|
|
التاريخ: نيسان ٢٣, ٢٠٢٠ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
الجيش الليبي يعتقل «مرتزقة سوريين»... ويصد هجوماً لـ«الوفاق» |
رحيل الكيب... رئيس أول حكومة انتقالية في ليبيا |
القاهرة: خالد محمود
كشف «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، عن اعتقال «مرتزقة سوريين»، وصد هجوم لـ«الوفاق»، مؤكداً مشاركة عناصر «عسكرية تركية» في المعارك، التي يخوضها على أكثر من جبهة ضد القوات الموالية لحكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، فيما بدا أنه بمثابة رد على تصعيد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لحربه الكلامية ضد حفتر. وفي غضون ذلك، دعت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، مجدداً، إلى «إنهاء فوري» لما وصفته بـ«الحرب العبثية» في البلاد.
وعزز «الجيش الوطني» من حجم ونوعية قواته المتواجدة بغرب البلاد، استعداداً على ما يبدو لشن هجوم وشيك على مدن الساحل الغربي، خاصة صرمان، الواقعة على بعد نحو 60 كيلومتراً إلى الغرب من طرابلس، وصبراتة التي تقع غربي صرمان، لطرد قوات «الوفاق»، التي سيطرت عليها قبل أيام، وذلك بعد عام كامل من خضوعها لسيطرة قوات الجيش.
وفرض حفتر سرية كاملة على تحركات الجيش في هذه المنطقة، بينما تحدثت مصادر عسكرية عن «استعدادات ضخمة برية وجوية لشن الهجوم المضاد».
وفى العاصمة طرابلس، أعلن «الجيش الوطني» أن قواته البرية، التي لا تزال تسعى لفتح ثغرات في الدفاعات المستحكمة لميليشيات حكومة السراج في محاور القتال بجنوب المدينة، أحكمت مساء أول من أمس، سيطرتها على مناطق جديدة في ضاحية أبو سليم.
كما أكد «الجيش الوطني» إحباط قواته لهجوم شنته ما وصفها بـ«الميليشيات الإرهابية والإجرامية»، بعد محاولتها التقدم نحو «قاعدة عقبة بن نافع» الجوية بمنطقة «الوطية» غرب البلاد. وقال الناطق الرسمي باسمه، اللواء أحمد المسماري، في بيان أصدره في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، إن قواته التي استهدف الهجوم جس نبضها «صدت هذه الميليشيات ولاحقتها، وغنمت سيارة مسلحة ومدرعة تركية، ووقع أسرى من العدو وكثير من القتلى والمصابين».
وأوضح المسماري، أنه تمت مطاردتهم إلى منطقة الجميل. لافتاً إلى أن وحدات الجيش «سيطرت أيضاً على العقربية، وأقامت فيها بوابات، ونشرت استطلاعاً متقدماً حول مناطق السيطرة الجديدة».
وكان المسماري أعلن في بيان مقتضب مساء أمس، أن قوات الجيش تمكنت من القضاء على عناصر إرهابية خطيرة في محاور طرابلس. لكنه لم يوضح أي تفاصيل أخرى. كما بث المسماري لقطات فيديو تظهر مشاركة «عناصر عسكرية» تركية في القتال، إلى جانب من وصفها بـ«الميليشيات الإرهابية»، في إشارة إلى القوات الموالية لحكومة «الوفاق» في العاصمة طرابلس.
بدورها، بثت شعبة الإعلام الحربي للجيش الوطني مشاهد مصورة، قالت إنها «لوصول أسرى عناصر الحشد الميليشياوي» إلى مدينة بنغازي (شرق)، ومن بينهم «مرتزقة موالون لتركيا يحملون الجنسية السورية»، بعد أن تم أسرهم في عددٍ من المحاور، ومنها محور بوسليم - طرابلس، ومحور بوقرين شرق مدينة مصراتة.
في المقابل، أعلنت عملية «بركان الغضب»، التابعة لقوات السراج مساء أول من أمس، إصابة 5 مسعفين في قصف بصواريخ (غراد) استهدف مستشفيين ميدانيين بوادي الربيع.
في غضون ذلك، أعربت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني في طرابلس والمناطق المحيطة بها، جراء اشتداد حدة القتال في الأيام الماضية. وجددت البعثة في بيان، مساء أول من أمس، دعوتها إلى «هدنة إنسانية» لإتاحة الفرصة لليبيين للتهيؤ لشهر رمضان بسلام، وإفساح المجال للسلطات لتقديم الخدمات، التي تشتد الحاجة إليها ومعالجة الجرحى، والتصدي للتهديد المتصاعد لجائحة كورونا، معبرة عن استيائها البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في ترهونة؛ وذلك بسبب التصعيد العسكري في المدينة وما حولها؛ ما أدى إلى موجة نزوح جديدة للمدنيين.
رحيل الكيب... رئيس أول حكومة انتقالية في ليبيا
الأربعاء 22 أبريل 2020
القاهرة: جمال جوهر
أمضى المعارض الليبي عبد الرحيم الكيب، أحد عشر شهراً في السلطة، منذ أن اختاره «المجلس الوطني الانتقالي»، نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011، ليشغل رئاسة أول حكومة انتقالية في البلاد، قبل أن يسلمها طوعاً إلى خلفه علي زيدان.
ولد الكيب، الذي رحل أمس في الولايات المتحدة الأميركية، عن 70 عاماً، متأثراً بنوبة قلبية، ونعاه فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي، بالعاصمة طرابلس، وهو أكاديمي عمل أستاذاً للهندسة بجامعتها، قبل أن يتولى مناصب عدة بجامعات خليجية وأميركية.
وخلال المدة التي قضاها الكيب في منصبه، جرت أول انتخابات لـ«المؤتمر الوطني العام» عام 2012، ليسلم الراحل السلطة إلى علي زيدان، الذي انتخبه المؤتمر رئيساً للوزراء.
وسبق للكيب الذي أعلنت أسرته نبأ وفاته، أمس، أن غادر البلاد عام 1976 لينخرط في معارضة النظام السابق، قبل أن يعود إلى ليبيا مثل غيره، فور اندلاع أحداث فبراير (شباط)، ليتم اختياره بواسطة اقتراع جرى بمقر «المجلس الانتقالي» في العاصمة، حيث نال 26 صوتاً من أصل 51 ناخباً هم أعضاء المجلس آنذاك.
ومن على منصة التتويج قبل قرابة 9 أعوام من الآن، تحدث الكيب باللغة الإنجليزية، متعهداً ببناء «دولة تحترم حقوق الإنسان»، لكن الأمور سارت على نحو مخالف، مع تغوّل الميليشيات المسلحة، و«إهدار قيم حقوق الإنسان»، وفقاً لتقارير أممية عدة. في تلك الأثناء نفذ محمود جبريل، الذي رحل هو الآخر في الخامس من أبريل (نيسان) الحالي، ووري الثرى بالقاهرة، وعداً بالاستقالة، بعد إعلان «تحرير» ليبيا رسمياً، عقب السيطرة على مدينة سرت، مسقط رأس معمر القذافي وقتله.
وبالرغم من التعليقات التي انصبت أمس على الشماتة في الكيب والنيل منه، فقد نعاه رئيس المجلس الرئاسي، المعترف به دولياً، في بيان منفرد، وقال: «لقد فقد الوطن أحد أبنائه الأوفياء المخلصين، وبغيابه خسرت بلادنا مثالاً في تحمل المسؤولية، والالتزام بمصلحة الوطن وقضاياه».
وأضاف البيان موضحاً أن الكيب «كان نقياً ودوداً وشفافاً، لا يحمل قلبه حقداً أو ضغينة، صريحاً واضحاً في مواقفه، ولم يقصر في خدمة مواطنيه»، كما أنه «مثّل قيمة إنسانية وسياسية وعلمية كبيرة». وانتهى السراج إلى أن الراحل «انحاز عن حق إلى مسار التوافق والمصالحة الوطنية، وكان متطلعاً بثقة وتفاؤل لقيام الدولة المدنية الديمقراطية». |
|