|
|
التاريخ: تشرين الأول ٢٧, ٢٠٢٠ |
المصدر: جريدة النهار اللبنانية |
|
انتخابات مجلس النواب لا تثير حماس المصريين |
أغلقت لجان الاقتراع أبوابها مساء السبت في عدد من المحافظات المصرية بعد انتهاء اليوم الاول من تصويت الناخبين في انتخابات مجلس النواب وسط اقبال متواضع على المشاركة. وبحسب مراسل "وكالة الصحافة الفرنسية" في حي العجوزة، غرب القاهرة، كان الاقبال على لجان الاقتراع ضعيفا خصوصا فترة ما قبل الظهيرة وقد بدأ في الزيادة تدريجيا بعد غروب الشمس وحتى موعد اغلاق اللجان عند التاسعة مساء (19:00 بتوقيت غرينتش).
كذلك كان أكثر الناخبين من فئة السيدات أو الرجال كبار السن، بحسب المراسل، فيما لم يكن الشباب بهذا الحرص على المشاركة في اليوم الأول. ويقول حاتم جلال، وهو موظف خدمة عملاء أربعيني، "اذا كانت البرلمانات السابقة لم تمثلنا، لابدّ خلال الفترة المقبلة أن تعبّر عنّا.. ومن أجل ذلك قررت المشاركة".
وبدأت عملية الاقتراع، صباح السبت، لاختيار أعضاء مجلس النواب الذي يُتوقع أن يكون داعما لسياسات حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتجري انتخابات البرلمان على مرحلتين تنظم الأولى السبت والأحد في 14 محافظة بينها الجيزة والاسكندرية، والثانية في السابع والثامن من تشرين الثاني في 13 محافظة، بينها العاصمة القاهرة. ويصوّت المصريون لاختيار 568 من أصل 596 عضوا في مجلس النواب، على أن يقوم السيسي بتعيين النواب الباقين. ومن المقرر أن تجرى جولات الإعادة في تشرين الثاني، وسيتم الإعلان عن النتائج النهائية في كانون الأول.
وانتشرت اللوحات الإعلانية واللافتات العملاقة للمرشحين في أنحاء القاهرة والمحافظات الأخرى، وهي تحض المصريين على التوجه إلى صناديق الاقتراع. حتى إنّ بعض المرشحين قاموا بتصوير أغان وبثها لجذب الناخبين. وشوهدت باصات صغيرة صباح السبت وهي تتجول في شوارع محافظة الجيزة، غرب القاهرة، تحمل صوراً ولافتات لبعض المرشحين لجذب التأييد بينما تدفق الناخبون إلى مراكز الاقتراع.
وقالت امرأة في الجيزة، فضّلت عدم الكشف عن اسمها، إنها تشارك "لأنني أخشى أن يتم تغريمي من قبل الحكومة إذا لم أصوت". ويعيد الكثير من أعضاء البرلمان المنتهية ولايته ترشيح أنفسهم في الانتخابات، التي تشارك فيها أحزاب سياسية عدة لا وزن حقيقيا لها.
ودعي نحو 63 مليون ناخب من أصل أكثرمن مئة مليون نسمة، وهو عدد سكان مصر، إلى التصويت في الانتخابات. وكان أغلب النواب من مؤيدي السيسي في البرلمان المنتهية ولايته ولم يكن يضم سوى كتلة معارضة صغيرة تُعرف باسم 25/30. وانتخب البرلمان السابق في نهاية 2015 بعد عام على تولي السيسي الحكم، في عملية اقتراع استغرقت شهرا ونصف الشهر وفي غياب شبه كامل للمعارضة.
وكانت نسبة المشاركة ضئيلة (28%) في تلك الانتخابات خلافا لأجواء الحماس التي سادت في انتخابات 2012 التي نظمت عقب تنحي مبارك في الحادي عشر من شباط 2011، وفاز فيها الإسلاميون بنسبة كبيرة. وفي آذار 2018، أعيد انتخاب السيسي لولاية ثانية بأكثر من 97 في المئة من الأصوات في انتخابات استبعد فيها المنافسون الحقيقيون أو فضلوا الابتعاد.
"بلا جدوى"
ويتنافس أكثر من أربعة آلاف مرشح في الانتخابات على 284 مقعدا من أصل 568 بالنظام الفردي. كما تتنافس ثماني قوائم على 284 مقعدا بنظام القوائم الحزبية.
ومن بين القوائم المرشحة "القائمة الوطنية من أجل مصر"، التي تمثل ائتلافا سياسيا بقيادة حزب "مستقبل وطن" الموالي للحكومة. واكتسب الحزب الذي يضمّ رجال أعمال نافذين وشخصيات عامة، أهمية في الحياة السياسية منذ 2014. وأخيراً تم انتخاب رئيسه عبد الوهاب عبد الرازق رئيسا لمجلس الشيوخ المصري.
وهذا الاقتراع التشريعي هو الثاني بعد انتخابات مجلس الشيوخ، ويجري في ظل جائحة كوفيد-19 التي بلغ عدد المصابين بها أكثر من 105 آلاف شخص في مصر توفي منهم قرابة 6200. وانتخب المصريون في آب الماضي مئتين من أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 300، إذ يعين رئيس الجمهورية مئة عضو. وكان مجلس الشيوخ ألغي عقب الثورة التي أطاحت الرئيس الراحل حسني مبارك. لكن تمت إعادته بموجب تعديلات تشريعية أُقرّت في استفتاء شعبي عام 2019. وتتيح هذه التعديلات للرئيس السيسي البقاء في السلطة حتى عام 2030، وتعزّز من سلطته على القضاء.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، تعرضت انتخابات مجلس الشيوخ لانتقادات شديدة وصفت الاقتراع بأنه "بلا جدوى" أو "مهزلة". ومنذ اطاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي عام 2013 وتولي السيسي السلطة، شنّت الأجهزة الأمنية حملة واسعة ضد الإسلاميين وخصوصا جماعة "الإخوان المسلمين" الذين أوقف منهم المئات. وامتدت الحملة في ما بعد الى المعارضة الليبرالية واليسارية والى الصحافيين والمدونين.
وحُظرت التظاهرات في مصر منذ 2013، كما فرضت حال الطوارئ منذ 2017. |
|