التاريخ: آب ٩, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
اتهامات تلاحق فصيلاً في «الحشد» بالوقوف وراء «مفخخة» الناصرية
بغداد: فاضل النشمي
رغم أن البيانات الرسمية لم تسم الجهة التي ينتمي إليها مالك السيارة التي ضبطت في محافظة ذي قار، أول من أمس، وتحمل في صندوقها عبوات محلية الصنع ومواد متفجرة وأجهزة تفجير ولم تسمه بالاسم، إلا أن القضية صارت محل تساؤل واتهامات متبادلة بين جهات مقربة من التيار الموالي لإيران وتدعي أن الشخص من سكنة محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) وجاء للقيام بأعمال إرهاب في جنوب العراق وفي مدينة الناصرية تحديدا، وبين الاتجاه المناهض لإيران وفصائلها المسلحة الذي يميل إلى الاعتقاد بأن الشخص المتورط عنصر في حركة «أنصار الله الأوفياء» الموالي لإيران والمنضوي تحت مظلة الحشد الشعبي.

وجاء بيان خلية الإعلام الأمني مطابقا، في جزء منه، مع ما ذهب إليه الاتجاه المناهض لإيران والموالين لها، خاصة في الجانب المتعلق بمحل إقامة المتورط في القضية، حيث كشف بيان خلية الإعلام أنه من سكنة محافظة ذي قار وليس صلاح الدين. وقال بيان الخلية: «تداولت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قصص متعددة بشأن موضوع العجلة التي ضبطت وألقي القبض على سائقها في ناحية البطحاء بمحافظة ذي قار». وأضاف أن سائق السيارة مِن مواليد 1973 ويسكن محافظة ذي قار. وكشف أنه خلال عملية التفتيش الدقيق عثر في صندوق السيارة على عبوتين محليتي الصنع ومواد متفجرة وأجهزة تفجير، وأحيل المتهم إلى التحقيق.

ولم يشر بيان الخلية إلى اسم الشخص المتورط أو الجهة التي يتبع لها، لكن ناشطين تداولوا بشكل واسع وثائق شخصية، وضمنها بطاقة تعريف صادرة عن «المقاومة الإسلامية في العراق - حركة أنصار الله الأوفياء» تكشف عن اسمه ومحل ولادته واسم والدته، وتظهر أيضا انتسابه لهيئة الحشد الشعبي (لواء 19) حرس حدود في منطقة القائم بمحافظة الأنبار غرب العراق. غير أن قائد شرطة ذي قار العميد حازم الوائلي قال في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أمس: إن «الوثائق التي ضبطت بحوزة (ص. ن.س) مزروة، وأن أخبار انتسابه للحشد الشعبي عارية عن الصحة».

ورغم تصريحات قائد الشرطة، لم يتوقف الجدل بين الموالين لإيران والمناهضين لها حيث غرد القيادي في حركة «عصائب أهل الحق» محمود الربيعي عبر «تويتر»، قائلا: «ماذا يعني القبض على إرهابي تكريتي (في محافظة صلاح الدين) يقود سيارة مفخخة في الناصرية في مثل هذه الظروف؟».

وكانت الجهات القريبة والموالية لإيران ادعت أن المتورط في حادث الناصرية شخص يدعى قتيبة عبد الرحمن الدوري من مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين. من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس شيوخ صلاح الدين مروان الجبارة: إن «اتهام أهالي تكريت والدور بموضوع المفخخة التي استهدفت ذي قار ما هو إلا لعب على وتر الطائفية ومحاولة لإعادة إحيائها من جديد». وشكر الجبارة في بيان مقتضب القوات الأمنية التي «كشفت الحقيقة وفوتت الفرصة على المتربصين بأمن وسلامة وتماسك المجتمع العراقي. الخزي والعار للإرهاب ومن يروج له أو يدعمه».

وكتب رجل الدين المنشق عن التيار الصدري في الناصرية الشيخ أسعد الناصري عبر «تويتر» قائلا: «‏نفس الحاقدين على الناصرية، وخصوصاً الدمى التي تحركها إيران، يتهمون تكريت بمحاولة الإضرار بنا. الناصرية عصية على ألاعيبهم القذرة، وتعتبر كل مدن العراق أحبتنا وإخوتنا. وسنقبر الطائفية والمشروع الإيراني إلى الأبد».

توتر بين متظاهرين وأتباع الصدر في الناصرية
ضبط سيارة مفخخة غرب المدينة

السبت 08 أغسطس 2020 
فيما تحدث ناشطون عن حالة من التوتر الشديد، مساء الخميس، في ساحة الحبوبي معقل الحراك الاحتجاجي في مدينة الناصرية بين جماعات الاحتجاج المرابطة داخل الساحة منذ أشهر وأتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تمكنت الأجهزة الأمنية في المحافظة من إلقاء القبض على شخص يقود سيارة مفخخة غرب المدينة.

وقال الناشط رعد محسن، إن «مشاحنات وقعت داخل ساحة الحبوبي بين عناصر من أتباع الصدر ومجموعة من الشباب المتواجدين داخل الساحة على خلفية رفع أتباع الصدر صوره أثناء مسيرة احتجاجية مطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين للعدالة وفي مقدمتهم قائد خلية الأزمة السابق جميل الشمري».

ويؤكد محسن لـ«الشرق الأوسط» أن «المحتجين والمعتصمين داخل ساحة الحبوبي درجوا، منذ أشهر، على القيام بفعاليات ومسيرة احتجاجية كل أسبوع للتأكيد على مطالب الاحتجاج المعلنة وفي مقدمتها محاسبة الجناة والمتورطين في قتل المتظاهرين». ويشير إلى أن «بعض أتباع التيار الصدري رفعوا صورا للصدر ما أثار حفيظة بعض المتظاهرين وتسبب بالتوتر بين الطرفين، حيث يشترط الناشطون أن لا ترفع صور زعماء الأحزاب والزعامات الدينية داخل الساحة». وأضاف أن «متظاهرين في ساحة الحبوبي رددوا أهازيج منددة بالصدر والأحزاب السياسية، وكادت الأمور أن تتطور إلى ما لا يحمد عقباه، لكن نشطاء بارزين ووجهاء وقادة أمنيين تدخلوا لحسم الخلاف بين الطرفين وإنهاء حالة التوتر والخصام في ساحة الحبوبي».

ويسود التوتر منذ أشهر بين جماعات الحراك الشعبي وأتباع تيار الصدر، بعد اتهام الحراك للصدريين، في أوقات سابقة، بالقيام بأعمال قتل وبلطجة في ساحات الاحتجاج، وخاصة في بغداد والنجف والناصرية. وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي (معارك كلامية حامية) بين الطرفين تتخللها اتهامات متبادلة يكيلها كل طرف للآخر.

وأصدر متظاهرو ساحة الحبوبي (مساء الخميس) بيانا طالبوا فيه بالكشف عن أسماء المتورطين بقمع تظاهرات تشرين في مدينة الناصرية. ودعا البيان الذي أذيع أمام حشد كبير من المتظاهرين بحسب الناشط رعد محسن، الحكومة المركزية إلى «الكف عن التسويف والمماطلة في كشف الأسماء المتورطة بقمع المتظاهرين وقتل العشرات منهم». كما طالب القائد العام للقوات المسلحة بـ«تسليم جميع من تلطخت أيديهم بدماء المتظاهرين إلى القضاء، بعد مضي ثلاثة أشهر من التأخير والإسراع بشمول شهداء التظاهرات بقانون مؤسسة الشهداء».

وكانت القوات الأمنية ارتكبت «مجزرة» في الناصرية ضد المتظاهرين نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، أودت بحياة 70 قتيلاً وأكثر من 225 جريحاً وتسببت بإقالة الفريق جميل الشمري بعد يومين فقط من تكليفه برئاسة خلية الأزمة لمعالجة الأوضاع الناجمة عن التظاهرات الاحتجاجية في محافظة ذي قار، وما زالت جماعات الحراك تطالب بمحاكمة الشمري.

وما زالت غالبية مدن وأقضية محافظة ذي قار تشهد تظاهرات منتظمة بشكل شبة يومي ضد سوء الخدمات وتدهور البنى التحتية وقد نجحت جماعات الحراك بإقالة غالبية مدراء الدوائر الحكومية واستبدالهم بآخرين.

من جهة أخرى، كشفت مصادر أمنية في محافظة ذي قار، أمس، عن تمكن قوة من مكافحة المتفجرات من تفكيك سيارة مفخخة غربي مدينة الناصرية مركز المحافظة. وقالت المصادر في تصريحات لـ«شبكة أخبار الناصرية»: إن «الأجهزة الأمنية تمكنت من إيقاف عجلة نوع (مارك) في أحد الطرق النيسمية غربي مدينة الناصرية». وأكدت المصادر أن «العجلة تحمل رقم تسجيل صادر من مديرية مرور محافظة النجف، وكانت محملة بعبوات محلية الصنع تحوي كميات كبيرة من مادة C4 شديدة الانفجار».