|
|
التاريخ: نيسان ٢٨, ٢٠٢٠ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
مفاوضات بين أنقرة و«تحرير الشام» لاحتواء التوتر |
جهود أميركية لـ«توحيد الصف الكردي» شرق الفرات |
أنقرة: سعيد عبد الرازق
تجري مفاوضات بين «هيئة تحرير الشام» وتركيا لإنهاء التوتر بينهما على خلفية تدخل القوات التركية لفض اعتصام قرب النيرب شرق إدلب على طريق حلب - اللاذقية أول من أمس، في محاولة لتسيير دورية مشتركة مع روسيا مع نفي «الهيئة» وجود أي محاولات للتهدئة.
وجرى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين بالقرب من بلدة النيرب راح ضحيته 3 أشخاص، كما أصيب جنود أتراك، وذلك بعد أن قتل عنصران على الأقل، وجرح ثلاثة من «هيئة تحرير الشام»، التي تشكل «جبهة النصرة» أكبر مكوناتها، جراء استهداف طائرة «درون» تركية لسيارة كانت تقلهم في النيرب أول من أمس، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وهاجمت القوات التركية عناصر الهيئة رداً على هجومها على نقاط عسكرية لها في منطقة النيرب، انتقاماً من استهداف عناصرها المعتصمين عند الطريق احتجاجاً على تسيير دوريات مشتركة مع القوات الروسية.
وكانت مصادر محلية أفادت بأن طائرة مسيرة تركية من نوع «بيرقدار»، استهدفت مربضاً للهاون ومركزاً لقاعدة مضادة للدروع، تابعين لهيئة تحرير الشام قرب بلدة النيرب. ورصد المرصد تحليق مروحيات تابعة للجيش التركي باتجاه نقاطها جنوب شرقي إدلب، لنقل مصابين من قواتها.
وقالت المصادر إن مفاوضات جرت، مساء أول أمس، لإنهاء التوتر الذي تطور إلى مواجهة مسلحة تحدث للمرة الأولى بين تركيا والنصرة (المكون الرئيسي لهيئة تحرير الشام)، بحضور ممثلين عن «فيلق الشام» وفصائل أخرى موالية لتركيا، من أجل تهدئة الأمور وفض الاعتصام على طريق «إم 4»، لكن هيئة تحرير الشام نفت وجود مفاوضات مع القوات التركية.
وأعيد فتح طريق إدلب - باب الهوى، التي تربط بين مدن وبلدات الشمال السوري، والتي أغلقت لقترة وجيزة احتجاجاً على قيام القوات التركية بفض اعتصام النيرب بالقوة أول من أمس، ما أدى إلى مقتل اثنين على الأقل من عناصر الهيئة وإصابة 3 آخرين.
واستقدمت «هيئة تحرير الشام» تعزيزات إلى مدينة أريحا جنوب إدلب مكونة من عدد من الآليات مع عناصر من مقاتليها.
وتحتج «الهيئة» مع مجموعات من أهالي إدلب على الوجود الروسي وعلى الاتفاقات والتفاهمات الموقعة بين تركيا وروسيا بشأن إدلب وآخرها اتفاق 5 مارس (آذار)، الموقع في موسكو بشأن وقف إطلاق النار وإقامة ممر آمن على جانبي طريق «إم 4» بعمق 6 كيلومترات وتسيير دوريات تركية - روسية مشتركة، بدأت في 15 مارس، لكن لم تستطع القوات التركية والروسية إكمال مسار 5 دوريات منها بسبب الاحتجاجات والاعتصامات على الطريق.
من ناحية أخرى، سيرت القوات التركية والروسية، أمس، دورية مشتركة جديدة في ريف مدينة عين العرب (كوباني) الغربي، انطلقت المدرعات المشاركة فيها من قرية آشمة وجابت قرى وبلدات في ريف كوباني الغربي، وسط تحليق لمروحيتين روسيتين على ارتفاع منخفض في أجواء المنطقة. وسبق أن سيرت القوات التركية والروسية دورية أخرى، في 16 أبريل (نيسان) الجاري، في ريف عين العرب (كوباني) الشرقي، وذلك في إطار اتفاق سوتشي الموقع بين تركيا وروسيا في سوتشي في 22 أكتوبر (تشرين الماضي)، بشأن شرق الفرات.
إلى ذلك، أعلنت ولاية شانلي أورفا (جنوب شرقي تركيا) أنها تواصل أعمال صيانة وإصلاح البنية التحتية والفوقية لمدينة تل أبيض شمال شرقي سوريا بعد إنهاء سيطرة تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عليها خلال عملية «نبع السلام» العسكرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
في المقابل، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن بناء العشرات من السجون الرسمية والسرية من قبل الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا بإشراف مباشر منها.
جهود أميركية لـ«توحيد الصف الكردي» شرق الفرات
القامشلي: كمال شيخو
كثّفت الولايات المتحدة الأميركية اجتماعاتها مع قادة الجماعات السياسية الكردية في سوريا لـ«توحيد الصفّ» الكردي والعمل على تأسيس إدارة مدنية مشتركة ووفد كردي موحَّد للمشاركة في المباحثات الدولية الخاصة بالأزمة السورية.
وعقد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا ويليام روباك، جولتين من المباحثات خلال الشهر الحالي مع قادة «حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري و«حركة المجتمع الديمقراطي» من جهة؛ ورئاسة «المجلس الوطني الكردي» المعارض من جهة ثانية، بمشاركة مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية»، كما عقد اجتماعين منفصلين قبل يومين مع ممثلي «التحالف الوطني» الكردي و«الحزب التقدمي» الكردي.
وأوضحت مصادر مطلعة أن «نقاشات ساخنة» دارت في غرف الاجتماعات التي سعت لتقريب وجهات النظر بين أطراف الحركة الكردية السياسية في أعقاب الهجوم التركي وسيطرته على مدينتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة، وأن تلك المساعي تعثرت واصطدمت بتعنّت الأطراف الرئيسية، الأمر الذي دفع بالسفير الأميركي إلى تركيز اجتماعاته مع الجهتين المعنيتين بالخلاف؛ وهما «حزب الاتحاد الديمقراطي» و«المجلس الوطني» الكردي.
وكان عبدي تحدث عن انفراجه قريبة، في حين استبعدت مصادر توصل الطرفين إلى اتفاق نهائي؛ ذلك أنه «لا تزال النقاشات مستمرة وتدور حول العديد من القضايا العالقة؛ أبرزها ملف المعتقلين السياسيين الذي ينتمون إلى أحزاب (المجلس)، والموقف من التداخلات الإقليمية والدولية في المنطقة، ومن الحوار مع النظام الحاكم خارج أطر المعارضة السورية».
وأعرب قياديون عن الأمل في التوصل إلى اتفاق نهائي «يخضع نظام الحكم بالإدارة الذاتية لمبدأ المحاصصة السياسية؛ بحيث تقسَّم مناصبها على أساس الانتماء الحزبي». وقالت مصادر إنها ترجح أن توزع مناصبها السيادية بين حزبين رئيسين؛ هما «حزب الاتحاد السوري» و«الحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا»، بينما ستتشكل قيادة مشتركة للقوات العسكرية، ورسم خريطة انتشار مقاتلي كل جهة في مناطق محددة، على أن يجري توزيع المهام بين قيادتي «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، و«قوات بيشمركة روج أفا» المدعومة من إقليم كردستان العراق.
من جهة ثانية، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات الأميركية سيّرت للمرة الأولى دورية عسكرية منذ الهجوم التركي الأخير نهاية العام الماضي، انطلقت من قاعدتها في قرية تل بيدر بريف الحسكة الشمالي، وجالت في قرى بلدة الدرباسية المحاذية للطريق السريعة الواصلة بين مدينتي القامشلي وحلب.
كما نشر «المرصد» خبراً عن عزم القوات الأميركية على سحب مهام حماية حقول وخطوط النفط شرق سوريا، من قوات «الدفاع الذاتي» وتسليمها إلى قيادة «قوات سوريا الديمقراطية»، على أن تُوكَل مهام الإدارة والحراسة إلى عناصر من ذوي الخبرة القتالية وشاركوا في العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» المتطرف، وتأتي هذه التحركات الأميركية في إطار إعادة تثبيت نفوذهم شرق الفرات. |
|