التاريخ: شباط ٢٧, ٢٠٢١
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
قتلى ومئات الجرحى خلال 5 أيام من المواجهات في الناصرية
حرق مبنى الحكومة المحلية... والمحتجون يصرون على إقالة المحافظ
بغداد: فاضل النشمي - سقط ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص قتلى في المواجهات العنيفة التى وقعت، أمس، بين المتظاهرين وقوات الأمن في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار الجنوبية، إلى جانب إصابة ما لا يقل عن 100 من المتظاهرين وعناصر الأمن، بحسب مصادر طبية في المدينة، ويأتي التطور الخطير بعد يوم واحد من زيارة الوفد الحكومي الذي ترأسه وزير الداخلية عثمان الغانمي لتهدئة الأوضاع في المدينة الغاضبة منذ أشهر طويلة.

وتفجرت الأوضاع منذ نحو 5 أيام طالب خلالها المحتجون وأعضاء في البرلمان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بإقالة المحافظ ناظم الوائلي.

وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي في تغريدة عبر «تويتر»، إن «الوضع خارج السيطرة في ‎الناصرية، الدماء تسيل والحكومة تتفرج». وذكر أن «حصيلة الأيام الخمسة من الاحتجاجات في المحافظة، هي مقتل 5 وجرح 271، ضمنهم 147 من القوات الأمنية». وفي وقت لاحق أمس، ورد ارتفاع حصيلة القتلى إلى سبعة.

ويسبق التصعيد الأخير زيارة البابا فرنسيس للمدينة المقررة مطلع مارس (آذار) الماضي بأيام معدودة، ما قد يؤدي إلى تأجيلها أو إلغائها بحسب مراقبين، غير أن جماعات الحراك في الناصرية تقول إنها لا ترغب في عرقلة الزيارة وستطلب من الحبر الأعظم الصلاة من أجل الحرية والسلام في المدينة.

وشهدت المدينة منذ الساعات الأولى من يوم أمس، حالات كر وفر بين قوات الأمن والمتظاهرين في تقاطع البهو وجسر الزيتون ومبنى المحافظة في الجانب الغربي من المدينة الذي تمكن المتظاهرون من حرق غرفه الخارجية ثم تمكنوا من دخوله. ويقول ناشطون إن قوات الشرطة والأمن استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ما تسبب في سقوط العشرات بين قتيل وجريح.

ويتهم آخرون فصائل وجماعات ميليشياوية تعمل تحت غطاء الأجهزة الأمنية بقتل المتظاهرين والسعي لإجهاض الحراك الاحتجاجي، كما هددوا بالتصعيد المناطقي في الأيام المقبلة وجددوا مطلبهم بإقالة المحافظ ناظم الوائلي.

وسبق أن شهدت الناصرية أحداثاً مماثلة سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019، في ذروة تصاعد الحراك الاحتجاجي ضد السلطة وأحزابها. وقالت مصادر طبية في المدينة إن «مستشفى الحبوبي عجز عن استقبال المصابين الجدد بسبب امتلاء غرفه وردهاته». وأضافت أن «إدارة مستشفى الحبوبي طلبت تحويل الجرحى الجدد إلى المستشفى العام في المدينة، فيما جرى نقل بعضهم إلى مستفشى الأمل الأهلي».

وناشد مصرف الدم في الناصرية، الناس للتبرع بالدم لجرحى المظاهرات، وقال معاون مدير مصرف الدم في الناصرية راجي السعد في بيان: «مناشدة لإخوتنا في محافظة ذي قار للتبرع بالدم لجرحى المظاهرات لحاجة مصرف الدم ومن جميع الفصائل». ووقف العشرات من أهالي المدينة في طوابير أمام مصرف الدم للتبرع.