| | التاريخ: أيلول ١٩, ٢٠٢٠ | المصدر: موقع النهار العربي - لبنان | | الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية | بخطى محفوفة بالحذر، انطلقت محادثات تبادل الأسرى والمعتقلين في سويسرا بين ممثلي الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، و"أنصار الله الحوثيين"، وعُقدت في اليوم الأول من هذا الحوار، ثلاث جلسات طغت عليها الأجواء الايجابية، بحسب ما أكدت أوساط الطرفين لـ"النهار العربي".
وأعاد المجتمعون في نقاش اليوم الأول التأكيد على المضي قدماً بتطبيق المرحلة الأولى من صفقة التبادل التي تم الاتفاق عليها في العاصمة الأردنية عمان في نيسان (أبريل) الماضي التي تشمل 1420 معتقلاً، ويتوزع هؤلاء بين 470 أسيراً يحتجزهم الحوثيون لطرف الحكومة وحلفائها، من بينهم 19 جندياً سعودياً، و950 أسيراً لـ"أنصار الله" موزعين على الشكل التالي: 250 أسيراً لدى السعودية، 450 لدى الحكومة في مدينة مأرب، و250 لدى المجلس الانتقالي في الجنوب.
ومن المقرر أن تبدأ، اعتباراً من اليوم، عملية وضع لوائح الأسرى والأسماء من قبل الطرفين، وهي عملية تنتظرها تعقيدات جوهرية تتعلق بالأولويات، إذ لم يتم التفاهم حتى الآن على الجزئية المتعلقة بمطلب الحكومة اليمنية، إطلاق سراح القيادات اليمنية الحكومية الأربعة وفي مقدمهم ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس اليمني، في المرحلة الأولى. وقالت مصادر وفد الحوثيين لـ "النهار العربي" انهم مستعدون لإطلاق سراح شخصية واحدة فقط في هذه المرحلة، هو شقيق الرئيس "شرط أن يتعهد الطرف الآخر بتقديم قائمة محددة من الأسماء (قيادات حوثية) للإفراج عنها في الوقت نفسه"، أما الأشخاص الثلاثة الباقين فيطلق سراحهم في مراحل لاحقة.
وقالت أوساط "الحوثيين" انه في حال لم يتمكن "الطرف الآخر" من تقديم قائمة بالأسماء التي نطالب بها فإن عملية التبادل لن تتأثر بل "لن نطلق سراح شقيق هادي في المرحلة الأولى وسيتأجل ذلك الى المرحلة التالية ونستكمل النقاش بالأسماء الأخرى".
ووسط هذه الأجواء، يُستبعد أن يتمكن المبعوث الأممي من الانتقال بالمحادثات الى مناقشة المرحلة الثانية من صفقة التبادل ضمن اطار "الكل مقابل الكل" حتى وأن نجحت هذه الجولة في تطبيق المرحلة الأولى، والسبب أن "أنصار الله الحوثيين"، الذين يكررون دائماً أنهم موافقون على عملية تبادل شاملة، يعتبرون أن الوفد الذي يمثل الحكومة اليمنية وحلفاءها في سويسرا لا يمثل كافة الأطراف اليمنية (المناهضين للحوثيين) وبالتالي لا يمكن له أن يحسم مسألة الإفراج عن جميع أسراهم الموزعين لدى أطراف مختلفة وأحياناً "متصارعة في ما بينها".
وشارك وفد سعودي في المحادثات بشكل مباشر، الى جانب طرفي الأزمة اليمنية والأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، وتعتبر مشاركة السعودية في هذه المحادثات مبررة على أساس انها جزء من عملية التبادل كونها تحتجز 250 اسيراً حوثياً وفي المقابل يحتجز الحوثيون 19 جندياً سعودياً.
وكانت هذه المحادثات قد انطلقت قبل ظهر الجمعة برسالة نشرها المبعوث الأممي مارتن غريفيث على حسابه على "تويتر" قال فيها: رسالتي الى الأطراف هي لاستكمال النقاشات ليتم إطلاق سراح المحتجزين بسلاسة وإدخال الراحة الى آلاف العائلات اليمنية".
ووصل وفد الحوثيين الى سويسرا يوم الأربعاء الماضي، وخلافاً لما أشيع عن تأخر وصول وفد الحكومة للانضمام الى المحادثات، نفى مصدر حكومي أن يكون قد حصل أي تأخير بوصول الوفد الى سويسرا، وقال: "أن وفدنا وصل في الوقت المقرر وأن المحادثات كانت مقررة لها سابقاً أن تبدأ يوم الجمعة".
وقالت الناطقة باسم الصليب الأحمر الدولي عن منطقة الشرق الأوسط روث هثيرينغتون لـ"النهار العربي": "إن بدء المحادثات في سويسرا يعتبر خطوة جيدة نحو بناء الثقة المطلوبة والأمر بات الآن في يد اليمنيين وهم وحدهم قادرون على جلب الغييرات المطلوبة التي هم بحاجة إليها"، وأكدت أن اللجنة الدولية تشارك في تيسير هذه المحادثات و"لدينا دور الوسيط الحيادي في هذه العملية، وحين يتخذ القرار، ونأمل في أن يحصل ذلك، سنكون جاهزين للعب دورنا بتقديم الدعم اللوجستي على مختلف الأصعدة"، وأشارت الى أن الصليب الأحمر "سيجري مقابلات شخصية مع المعتقلين قبل عملية إطلاق سراحهم للتأكد من علمهم بالأمر وبأن كل شيء يسير بشكل منظم".
ومن المقرر أن تستمر هذه الجولة حتى 24 أيلول (سبتمبر) الجاري، ويأمل المبعوث الأممي في أن يتمكن الطرفان من الاتفاق نهائياً على المرحلة الأولى وأن تبدأ إجراءات التبادل في أقرب وقت ممكن. | |
|