التاريخ: تشرين الأول ٥, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة القدس العربي
نيويورك تايمز: الآمال تتلاشى في “الجزائر الجديدة” بعد أكثر من عام من الانتفاضة الشعبية
رائد صالحة واشنطن-“القدس العربي”:
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون،قال  وهو يدخن السجائر في مقابلة استمرت لساعات في قصر يقع على مرتفعات العاصمة الجزائرية، إنّ “النظام القديم الفاسد” قد انتهى، معلناً عن ولادة “جزائر جديده”، مؤكداً أنّ بلاده أصبحت” حرة و ديمقراطية”.

وذكر كاتب التقرير آدم نوسيتر أن تبون، أعلن وهومحاطٌ بمساعديه في مكتبه الفخم، أنه قرر الذهاب بعيداً لخلق سياسة جديدة وأقتصاد جديد، وقال:” نحن نبنى نموذجاً جديداً هنا”. لكن الكتب يؤكد أن” التقاليد القديمة في الجزائر لا تموت بسهولة في هذا البلد، الذي شهد ما يزيد عن 60 عاماً من القمع وتدخل العسكر في السياسة والانتخابات المزورة وقلة الديمقراطية”.

وفي الشارع، تحت مكتب تبون، كما يضيف تقرير الصحيفة، الذي سلط الضوء على تلاشي الآمال في دورة سياسية جديدة في الجزائر بعد عام من الانتفاضة الشعبية، ما زالت الحقائق القديمة في البلاد تعيد تأكيد نفسها، حيث تحتضن السجون العشرات من المعارضين، ومقاعد البرلمان ما زالت معروضة للبيع، حيث وصل سعر المقعد إلى 540 ألف دولار، وفقاً لشهادة برلماني يتعرض لمحاكمة، والبرلمان نفسه صادق على دستور جديد اقترحه تبون، وتمت صياغته بعد وصوله للسلطة في انتخابات متنازع عليها، في وقت تتعثر فيه المعارضة بسبب الافتقار إلى القيادة وصياغة رؤية بديلة للبلاد.

واستنتجت الصحيفة أن الآمال تتلاشى في الجزائر في إصلاح النظام السياسي والوصول إلى ديمقراطية حقيقية، بعد مرور عام على الانتفاضة الشعبية، التي أطاحت بنظام الرئيس المستبد عبد العزيز بوتفليقة، والذي دام 20 عاماً.

وقال محسن بلعباس، وهي سياسي معارض، للصحيفة:” نحن نتحرك بسرعة إلى الوراء”.

وأشار التقرير أنه مقابل هذا الخطاب الذي يتحدث به  تبون، هناك الواقع الموجود الشارع، حيث بدأت الانتفاضة الشعبية، المعروفة باسم الحراك، في العام الماضي باتجاه خلق فجر جديد في بلد يخنقه جيش ضخم لعقود.

وبشيء من “الغبطة” راقب دعاة التغيير في العالم العربي الحراك الجزائري، حيث خرج عشرات الآلاف بطريقة سلمية للاحتجاج على استمرار حكم بوتفليقة، الذي أُصيب بالشلل بعد إصابته بجلطة دماغية في عام 2013، وبدأ أن الربيع العربي قد وصل أخيراً إلى الجزائر، وكانت قوات الأمن في كل مكان في الجزائر العاصمة، ولكن لم تفتح النار على متظاهري الحراك.

وعلى الرغم من أن الجيش أجبر بوتفليقة وحاشيته المقربة على ترك الحكم في النهاية، إلا أن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة للمتظاهرين، الذين يريدون القيام بإصلاح شامل للطبقة السياسية في البلاد، مع انتخابات لجمعية تأسيسية جديدة لتحل محل البرلمان السيء في البلاد، وانسحاب الجيش من السياسة، ولكن رئيس أركان الجيش آنذاك، أحمد قايد صالح، انقلب على الحراك.

ويقول كاتب التقرير أنه يُعتقد أن تبون الذي كان رئيساً للوزراء في عهد بوتفليقة، قد حصل على دعم من قايد صالح للرئاسة، ليتم انتخابه في تصويت جذب أقل من 10 في المئة من الناخبين، حسب المعارضة، و40% حسب السلطة.

وينوه  الكاتب إلى أن تبون بدأ في إشارات حسن النية، بما في ذلك إطلاق سراح بعض المعتقلين، ولكن الحكومة عادت لتلعب لعبة” القط والفأر، مع الحراكيين، وقالت جماعة معارضة إن العشرات أُعتقلوا.

وأدى اعتقال محاكمة الصحافي خالد درارني (40 عاماً) إلى زيادة حدة المزاج في الشوارع، كما انتشر الخوف في وسائل الإعلام الجزائرية، وكان الصحافي المسجون قد كتب في وقت سابق أن النظام يجدد نفسه بلا توقف ويرفض التغيير وقال:” نحن ندعو إلى حرية الصحافة، وهم يردون بالفساد والمال”، مما أثار حنق السلطات.

وقد تحول المشهد خارج قاعة محكمة دراديني، بعد الحكم عليه بالسجن، إلى تظاهرة، وصاح المتظاهرون “خالد درارني صحافي حر”، في حين بدأ ضباط الشرطة بدفع الحضور بقوة لتفريقهم، وقال تبون بغضب خلال مقابلة أ‘نه “لم تكن لديه بطاقة صحافي، وهو ناشط له أجندة مريبة”، ولكن تقرير ” نيويورك تايمز”، أكد يشير أن درارني، هو نفس الصحافي، الذي كان قد أجرى، قبل اعتقاله مقابلة مع تبون نفسه، كما أجرى مقابلة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.