ان يتفرغ للعمل السياسي والاهتمام بالمجتمع المدني والحريات العامة. وهو سليل عائلة دمشقية عريقة اشتهرت بالصناعة والتجارة عقودا طويلة.


المجلس الوطني
وتعليقاً على اغتيال تمو وتعرض سيف للضرب، صرحت الناطقة باسم المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني التي تتخذ باريس مقرا لها: "نشعر بقلق شديد. النظام قرر الانتقال الى الانتقام من اعضاء المجلس الوطني السوري". واضافت: "لقد اجتازوا مرحلة جديدة في استراتيجية القمع. وعلى جميع زعماء المعارضة حماية انفسهم".
ويعيش نصف اعضاء المجلس في سوريا، في حين يقيم الآخرون في الولايات المتحدة واوروبا وخصوصا في باريس واسطنبول.


واشنطن
وفي واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: "مما لا شك فيه انه تصعيد في تكتيك النظام... لقد اعلمنا سابقا بحصول اعمال تعذيب وضرب وغيرها... ولكن ليس في وضح النهار وفي الشارع، وهو يحصل بهدف واضح هو الترهيب".
دعم من دروز الجولان
وفي مجدل شمس كبرى مدن هضبة الجولان السورية المحتلة، تظاهر نحو 600 شخص من دروز الهضبة رافعين اعلاما سورية وصورا للرئيس بشار الاسد وهم يهتفون: "نحن نحبك يا بشار" و"نحن مع الجيش السوري".


البيت الأبيض يدعو الأسد للتنحي "في الحال"
ندد البيت الابيض بشدة أمس بأعمال العنف الاخيرة في سوريا ومنها اغتيال معارض كردي، ودعا الرئيس بشار الاسد الى التنحي "في الحال" متحدثا عن وضع "بالغ الخطورة".
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بأن "الولايات المتحدة تندد بشدة بالعنف ضد أعضاء المعارضة أينما كان... هذه الاعمال تؤكد مجددا ان وعود الاصلاح والحوار التي أطلقها النظام السوري جوفاء"، داعيا الاسد الى التنحي "في الحال".
(و ص ف)


اغتيال المعارض الكردي مشعل تمو ومقتل 9 أشخاص في جمعة دعم المجلس الوطني

  
افادت لجان التنسيق المحلية ان مسلحين مجهولين في القامشلي اغتالوا المعارض الكردي الناطق باسم تيار المستقبل الكردي مشعل تمو (53 سنة). كما سقط ثمانية مدنيين بالرصاص لدى نزول آلاف من المتظاهرين الى الشوارع لدعم المجلس الوطني المعارض لنظام الرئيس بشار الاسد، وقتل شخص تاسع في مكمن.

جاء في بيان للجان التنسيق :"اغتال مجهولون مشعل تمو الناطق باسم تيار المستقبل الكردي اثناء وجوده في احد المنازل وقد جرح ابنه والناشطة زاهدة رشكيلو".


واكد المرصد السوري لحقوق الانسان اغتيال تمو، موضحا ان مجموعة من اربعة مسلحين ملثمين اقتحمت منزله واغتالته في داخله واصابت ابنه مارسيل وناشطة اخرى.
وكان تمو اعتقل في آب 2008 وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف سنة بتهمة "إثارة الفتنة لإثارة الحرب الأهلية"، الا انه افرج عنه في حزيران الماضي، وقد رفض بعد خروجه من السجن عرضا للحوار مع النظام ووقف الى جانب المحتجين على الرئيس بشار الاسد، استنادا الى بيان اصدره اتحاد تنسيقيات شباب الكرد في سوريا.
وتمو مهندس زراعي متزوج وله ستة أولاد، وقد عمل بين قادة حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا المحظور أكثر من 20 سنة، وأسس تيار المستقبل الكردي في سوريا و"هو تيار شبابي ليبرالي يرفض اعتباره حزبا سياسيا ويعتبر ان الاكراد جزء لا يتجزأ من تركيبة النسيج السوري".


واوضح اتحاد تنسيقيات شباب الكرد ان تمو شارك في مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد في اسطنبول "عبر رسالة صوتية وجهها الى المؤتمرين من داخل سوريا وأكد فيها وحدة الشعب السوري"، كما "كان من المشاركين بفاعلية كبيرة في تأسيس وبلورة المجلس الوطني السوري" الذي انشأته المعارضة السورية الاحد.
الى ذلك قال المرصد ان ثلاثة مدنيين قتلوا بينهم اثنان برصاص قناصة في مدينة دوما، وآخر في مدينة الزبداني القريبتين من دمشق. كما قتل اربعة آخرون بينهم مسنان برصاص قوى الامن في حمص حيث اصيب 25 شخصا على الاقل.
وسارت تظاهرات تدعو الى سقوط النظام "في معظم احياء حمص"، احد مراكز الاحتجاج على النظام، حيث يسمع اطلاق نار غزير واصوات انفجارات منذ ظهر الجمعة.
وفي دير الزور، ترددت اصداء الرصاص في بضعة شوارع تدفق اليها مئات المتظاهرين بعد صلاة الجمعة.


من جهة اخرى، اطلقت قوى الامن النار لتفريق تظاهرة كبيرة في معرة النعمان بمنطقة إدلب قرب الحدود التركية، فأصيب خمسة اشخاص بجروح.
وتحدث المرصد عن "انتشار كثيف لقوى الامن ووصول تعزيزات" هاجمت مسجدا لجأ اليه المتظاهرون بعد خروجهم منه للمطالبة بسقوط النظام والتعبير عن دعمهم المجلس الوطني السوري. وقال ان مدنيا قتل في قرية خربة الجوز التابعة لمدينة جسر الشغور "اثر مكمن نصبه له مع اخرين ضابط اتصل بهم وادعى انه يريد الانشقاق عن الجيش السوري". واضاف ان الضابط "طلب منهم مساعدته في الهروب من سوريا، وبمجرد وصولهم الى المنطقة المتفق عليها اعتقل اثنان وقتل هو من جراء اطلاق الرصاص عليه".
وكان الناشطون الذين يطالبون بالديموقراطية دعوا في موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي السوريين الى التظاهر تحت شعار "المجلس الوطني يمثلني، انا وانت وكل السوريين".
ويضم المجلس الوطني السوري الذي تأسس اواخر آب في اسطنبول، معظم التيارات السياسية المعارضة للنظام، وخصوصا لجان التنسيق المحلية والليبراليين وجماعة "الاخوان المسلمين"، المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا، واحزابا كردية واشورية.
وتردد ان هذا المجلس سيجتمع اليوم في القاهرة لاختيار قيادة له . لكن مصدرا اعلاميا في المعارضة السورية بالقاهرة نفى ذلك. وتساءل: "كيف يمكن عقد اجتماع للمجلس في القاهرة قبل موافقة الحكومة المصرية وحشد الدعم والتأييد اللازمين للاعتراف بالمجلس؟".


حقوق الانسان
وتعرضت سوريا، التي قتل فيها اكثر من 2900 شخص منذ بداية الانتفاضة الشعبية المعادية للنظام منتصف اذار ، لانتقادات في جنيف امام مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في اطار المناقشة الدورية الشاملة لموضوع حقوق الانسان.
فقد طلب عدد من ممثلي الدول الغربية والبرازيل من دمشق السماح للجنة التحقيق المستقلة التي كلفتها الامم المتحدة في آب التحقيق في انتهاكات حقوق الانسان، بدخول سوريا.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد امام ممثلي 47 دولة في المجلس، ان "سوريا تواجه مخاطر ارهابية"، مشيراً الى انه "خلال الايام المقبلة سنسلم المفوضية السامية لحقوق الانسان لائحة شهداء، هم موظفون وشرطيون، أكثر من 1100 قتلهم ارهابيون". واكد ان "بلادي واجهت خلال الاشهر السبعة الأخيرة مخاطر حروب عدة: حرب اعلامية وتضليل اعلامي واكاذيب وكل اشكال التهديد والخداع".


وقالت مندوبة الولايات المتحدة في مقر الامم المتحدة في جنيف السفيرة بيتي كينغ: "تدين الولايات المتحدة بأقصى العبارات الممكنة الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الحكومة السورية لحقوق الانسان وللحريات الاساسية لشعبها وقمعها المستمر العنيف والمميت للاحتجاجات السلمية". وأضافت أن الحكومة التي "تختار أن تحكم من خلال الارهاب والترويع لا يمكن اعتبارها شرعية ويجب أن تتنحى فوراً".
وأثار كلام كينغ احتجاج وفد كوبا الذي قال إن مثل هذه الدعوات لا مكان لها في مجلس حقوق الانسان وإن القرار يعود الى الشعب السوري الذي يتمتع بالسيادة في اختيار زعيمه.
وانضمت إيران وروسيا إلى كوبا في امتداح الاصلاحات التي أعلن عنها الأسد ومنها رفع حال الطوارئ وإجراء انتخابات محلية في كانون الأول.
ومن المقرر أن يصدر الفريق الدولي الذي يعتزم جمع شهادات في المنطقة تقريراً بحلول نهاية تشرين الثاني.


ميدفيديف
■ في موسكو، رأى الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف، للمرة الاولى، ان على النظام السوري "الرحيل" اذا لم يتوصل الى تطبيق "الاصلاحات الضرورية" في هذا البلد.
وجاء تصريح ميدفيديف بعد ثلاثة أيام من استخدام روسيا والصين حق النقض "الفيتو" لاسقاط قرار يدين حملة القمع التي تشنها سوريا على المتظاهرين.
وقال إن "روسيا تريد مثلها مثل الدول الاخرى ان تنهي سوريا سفك الدماء، وتطالب القيادة السورية بتطبيق الاصلاحات الضرورية".
واضاف: "اذا كانت القيادة السورية غير قادرة على تطبيق هذه الاصلاحات، عليها ان ترحل. ولكن هذا أمر لا يقرره حلف شمال الاطلسي او اي دولة اوروبية منفردة، بل يقرره الشعب السوري والقيادة السورية".


أردوغان
■ في أنقرة، ألغى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارة كان مقرراً أن يقوم بها غدا لمخيمات اللاجئين السوريين في إقليم هاتاي جنوب شرق البلاد، والتي كان متوقعاً أن يعلن بعدها فرض عقوبات على سوريا، بسبب وفاة والدته.
وكان أردوغان صرح في وقت سابق بأنه سيعلن خريطة طريق لفرض عقوبات على سوريا بعد زيارته لمخيمات اللاجئين، على رغم فشل مجلس الأمن في اعتماد قرار يندد بدمشق.


فرنسا
■ في باريس، نقل الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو عن وزير الخارجية ألان جوبيه "ان فرنسا متعلقة بالديموقراطية والكرامة وحقوق الانسان للشعب السوري"وان هذا يعني "ان فرنسا ستستمر في ادانة الخروقات الوحشية اليومية وغير المقبولة لحقوق الانسان في سوريا والقتل الذي ترتكبه، وليس في امكاننا تسميتها قوى الامن بل قوى القمع" . وقال: "سنواصل المحادثات مع شركائنا الاوروبيين في المجلس الاوروبي في اللوكسمبور الاثنين المقبل".


"حماس"
■ في لندن، أوردت صحيفة "جويش كرونيكل" الصادرة من لندن أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تبحث عن مكان بديل لمقر قيادتها في دمشق، بسبب ما اعتبرته استمرار الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية في سوريا. ونسبت الى مصادر استخبارية اسرائيلية "أن عائلات أعضاء بارزين في الحركة بدأت في الأسابيع الأخيرة الانتقال إلى دول عربية أخرى، فيما بدأت حماس البحث عن مقر جديد دائم لها". وأشارت إلى "أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل كان في الأردن الأسبوع الماضي في إطار زيارة تُرجمت من البعض في العالم العربي على أنها زيارة استطلاعية للبحث عن مقر جديد".


"سانكور"
■ في مونتريال، اعتبرت المجموعة النفطية الكندية الأولى "سانكور" ان ابقاءها مشروعها في قطاع الغاز في سوريا بالتعاون مع شركة حكومية سورية لا يتعارض مع العقوبات الجديدة التي تفرضها أوتاوا على دمشق.
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)