|
|
التاريخ: تشرين الأول ١٥, ٢٠٢٠ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
عون يرجئ الاستشارات أسبوعاً «لمعالجة الوضع المسيحي» |
بيروت: «الشرق الأوسط»
قرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء أمس تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة التي كانت مقررة اليوم إلى يوم الخميس المقبل 22 الشهر الحالي، على أن تكون مواعيد الكتل بالتوقيت نفسه، وذكرت رئاسة الجمهورية أن التأجيل تم بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن عون اتصل بالرئيسين نبيه بري وسعد الحريري قبل إعلان القرار، مبررا ذلك بضرورة معالجة الوضع المسيحي في ضوء رفض «القوات» و«التيار الوطني الحر» تسمية الحريري.
غير أن بري والحريري أبلغاه رفضهما التأجيل، وقالت مصادر بري إنه يرفض التأجيل ولو ليوم واحد.
وكانت الاتصالات خلال اليومين الماضيين أفضت إلى «جو إيجابي» لمصلحة تكليف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، إذ حصل على شبه إجماع سني كما وافق على تأييده المسيحيون المستقلون وتيار «المردة» وكتلة «الحزب التقدمي الاشتراكي»، وحركة «أمل»، غير أنه لم يحصل على دعم «التيار الوطني الحر» أو «القوات اللبنانية».
وكان «حزب الله» من المطالبين بتأجيل الاستشارات، فيما قالت مصادر مطلعة إن الرئيس ميشال عون لم يكن بوارد التأجيل. وتحدثت معلومات لـ«الشرق الأوسط» أن «حزب الله» أخذ على عون أنه حدد موعد الاستشارات دون العودة له، وهو سعى لتأجيلها بعد الخلاف مع عون على خلفية الوفد المفاوض، ودخل رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب على الخط وتردد أن ذلك بإيعاز من الحزب، في وقت لم يسأل دياب عن صلاحياته يوم تراجع عن موقفه بخصوص معمل سلعاتا كما تراجع عن موقفه من التعيينات.
وعلى ضفة «الحزب التقدمي الاشتراكي»، أفضت الجهود التي بذلت أمس إلى تبريد الأجواء بين الحريري ورئيس الحزب وليد جنبلاط بعد التشنج الذي تلا المقابلة التلفزيونية للأخير، حيث حصل اتصال بين النائب وائل أبو فاعور ومستشار الحريري غطاس خوري، أعقبه اتصال مطول بين أبو فاعور والحريري ساهم في تنقية الأجواء بين الطرفين. وبعد اجتماع «كتلة اللقاء الديمقراطي»، بادر الحريري إلى الاتصال بوليد جنبلاط، وأثمر الاتصال أجواء إيجابية.
وقالت مصادر «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط» إن الحريري لم يضع شروطاً على تكليفه، وهو مرشح طبيعي، داعية إلى انتظار الإعلان عن موقفه ليُبنى على الشيء مقتضاه. وأوضحت أن الحريري دعا إلى التعاون بين الجميع «لنقل البلد من التأزم إلى الانفراج»، قائلة إن «المفروض تضافر كل الجهود وتشابك الأيدي للاستفادة من الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلد باعتماد المبادرة الفرنسية»، مشيرة إلى أن «الجميع يقول إنه مع المبادرة لكن المطلوب خطوات عملية»، مؤكدة أن المبادرة «هي الإطار للبيان الوزاري».
وتشير المباحثات التي سبقت الاستشارات النيابية أن الحكومة ستأتي في مرحلة انتقالية لتنفذ الخطوات الإصلاحية لإنقاذ البلاد من التدهور خلال ستة أشهر، وتتجنب الخوض في المواضيع السياسية وتأجيلها مثل البحث في الاستراتيجية الدفاعية والسلاح وغيرها من المواضيع الخلافية. لذلك، يطلب الحريري من الجميع تسهيلات متبادلة لتنفيذ هذه الخطوات، بحسب ما تقول مصادر «المستقبل»، مشددة على أن الحريري «لم يتخذ قراره بعد بانتظار الاجتماع واتخاذ موقف واضح» من فرضية تكليفه رئاسة الحكومة.
جعجع: لن نسمي لا الحريري ولا سواه
بيروت: «الشرق الأوسط»
أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن تكتل «الجمهورية القوية» لن يسمي الحريري اليوم ولا أي شخص آخر في الاستشارات النيابية، وجدد المطالبة بحكومة إنقاذ فعلية يكون وزراؤها من التقنيين المستقلين.
وفي مؤتمر صحافي عقده أمس بعد اجتماع الكتلة للبحث في موضوع التكليف، أعلن جعجع أن نواب الجمهورية القوية سيشاركون في الاستشارات النيابية الملزمة، مؤكداً «لا نريد ولا نقبل إلا بحكومة إنقاذ فعلية من وزراء تقنيين مستقلين؛ لذا ورغم صداقتنا مع الرئيس سعد الحريري فنحن لن نسميه لتأليف الحكومة غداً، كما أننا لن نسمي أي شخص آخر؛ لأنه ليس هناك بين الأسماء المطروحة حالياً أي شخص يتمتّع بالمواصفات التي تمكنه من تشكيل حكومة إنقاذ فعلية».
ورداً على سؤال عما إذا كان بإمكان الحريري عشيّة الذكرى الأولى لثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول) تشكيل حكومة، خصوصاً أن الشارع السني قد سبق ورفض تسميته سابقاً، قال جعجع «صراحة، لا جواب لدي على كل هذه التساؤلات إلا أننا جل ما يمكننا القيام به هو الانتظار ومواكبة التطورات، ويبقى الأهم نوعية الخطوات التي سيتم القيام بها».
وفي حين رفض جعجع اتهامه بالطعن بالظهر من قبل الحريري أو غيره، قال «ما نقوله اليوم هو موقف سياسي، ونحن أحرار باتخاذ أي موقف نريد، وهذا لا يعتبر طعناً بالظهر، ومن سلّفنا أي شيء فليأتِ كي نردّه له، وأنا لا أقبل هذا التوصيف أبداً لا من قريب ولا من بعيد»، متمنياً «على الجميع أن يتذكّر أن حزب (القوات اللبنانية) هو حزب قائم بحد ذاته، ومن أكبر الأحزاب في لبنان كي لا أذهب أبعد من ذلك في الوقت الراهن».
وبالنسبة لمسألة ترسيم الحدود البحرية، لفت جعجع إلى أنها «قضية مهمة جداً بالنسبة لنا بغض النظر عن أي أمر آخر له علاقة بهذا الموضوع»، موضحاً أن «موقفنا من القضية الفلسطينية موقف واضح جداً، ولا يزايدنّ أحد علينا في هذا الموضوع، إلا أن ترسيم حدودنا البحرية أمر ملحّ من أجل محاولة الاستفادة من الثروات التي نملكها في البحر»، آملاً «ألا يكون ذلك في عهد الأكثرية النيابية الحاكمة الحاليّة باعتبار أنه لو وجدت هذه الثروات في بحرنا ستصبح ثروات في جهنم، ولن نتمكن من الاستفادة منها بأي طريقة من الطرق».
ورأى جعجع «الظاهر أن مسألة ترسيم الحدود يقوم بها البعض بالشكل فقط، في حين البعض الآخر يقوم بها تفادياً للعقوبات، أما البعض الثالث فيتعاطى مع المسألة من قبيل لزوم ما لا يلزم؛ لذلك نرى الخلاف بين جماعة الأكثرية الحاكمة فيما بينهم على شكل الوفد وتركيبته إلى حين ما قبل بدء انعقاد الجلسة»، معتبراً أن «هذه التصرفات غير جدية، فبعد كل ما قمتم به من أجل تشويه صورة لبنان فهل أتيتم اليوم لتشويهها في أمر كهذا، حيث هناك وفد لبناني ذاهب للمشاركة في حين أن أطراف السلطة المعنية مختلفون على تركيبته وشكله». |
|