|
|
التاريخ: أيار ١٢, ٢٠٢١ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
تل أبيب ترفض التهدئة وتستدعي قوات الاحتياط |
الأمم المتحدة لتهدئة التوتر والصليب الأحمر يحذّر من هجمات عشوائية |
رفضت الحكومة في تل أبيب اقتراحات مصر وغيرها من الدول والجهات الدولية، وقف النار والعودة إلى التهدئة، في وقت ارتفع فيه بشكل حاد سفك الدماء من جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة والقصف الفلسطيني لمدن إسرائيلية. وقال الإسرائيليون، بصراحة، إنهم في مرحلة «جباية الثمن عن القصف الصاروخي الكثيف من قطاع غزة، الذي جبا عشرات الجرحى وقتيلين حتى مساء أمس».
وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن الرد الإسرائيلي على التوجهات المصرية وغيرها، كان «لا تتحدثوا معنا الآن، نحن نجبي ثمناً ونعزز الردع».
وقالت مصادر في تل أبيب، إن الجيش الإسرائيلي، الذي يتعرض لانتقادات شديدة من وزراء اليمين المتطرف، ويتلقى توجيهات من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بـ«الرد بقبضة حديدية على القصف من غزة وعلى عمليات الإرهاب في القدس وغيرها»، قرر استدعاء قوة تضم 5000 جندي إضافي من جيش الاحتياط، لإسناد القوات الميدانية، ونشر منظومات جديدة من القبة الحديدية وغيرها من المضادات الجوية. وبعد أن كشف عن أن قواته شنّت 130 غارة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل 26 فلسطينياً بينهم امرأة وتسعة أطفال، أعلن أن «(حماس) تتحمل مسؤولية ما يجري في قطاع غزة وما ينطلق منه، وستتحمل تداعيات اعتداءاتها ضد سيادة إسرائيل ومواطنيها».
وكشفت المصادر، عن أن «الكابينيت» (المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في الحكومة الإسرائيلية)، الذي اجتمع بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، منح الجيش حرية مطلقة لتنفيذ عمليات حربية بمختلف المستويات، باستثناء الاجتياح البري في هذه المرحلة. ومن ضمن العمليات التي سمح بها، من دون الرجوع لأخذ مصادقة من الحكومة، تنفيذ اغتيالات ضد قادة «حماس» و«الجهاد»، وغيرهما من الفصائل، وتدمير بنى تحتية ومخازن أسلحة وقصف وتدمير بيوت خاصة لعدد من القادة.
وحرص وزراء اليمين على تسريب تصريحات إلى الصحافة، لتضاف إلى انتقادات الخبراء للجيش وللحكومة. وأعطى رئيس الأركان العامة الإسرائيلية الجنرال أفيف كوخافي، الثلاثاء، أوامر بمواصلة استهداف مواقع إنتاج وتخزين الوسائل القتالية، التابعة لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في غزة، وكذلك النشطاء التابعون لهما. وذكر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، عبر صفحته على موقع «تويتر»، أن رئيس الأركان شدد على ضرورة استعداد المقار كافة «لتوسيع المعركة دون قيود زمنية». وأمر بتعزيز فرقة غزة بقوات إضافية تشمل لواء مشاة ومدرعات، بالإضافة إلى مواصلة جاهزية قوات الدفاع الجوي والاستخبارات.
وبحسب المحلل العسكري في «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، فإن «حماس» شرعت عملياً في معركة إقليمية ضد إسرائيل، وهي لا تشمل غزة فقط وإنما أجزاء من يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، عرب شرقي القدس وقسم من عرب إسرائيل.
وأضاف «إن حلم رئيس (حماس) في غزة، يحيى السنوار، يجب تحطيمه قبل أن يولد. فقد خطط زعيم (حماس) في غزة للمعركة الحالية من أجل كسب إنجاز سياسي ووضع (حماس)، ونفسه، على رأس الأمة الفلسطينية – وينبغي منع ذلك». وأضاف فيشمان «إذا انتهت المواجهة الحالية خلال يوم أو اثنين، ستبقى (حماس) واقفة على رجليها. لذا؛ يحظر على (الكابينيت) الاستسلام لضغوط دولية، وعليه أن يسمح للجيش الإسرائيلي بإنهاء هذه العملية التي لربما تعيد بناء الجدار الحديدي مقابل غزة».
أما المحرر العسكري في «هآرتس»، عاموس هرئيل، فرأى أن «هناك مسوغاً ذا وزن ثقيل ضد الانجرار إلى عملية عسكرية واسعة، على غرار الجرف الصامد (العدوان على غزة عام 2014). أولاً، العملية العسكرية الأصلية قبل سبع سنوات لم تحقق الكثير، مثلما يعلم الأشخاص الذين قادوها (...). ثانياً، إسرائيل التي تهدد الآن بالانتقام من (حماس)، هي التي رعتها طوال سنين في القطاع (...). وثالثاً، الجهة التي ستتخذ القرارات هنا، هي حكومة متخاصمة، ونصف الجمهور على الأقل فقد الثقة بشكل كامل برئيسها.
أكثر من ألف صاروخ أطلق من قطاع غزة على إسرائيل
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم (الأربعاء) أن مجموعات فلسطينية أطلقت أكثر من ألف صاروخ من قطاع غزة على إسرائيل منذ مساء الاثنين، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس في لقاء مع صحافيين عبر الإنترنت إن «أكثر من ألف صاروخ» أطلقت من غزة تم اعتراض 850 منها بمنظومة الدرع الصاروخية أو سقطت على إسرائيل، بينما سقط مائتان على الجانب الآخر الفلسطيني من القطاع منذ مساء الاثنين.
في إسرائيل، قتل خمسة أشخاص في إطلاق الصواريخ وأصيب العشرات بجروح، بحسب الشرطة وخدمات الإنقاذ.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع التي نفذت ردا على إطلاق الصواريخ منذ الاثنين، أسفرت عن مقتل 35 فلسطينيا على الأقل بينهم 12 طفلا.
وذكرت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» أن قادة لهما قتلوا في هذه الغارات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه اعترض طائرة مسيرة آتية من قطاع غزة.
واندلعت دوامة العنف هذه بعد صدامات في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
تدمير المقر الرئيسي لشرطة «حماس» عقب غارات إسرائيلية على غزة
أدت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة الجديدة فجر اليوم (الأربعاء) إلى تدمير المقارّ الرئيسية لشرطة «حماس» في غرب مدينة غزة، حسب وزارة الداخليّة في القطاع.
وأعلن المتحدّث باسم الوزارة في غزة إياد البزم في بيان أن «طائرات الاحتلال الإسرائيلي قامت بشنّ غارات متتالية أسفرت عن تدمير جميع مباني مقرّ قيادة الشرطة في قطاع غزة».
وأطلقت الطائرات الإسرائيليّة عشرات الصواريخ على غرب مدينة غزة استهدفت مقرّ الشرطة الرئيسي التابع لحماس وكلّية تدريب الشرطة ومقرات أمنية أخرى تقع في المنطقة ذاتها بحسب شهود عيان ومصادر أمنيّة فلسطينيّة.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته الجوية «أنهت قبل وقت وجيز سلسلة من الغارات استهدفت منازل قادة» في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في جنوب قطاع غزة.
وبدأ التصعيد في غزة بعد تصاعد المواجهات في القدس الشرقيّة، ولا سيّما في محيط المسجد الأقصى بين فلسطينيين وقوّات الأمن الإسرائيليّة.
وأدت الغارات الإسرائيلية إلى مقتل 35 فلسطينيا على الأقل بينهم 12 طفلا وثلاث نساء، بالإضافة لجرح 233 آخرين في غزة، حسب وزارة الصحة في القطاع.
وكانت كتائب القسّام حددت الاثنين مهلة لإسرائيل لسحب قواتها الأمنيّة من باحات المسجد الأقصى. ومع انتهاء المهلة أطلقت فصائل فلسطينيّة مسلّحة بينها «حماس»، وابلاً من الصواريخ على جنوب الدولة العبريّة وفي القدس.
وتُحاصر إسرائيل قطاع غزة الذي يعيش فيه قرابة مليوني شخص منذ 2007.
وجرت ثلاث حروب مدمّرة منذ ذلك الوقت بين «حماس» وإسرائيل في 2008 و2012 و2014.
الأمم المتحدة لتهدئة التوتر... والصليب الأحمر يحذّر من هجمات عشوائية
نيويورك - غزة: «الشرق الأوسط»
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأمم المتحدة تعمل بشكل عاجل لخفض التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين، وإن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش يشعر بالحزن «بسبب العدد الكبير المتزايد من الضحايا، وبينهم أطفال، بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة، وبسبب القتلى الإسرائيليين بسبب الصواريخ التي أطلقت من غزة».
وقال دوجاريك للصحافيين، الثلاثاء «على قوات الأمن الإسرائيلية أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس، وأن إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر، عشوائياً، على مراكز سكنية إسرائيلية غير مقبول».
في هذه الأثناء، عززت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، استجابتها الطبية في غزة ودعت للسماح بالتحرك الآمن لسيارات الإسعاف وموظفي الإغاثة. وذكرت اللجنة في بيان لـ«رويترز»، أطراف صراع غزة، أن «الهجمات العشوائية على المدنيين محظورة بموجب القانون الدولي، وأن أي هجوم ينبغي أن يكون متناسباً». يأتي ذلك، في وقت قال فيه شهود، إن ضربة جوية إسرائيلية أصابت برجاً سكنياً من 13 طابقاً في قطاع غزة، مساء الثلاثاء؛ مما أدى إلى انهياره. وذكر الشهود أنه تم تحذير سكان البرج ومن يعيشون بالقرب منه لإخلاء المنطقة قبل نحو ساعة من الضربة الجوية. ولم يتضح بعد إن كان المبنى قد أخلي بشكل كامل أو ما إذا كان هناك ضحايا. |
|