|
|
التاريخ: آب ٦, ٢٠٢٠ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
«فوكس نيوز» تكشف تمويلاً مزعوماً من قطر لأسلحة «حزب الله» |
متعاقد أمني وجاسوس سابق يكشف عمليات السمسرة لعمليات شراء |
نيويورك: علي بردى
كشفت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية للتلفزيون عن ملف سري يزعم أن مسؤولين قطريين، بينهم السفير القطري لدى بلجيكا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) عبد الرحمن بن محمد سليمان الخليفي، مولوا شحنات أسلحة لـ«حزب الله»، مؤكدة أن هذا يعرض للخطر قرابة عشرة آلاف من الجنود الأميركيين المتمركزين في قاعدة العُديد العسكرية في الدولة الخليجية.
وفيما يبدو أنه عملية دهم إلكترونية، اخترق متعاقد أمني، عرفته الشبكة باسم جايسون ج. أعمال السمسرة لشراء الأسلحة في قطر، مؤكداً أن «أحد أفراد العائلة المالكة» سمح بتوصيل معدات عسكرية إلى «حزب الله» على رغم أنه مصنف كتنظيم إرهابي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ويوثق الملف الدور المزعوم الذي اضطلع به السفير القطري منذ عام 2017 في مخطط لتمويل «حزب الله»، إذ دفع مبلغ 750 ألف يورو لتكثيف دور النظام القطري في توريد الأموال والأسلحة إلى التنظيم الشيعي اللبناني. ونقل جايسون ج. عن الخليفي أنه قال خلال اجتماع عقد في يناير (كانون الثاني) 2019 في بروكسل إن «اليهود أعداؤنا». ولم ترد الـ«ناتو» ولا الحكومة البلجيكية على استفسارات شبكة فوكس نيوز حول دور السفير في القضية المزعومة. وأضاف أن هدفه هو «وقف قطر لتمويل المتطرفين»، مؤكداً أنه يكشف هذه المعلومات لأنه «يجب إخراج التفاح السيء من البرميل ولكي تصير (قطر) جزءاً من المجتمع الدولي». وذكر بأن الرئيس دونالد ترمب قال عام 2017 إن قطر «كانت ممولاً للإرهاب على مستوى عال جداً». ولكن بعد عام، عكس ترمب أقواله.
ويعتقد أن الكشوفات الجديدة عن تمويل قطر لإحدى الحركات الإرهابية الأكثر فتكاً في كل أنحاء العالم تلقي بظلال جديدة على شراكتها مع الولايات المتحدة في عمليات مكافحة الإرهاب.
وقالت «فوكس نيوز» إنه من المثير للاهتمام التذكر بأن قطر اتهمت بمساعدة «حزب الله» في حربه ضد إسرائيل عام 2006. إذ وجد ملجأ ورعاية أميرية في الدوحة. وفي مقابلات مع الشبكة الأميركية، حض سياسيون أوروبيون بارزون على حملة لقمع سريع لدعم قطر المزعوم لتمويل الإرهاب و«حزب الله». وقالت السيناتورة الفرنسية التي قادت لجنة التحقيق في الشبكات «الجهادية» في أوروبا ناتالي جوليه التي كتبت تقريراً لحلف شمال الأطلسي بشأن تمويل الإرهاب: «يجب أن يكون لدينا سياسة أوروبية بشأن قطر، وأن نكون حريصين بشكل خاص في تمويلها للإرهاب. يجب على بلجيكا أن تطلب من الاتحاد الأوروبي إجراء تحقيق وتجميد جميع الحسابات المصرفية القطرية في غضون ذلك». وأضافت: «علينا تسوية سياسة عامة بتحذير خاص وسياسة حصيفة لمنع أي تمويل للإرهاب، خاصة من دول مثل قطر أو تركيا» التي تدعم الإخوان المسلمين وآيديولوجيتهم المعادية للسامية الخطيرة.
وقال عضو البرلمان البريطاني الذي يتتبع تمويل الإرهاب إيان بيزلي جونيور لشبكة فوكس نيوز إن سلوك النظام القطري «المبين فاضح ويجب على الحكومة في كل من المملكة المتحدة وبلجيكا أن تتصرف بشكل حاسم». وأضاف أن «هذه المزاعم خطيرة للغاية، خاصة أن السفير هو سفير لدى الـ(ناتو)، ويجب التحقيق في ذلك واتخاذ الإجراءات المناسبة». وأكد أن «(حزب الله) جماعة إرهابية محظورة في بريطانيا والعمل معهم لا يمكن التسامح معه»، مؤكداً أنه سيتصل بوزير خارجية بريطانيا وسيطلب منه التحقيق في هذه المزاعم وتقديم احتجاجات للسفير.
وأفاد كبير الباحثين عن النازيين في مركز سيمون روزنتال الأميركي لحقوق الإنسان الدكتور أفرايم زوروف أن «دور قطر المزعوم في تمويل إرهابيي (حزب الله) يتطلب اتخاذ إجراءات فورية ضد المتورطين وطرد السفير القطري فوراً».
وبحسب الملف، فإن جمعيتين خيريتين قطريتين قدمتا أموالاً لـ«حزب الله» في بيروت «تحت ستار الطعام والدواء». وقد سميت المنظمات المعنية باسم جمعية الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية ومؤسسة التعليم فوق الجميع. وأكد جايسون ج. الذي عمل لدى العديد من أجهزة المخابرات أن ملفه كان ينظر إليه على أنه ذو صلة وأصيل من قبل كبار مسؤولي المخابرات الألمانية. وذكرت صحيفة «داي زايت» الأسبوعية الألمانية الشهر الماضي أن ملف جايسون يمكن أن يجمع ما يصل إلى 10 ملايين يورو. وانخرطت الأنظمة المالية والخيرية في قطر في خطط تمويل الإرهاب المزعومة الأخرى أيضاً. أفادت صحيفة «واشنطن فري بيكون» في يونيو (حزيران) أن دعوى قضائية رفعت في مدينة نيويورك أكدت أن المؤسسات القطرية، بما في ذلك قطر الخيرية (المعروفة سابقاً باسم جمعية قطر الخيرية) وبنك قطر الوطني، مولتا المنظمات الإرهابية الفلسطينية.
وشملت قائمة المدعين في القضية عائلة تايلور فورس، وهو عسكري أميركي مخضرم قتلته «حماس» عام 2016. |
|