|
|
التاريخ: آذار ٢٥, ٢٠١٣ |
المصدر: مركز البحرين للدراسات في لندن |
|
رؤية في الموقف الإقليمي والدولي من الانتفاضة البحرينية - حمزة الحسن |
إزاء هذه المعطيات المتشابكة، وبسبب تحول الثورات العربية ـ وفي مقدمها الثورة البحرينية ـ الى جزء محوري من الصراعات الإقليمية وحتى الدولية، وبالنظر الى انحدار مكانة امريكا بشكل خاص في الشرق الأوسط، والأزمة الإقتصادية الخانقة التي يعيشها الغرب عامّة، فإن دول الإتحاد الأوروبي وأمريكا لم تكن في عجلة من أمرها للضغط على الحليفين البحريني ـ السعودي بالذات من أجل إيجاد تسوية (موضعية) للأزمة البحرينية في محيط أزمات الشرق الأوسط عامة. على العكس من ذلك، اعتبرتها تلك الدول محصلة نهائية للصراع الإقليمي والدولي في المنطقة، بحيث تجري التسويات الكبرى (سوريا بالذات) قبل الولوج فيها واليها.
ربما يصح القول بأن واشنطن ـ وفي بداية الأزمة البحرينية ـ كانت تميل للحل السريع لها؛ كما كانت تريد إصلاح الأنظمة السياسية الخليجية لتحصين نفسها من تداعيات الثورات العربية. وقد ظهر ذلك واضحاً في تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية المتكررة. لكن بعد أن تبلورت الرؤية، وبعد أن أقحمت السعودية قواتها الى البحرين ـ ربما بدون ترحيب من واشنطن ـ وتحوّل النزاع المحلّي الى إقليمي في أبعاده السياسية والطائفية، عادت واشنطن فأيّدت التدخل السعودي، وتبنّت سياسة تأجيل
الحل، وتخفيف حدّة التوتر الداخلي في البحرين، بانتظار المزيد من الوضوح فيما تسفر عنه ثورات الشرق الأوسط الأخرى. بيد أن انغلاق آفاق الحل العسكري في سوريا قد يغيّر المعادلة وقد نشهد ضغطاً محدوداً على الحكم في البحرين، مع محاولات من الأخير للتملّص من الحوار الجاد. اما ما جرى خلال العامين الماضيين من عمر الثورة البحرينية فقد أثبت أن لا جدية امريكية وأوروبية في الضغط من أجل حل سياسي، عدا الدعوة العامة للحوار بين المعارضة والحكم الخليفي، وهذا لم يكن مشفوعاً بأي ضغط حقيقي.
أيضاً، وطيلة العامين الماضيين لم نشهد ضغطاً أمريكيا اوروبياً على المملكة العربية السعودية، الحليف الذي يرفض الحلول السياسية، ويؤمن بتصعيد العنف ضد المعارضة البحرينية. لم تبذل تلك الدول أي جهد يذكر باتجاه الرياض خلال عمر الأزمة، وكأن الرياض لاعب ثانوي، أو كأن مفتاح الحل الأساس بيد آل خليفة، وليس آل سعود!
لن تقبل السعودية بحوار جاد في البحرين دونما ضغط من واشنطن، ولا نظن أن الأخيرة بدأت في ممارسته حتى الآن، وإن كان غير مستبعد الحدوث في الأشهر القادمة، إذا ما تأكدت وجهة واشنطن بحتمية حل الملف السوري (سلمياً). حينها سيتم الضغط المباشر على دول الخليج في اتجاهين: اصلاح شبه ديمقراطي داخلي، خاصة في السعودية التي تعيش أزمة متصاعدة؛ القبول بالحلول السياسية للأزمتين السورية والبحرينية، وهو ما لم تقبل به حتى كتابة هذه الورقة. |
أضغط هنا لقراءة الدراسة كاملة |
|