التاريخ: نيسان ٢١, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
الجيش الليبي يتهم تركيا باستغلال الهدنة لـ«تسليح الميليشيات»
القاهرة: خالد محمود
اتهم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بـ«التمهيد لشن قواته الجوية عمليات حربية مباشرة للمرة الأولى على الأراضي الليبية»، كما اتهم تركيا مجدداً بـ«استغلال الهدنة الإنسانية لوقف إطلاق النار غير المتحقق فعليا على الأرض، لتسليح الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق» المدعومة دولياً برئاسة فائز السراج.

وقال اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، في مدينة بنغازي بشرق البلاد، إن «تركيا تقوم منذ بضعة شهور بحشد مرتزقة ومعدات عسكرية لشن هجوم على مدينة ترهونة في الغرب الليبي»، مضيفاً: «الأتراك وإردوغان استفادوا من الهدنة التي أعلنت في 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، وقاموا بنقل أسلحة وحاولوا مهاجمة قاعدة الوطية الجوية لكنهم تعرضوا للهزيمة، فانتقلوا للمرحلة الثانية من الخطة بمهاجمة ترهونة»، موضحاً أن «تركيا استخدمت عدداً كبيراً من الطائرات المسيرة، لاستهداف المدينة بسبب دورها في مواجهة المخطط التركي ودعمها لقوات الجيش».

وأشار المسماري إلى «اعتزام الجيش إرسال توثيقه لجرائم القتل والخطف والسرقة والتدمير التي ارتكبتها المجموعات المسلحة في صبراتة وصرمان إلى مجلس الأمن الدولي»، مؤكداً أن «قوات الجيش الوطني حققت ما وصفه بتقدمات تكتيكية كبيرة في محاور عين زارة وصلاح الدين وأبو سليم في العاصمة طرابلس»، لافتا إلى أن «هذا التقدم يربك الأتراك والإرهابيين والإخوان المسلمين ويخلط حساباتهم العسكرية». وتابع: «بعد سيطرة قواتنا الجوية، لم يعد للعدو في هذه المنطقة سوى المدفعية الثقيلة والصاروخية، لكن قواتنا قادرة على إسكاتها بشكل سريع وفعال».

وأضاف المسماري أن «إردوغان يجند في أبناء سوريا الفقراء للقتال في ليبيا، ولديه أجندة سرية تشكل خطرا على المنطقة بأسرها والشعب التركي»، لافتا إلى «هبوط طائرات لنقل المرتزقة بشكل يومي في طرابلس ومصراتة».

بدورها، أعلنت عملية «بركان الغضب» التي تشنها ميليشيات حكومة السراج، مقتل أحد أفراد هيئة بقسم مطار معيتيقة الدولي متأثرا بإصابته أثناء إخماده لحريق نجم عن قصف اتهمت قوات الجيش الوطني بشنه على منازل المواطنين بمنطقة عرادة ما تسبب في إصابة 10 مواطنين بينهم 4 أطفال وأضرار جسيمة في منازل المواطنين وممتلكاتهم.

كما ادعت العملية أن 5 أطنان هي حصيلة مخلفات الحرب من القذائف والصواريخ التي أطلقتها قوات الجيش الوطني خلال عام من بدء الجيش عمليته العسكرية في الرابع من شهر أبريل (نيسان) الماضي لتحرير العاصمة طرابلس، كما وزعت صورة تُظهر جانباً من ‏بقايا قذائف صواريخ الجراد التي انتشلت من منطقة شرفة الملاّحة ببلدية سوق الجمعة، التي اتهمت قوات الجيش أيضا بقصفها على منازل المواطنين .

وتحدثت أمس وسائل إعلام مقربة من حكومة السراج عن مقتل 3 من ميليشياتها، وإصابة 7 آخرين في قصف بقذائف الهاون جنوب العاصمة طرابلس، حيث تجددت الاشتباكات بالمدفعية الثقيلة بين الميليشيات وقوات الجيش الوطني خاصة في منطقتي أبو سليم والقرة بوللي.

وكان الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية «بركان الغضب» التي استأنفت هجومها على ترهونة وقوات الجيش في محاور جنوب طرابلس، قد ادعى في تصريحات لوكالة «الأناضول» التركية للأنباء أن قواته «تحافظ على مواقعها داخل الحدود الإدارية بترهونة وتحاصر أغلب مداخلها ونجحت في تضييق الخناق على تحركات الجيش»، على حد تعبيره.

وتسعى هذه القوات لاستعادة السيطرة على مدينة ترهونة الاستراتيجية، التي تعتبر غرفة العمليات المركزية للجيش الوطني في المنطقة الغربية، وآخر معاقله الرئيسية بمدن غلاف العاصمة، كما تمثل نقطة ارتكاز رئيسية لقواته وخزانها البشري الرئيسي هناك.

إلى ذلك، وفى تأكيد لسيطرة قواته على جنوب البلاد، بث الجيش الوطني عبر شعبة إعلامه الحربي مساء أول من أمس لقطات مصورة لتجول وحداته داخل عدة مناطق في الجنوب الليبي، وأدرج الجيش هذه الجولة ضمن «الكثير من الجولات التي تقوم بها وحداته في إطار العمليات الاستطلاعية لرصد أي تحركاتٍ مشبوهةٍ في مناطق الجنوب».

وكان الناطق باسم الجيش الوطني قد كشف النقاب عن تحركات لميليشيات وعصابات إرهابية تمولها حكومة السراج وتقوم بتسليحها في الجنوب الغربي للبلاد، بمحاذاة الحدود المشتركة مع تشاد، برعاية تركيا التي قال إنها تقف وتنظيم «القاعدة» خلف هذا التحرك.

بدوره، انتقد إسماعيل شرقي، مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، ما وصفه بالتقاعس عن تعيين رئيس جديد لبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا رغم مرور قرابة شهرين عن استقالة رئيسها السابق غسان سلامة. واعتبر في تصريحات بثتها أمس وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أن هذا «يطرح الكثير من التساؤلات لدى الفاعلين والمهتمين بالشأن الليبي».

وتساءل عما إذا كانت الجهود المبذولة «تهدف فعلاً إلى إيجاد حل نهائي للأزمة الليبية أم هي مجرد مساع أنانية لتحقيق مصالح وأجندات ضيقة على حساب مصير الشعب الليبي».

وعلى الرغم من أنه أعرب عن أسفه الشديد لحالة وقف إطلاق النار في ليبيا، لكنه استبعد في المقابل إمكانية إرسال بعثة مراقبين مشتركة مع الأمم المتحدة من أجل مراقبة وقف إطلاق النار، موضحاً أن «هذه الخطوة لن تتم إلا بعد توقف المعارك وتوقيع الأطراف الليبية على وقف فعلي لإطلاق النار».