| | التاريخ: شباط ١٨, ٢٠٢١ | المصدر: جريدة الشرق الأوسط | | المنفي يتعهد عرض حكومة دبيبة قريباً على مجلس النواب | تعهد رئيس المجلس الرئاسي الجديد، الدكتور محمد المنفي، بجاهزية الحكومة التي يعكف على تشكيلها رئيس وزرائه عبد الحميد دبيبة في غضون أيام، تمهيدا لعرضها على مجلس النواب، الذي ما زال يعاني من انقسام حاد بين أعضائه، حول توقيت ومكان انعقاد جلسة منح الثقة للحكومة والتصويت عليها، في وقت جددت فيه الجامعة العربية تأييدها للسلطة الجديدة.
وكرر المنفي في كلمة مساء أول من أمس، عقب وصوله إلى العاصمة طرابلس توضيح أولوياته المقبلة، وعلى رأسها «المصالحة الوطنية ولم شمل الليبيين، والعمل على توحيد المؤسسات» من أجل تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
بدوره، وعد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في اتصال هاتفي مع المنفي ودبيبة الذي التقى فائز السراج في طرابلس أمس, بزيارة ليبيا في أقرب وقت ممكن، وأثنى على دورهما في اتخاذ خطوات سريعة نحو توحيد مؤسسات الدولة، ولمّ الشمل والمصالحة، والدفع نحو الاستقرار، والسير باتجاه انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
كما شدد غوتيريش على أهمية ضمان تمثيل الحكومة الجديدة لمصالح جميع الليبيين، ورحب بالتزام دبيبة بإدراج 30 في المائة على الأقل من النساء في الحكومة الجديدة، كما أكد التزام الأمم المتحدة المستمر بمساعدة السلطة التنفيذية الجديدة في جهودها لتحقيق المصالحة الوطنية، واستقرار البلاد وتوحيد مؤسساتها.
من جانبها، عبرت الجامعة العربية على لسان أمينها العام، أحمد أبو الغيط، في اتصال أجراه مع المنفي ودبيبة عن تأييدها للسلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، ودعمها لجميع الجهود المبذولة للوصول إلى تسوية متكاملة ووطنية خالصة للوضع في البلاد، بمساراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية.
وقال بيان لمكتب أبو الغيط، أمس، إنه عبر عن تطلعه لـ«سرعة تنصيب المجلس الرئاسي، وتشكيل الحكومة الجديدة وتوليهما مهام عملهما»، مؤكدا التزام الجامعة بـ«مواصلة جهودها لمرافقة الأشقاء في ليبيا لاستكمال استحقاقات المرحلة التمهيدية، وصولاً إلى إجراء الانتخابات الوطنية المقررة نهاية العام الحالي».
في غضون ذلك أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، تفاعل القاهرة مع الدول المعنية بالشأن الليبي لرعاية الجهود المطولة للحفاظ على وحدة البلاد، وإجراء انتخابات بحلول نهاية العام، مؤكداً وجود اتصالات وتعاون مع المبعوث الأممي لضمان حل الأزمة. وأشار شكري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الباكستاني، بالقاهرة أمس، إلى أن زيارة الوفد المصري إلى طرابلس مؤخراً، كانت بهدف بحث فرص استئناف عمل السفارة المصرية بطرابلس والقنصلية المصرية في بنغازي، مؤكدا أن مصر لن تدخر جهدا في دعم أبناء الشعب الليبي. ومشيرا إلى وجود تحديات تواجه مصر وليبيا، تتمثل في الإرهاب بسبب الوضع الأمني والصراع العسكري، وقال بهذا الخصوص: «مصر ليست لها أي أطماع في ليبيا، وتعمل على أن تكون العلاقات طبيعية، والتعاون في المجالات كافة».
في غضون، دافع فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق» الوطني، عن فترة ولايته، وأكد في كلمة متلفزة، قيامه بواجبه الوطني للخروج بليبيا من أزمتها، رغم الانقسام الداخلي والتدخل الأجنبي والأزمة الأمنية، ومواجهة الإرهاب تنظيم «داعش» الذي احتل مدينة سرت عام 2016.
واعتبر السراج أنه «حان الوقت لعودة الرشد إلى العقول، بعد أن تأكد للجميع أن لا حل عسكريا للأزمة الليبية». لافتا إلى أنه «يفترض أن جميع الأطراف استوعبت الدرس، وباتت تدرك العواقب الوخيمة للاستمرار في حالة الانقسام والتشظي».
وأكد السراج لرئيس البعثة الأممية، يان كوبيش، خلال اجتماعهما أمس في طرابلس، دعمه لانتقال سلس للسلطة، وقال في بيان وزعه مكتبه إنهما اتفقا على «ضرورة» التقيد التام بموعد الانتخابات المقبلة.
وكان كوبيش قد بدأ أول زيارة له إلى ليبيا بعد تعيينه بسلسلة لقاءات مع المسؤولين الليبيين، والأطراف الفاعلة في مختلف أنحاء البلاد، حيث شدد على أهمية المضي قدماً في التنفيذ الكامل لخارطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي.
في غضون ذلك، طلب نحو 97 من أعضاء مجلس النواب، عقب جلسة عقدوها مساء أول من أمس في مدينة صبراتة غرب طرابلس، من اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) موافاتها بإمكانية عقد جلسة في سرت الأسبوع المقبل، قصد انتخاب رئاسة جديدة من الجنوب، وبحث آلية منح الثقة للحكومة.
وقال بيان صدر عن الجلسة إنه في حالة غياب رئاسة المجلس الشرعي في طبرق والموازي في طرابلس عنها، فإنه يترأسها أكبر الأعضاء سناً لمناقشة «إعادة انتخاب رئاسة مجلس النواب، على أن تؤول الرئاسة لأحد الأعضاء من الجنوب».
ويتوافق هذا الطرح مع اقتراح مماثل قدمه نواب الجنوب، ينص أيضا على تثبيت حقهم في أن يكون الرئيس المقبل للبرلمان ممثلا للمنطقة الجنوبية (فزان). | |
|