التاريخ: كانون الأول ١٩, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
تركيا أخلت 7 مواقع عسكرية من مناطق سيطرة النظام السوري
قال مصدر تركي أمس، إن تركيا أخلت سبعة مواقع مراقبة عسكرية في شمال غرب سوريا، وسحبت قواتها من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية، إلى المناطق التي يسيطر عليها مسلحون ومقاتلون مدعومون من أنقرة.

وأقامت تركيا عشرات المواقع العسكرية في المنطقة عام 2018 في إطار اتفاق لم يكتب له الاستمرار توصلت إليه مع روسيا وإيران لتهدئة القتال بين القوات الحكومية السورية والمعارضة. وتدعم أنقرة القوات التي تقاتل بشار الأسد بينما تدعم موسكو وطهران الرئيس السوري.

وحاصرت قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا مواقع عسكرية تركية عدة العام الماضي. وتعهدت تركيا وقتذاك الحفاظ على وجودها هناك، لكنها بدأت الانسحاب في تشرين الأول.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن آخر عمليات الإجلاء اكتملت ليل الخميس، وإن القوات أعيد نشرها داخل الأراضي التي تسيطر عليها القوات المدعومة من أنقرة بموجب تفاهم تم التوصل إليه مع روسيا.

وقال المصدر: "الأمر ليس في شكل سحب للقوات أو تقليص أعدادها. الوضع يتعلق فقط بتغيير الموقع".

ويقول مسلحون سوريون إن لتركيا ما يتراوح بين عشرة آلاف و15 ألف جندي في شمال غرب سوريا إلى جانب مقاتلي المعارضة، الذين تدعمهم والمتشددين الذين التزموا بنزع سلاحهم واحتوائهم.

وتستضيف تركيا ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ سوري، وهي مصممة على منع تدفق المزيد من الفارين من القتال. وتقول الأمم المتحدة إن هناك نحو أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا خارج سيطرة الحكومة السورية، منهم 2.7 مليون نزحوا خلال الصراع المستمر منذ تسع سنوات.

الى ذلك، أفادت وسائل إعلام ونشطاء بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) ذات الغالبية الكردية والفصائل السورية المسلحة المدعومة من تركيا في ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي.

وأفادت وكالة "هاوار" الكردية بأن المواجهات تتواصل في المنطقة وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة والطائرات الحربية للجيش التركي، لافتة إلى أن القوات المدعومة تركيا تحاول بسط سيطرتها على قرية مشيرفة الواقعة على بعد كيلومترين فقط عن مركز ناحية عين عيسى.

ونقلت الوكالة عن مصادر ميدانية تأكيدها رصد تحركات عسكرية مكثفة للفصائل المدعومة من أنقرة في مناطق التماس "قسد" بين ناحيتي تل تمر ورأس العين (الخاضعة لسيطرة تركيا وحلفائها)، وخاصة في ريف ناحية زركان.

بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفصائل الموالية لأنقرة شنت، بإسناد مكثف من قبل المدفعية التركية، هجوما عنيفا على قريتي جهبل ومشيرفة، وتتواصل في المنطقة اشتباكات ضارية منذ ليل الخميس، ولم تتمكن الفصائل المدعومة تركيا حتى الآن من السيطرة على أي من القريتين.

وأشار الى أن "قسد" استقدمت تعزيزات عسكرية إلى ناحية عين عيسى، وذلك غداة استقدام تركيا وحلفائها تعزيزات مؤلفة من دبابات ومدافع وعربات جند وسيارات رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة إلى قرى أبو خرزة وسلوم ورمانة المقابلة لقريتي الهوشان والخالدية المحاذية لطريق "إم 4" الرابط بين حلب والحسكة شرق عين عيسى.

في الوقت نفسه، وزع فصيل "تجمع أحرار الشرقية" المنتمي إلى "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا في ساعات متقدمة الخميس مقطع فيديو أعلن فيه عن سيطرته على القريتين المذكورتين.