| | التاريخ: نيسان ١٨, ٢٠٢٠ | المصدر: جريدة الشرق الأوسط | | 10 آلاف جندي تركي و6 آلاف آلية عسكرية في شمال غربي سوريا | لندن: «الشرق الأوسط»
أفاد مرصد حقوقي سوري أمس بارتفاع عدد الجنود الأتراك في إدلب وأرياف اللاذقية وحلب وحماة إلى أكثر من عشرة آلاف عنصر يرافقون أكثر من ستة آلاف آلية عسكرية في شمال غربي سوريا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه رصد دخول رتل عسكري جديد تابع للقوات التركية نحو الأراضي السورية، تضمن 30 شاحنة مغلقة وآلية عسكرية عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع لواء إسكندرون، واتجهت نحو المواقع التركية. وقال: «مع استمرار تدفق الأرتال التركية، فإن عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف النار الجديد بلغ 2665 آلية، بالإضافة لآلاف الجنود».
وبذلك، يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة «خفض التصعيد» في شمال غربي سوريا، منذ الثاني من فبراير (شباط)، إلى أكثر من 6070 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و«كبائن حراسة» متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا خلال تلك الفترة أكثر 10300 جندي تركي».
كان السفير الروسي في دمشق الكسندر إيفيموف قال لوكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية بأن موسكو تتوقع «أن يواصل الشركاء الأتراك جهودهم لفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين واتخاذ إجراءات لتحييدهم لاحقا... إعادة تسميتهم بتسميات أخرى لا تعني تغييرا في طبيعتهم الإرهابية».
وزاد أن الاتفاقات الروسية - التركية ساعدت على تقليص التوتر في منطقة خفض التصعيد في إدلب، مشددا على أن «الجانب التركي لا يقلل من أهمية وضرورة مواصلة الحرب ضد الإرهاب وعودة تلك الأراضي إلى سيادة الحكومة السورية».
وعاد الهدوء الحذر ليسيطر على شمال غربي سوريا، حسب «المرصد»، مع دخول وقف إطلاق النار يومه الـ43 «ذلك عقب خروقات كثيرة شهدتها المنطقة خلال أمس تسبب بسقوط خسائر بشرية بمقتل 3 عناصر من الفصائل المقاتلة وإصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة، في سهل الغاب، جراء استهداف آلياتهم بقنابل من طائرة مسيرة مجهولة». كما قتل شخص إثر قصف مدفعي لقوات النظام في الفوج 46. استهدف قرية كفرتعال في ريف حلب الغربي، وأصيبت 3 نساء أثناء عملهن في الأراضي الزراعية بالقرب من بلدة تفتناز شرق إدلب «جراء استهداف قوات النظام بالرشاشات الثقيلة للمنطقة»، حسب «المرصد». وقال: «إن قوات النظام قصفت سابقا مناطق في آفس وكنصفرة وكفرعويد والفطيرةومجازر والصالحية وفليفل في ريف إدلب، وقريتي كفر تعال والقصر غرب حلب، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية».
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت أنه تم تسيير الدورية الرابعة مع الجانب الروسي، على طريق حلب - اللاذقية الدولية تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقّع بين أنقرة وموسكو في 5 مارس (آذار) الماضي. وذكرت الوزارة، في بيان، أن الدورية جرى تسييرها بمشاركة قوات برية وجوية من الطرفين التركي والروسي.
وكانت القوات التركية فضّت اعتصاماً لأهالي إدلب واقتحمت مقره وأزالت الخيام التي يعتصمون بها على طريق اللاذقية - حلب الدولية، قرب قرية ترنبة.
وإذ واصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات عسكرية إلى نقاطه المنتشرة في إدلب، عاد فيه نحو 110 آلاف نازح سوري إلى مناطقهم في المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا، عقب توصل تركيا وروسيا لاتفاق وقف إطلاق النار في 5 مارس الماضي.
في شرق سوريا، قال «المرصد» بأنه سجل «قصفاً صاروخياً مكثفاً نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها على مناطق في قريتي دادا عبد آل وباب الفرج وقرى أخرى واقعة بريف بلدة أبو راسين (زركان) شمال الحسكة، ما أسفر عن أضرار مادية في ممتلكات مواطنين، دون معلومات عن خسائر بشرية».
وكان أشار إلى إصابة 4 مواطنين من عائلة واحدة جراء قصف القوات التركية والفصائل الموالية لها على قرية ربيعات في ريف أبو راسين. وأفاد أمس بحصول «انفجار ضرب بلدة عين عيسى الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام بريف الرقة الشمالي، فيما شهدت البلدة حادثة أخرى تمثلت بإحراق مجهولين لسيارتين عسكريتين تابعتين لقوات النظام في حي الصناعة بالبلدة». واتهمت قوى الأمن الداخلي «أسايش» التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية قوات «الدفاع الوطني» الموالية لقوات النظام باستهداف إحدى نقاطها في مدينة القامشلي بريف الحسكة.
خبراء روس يستبعدون قدرة تركيا على «عزل الإرهابيين» في إدلب
جدل في موسكو حول تجنيد مقاتلين سوريين لإرسالهم إلى ليبيا
موسكو: رائد جبر
استبعد خبراء روس أن تكون تركيا قادرة على «عزل الإرهابيين» في شمال غربي سوريا، في وقت أثيرت سجالات في موسكو بسبب نشر معطيات أخيرا، عن قيام شركات خاصة شبه عسكرية روسية بتجنيد أعداد من المقاتلين السوريين وتحضيرهم للانتقال للقتال في ليبيا.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر محلية أن شركة «فاغنر» التي يديرها رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين المعروف بتسمية «طباخ الكرملين» أطلقت نشاطا واسعا في الفترة الأخيرة لاستقطاب شبان في المناطق السورية الخاضعة للقوات الحكومية، وشرعت في تدريب أعداد منهم تمهيدا لنقلهم إلى ليبيا.
وتجنبت الأوساط الرسمية الروسية التعليق على هذه المعطيات، لكنها تحولت إلى مادة للجدال في وسائل الإعلام. وكتبت صحيفة «كوميرسانت» أن المعارك في ليبيا متواصلة برغم موافقة أطراف النزاع الليبي على هدنة إنسانية من أجل مكافحة فيروس كورونا، ولفتت إلى أن «قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، سيطرت هذا الأسبوع، على المنطقة الساحلية من مصراتة إلى الحدود مع تونس. في وقت تواترت التقارير التي تزعم أن روسيا جندت مرتزقة سوريين وأرسلتهم إلى ليبيا لتعزيز مواقع الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر».
ولفتت الصحيفة إلى أن «العلاقات بين حفتر والقيادة السورية ليست سراً، خاصة بعد استئناف عمل السفارة الليبية، التي لا تمثل الآن مصالح طرابلس إنما شرق البلاد، رسمياً في أوائل مارس (آذار) في دمشق».
ونقلت عن أحد قادة المعارضة السورية المسلحة، العقيد فاتح حسون، تأكيده لـ«كوميرسانت» أن لدى المعارضة معلومات مؤكدة تفيد بتجنيد «مئات الشباب السوريين في منطقة القنيطرة من قبل (الشركة العسكرية الروسية الخاصة) فاغنر، وفي دير الزور أيضا، بدعم من حكومة بشار الأسد». وبالإضافة إلى ذلك، وفقا للمصدر المعارض، فإن شركة «فاغنر» تخطط لنقل حوالي 3500 جندي من القوات الخاصة السورية إلى ليبيا عملا بالاتفاقيات المبرمة بين دمشق والمشير حفتر والقاهرة. ويزعم أن من المقرر إرسالهم جواً إلى مصر، ثم نقلهم عبر الحدود المصرية الليبية.
ولكن «كوميرسانت» شككت بالمعطيات ورأت أنه «بالنظر إلى حالة الجيش السوري، يصعب تصديق مثل هذا الاتفاق». وذكرت مع ذلك، بمعطيات نشرتها وسائل إعلام في وقت سابق أشارت إلى «زيارة سرية إلى دمشق في أوائل مارس قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل والتقى برئيس الأمن القومي السوري علي مملوك». وقالت بأنه لا يمكن استبعاد أن مثل «هذه التقارير تُستخدم لتبرير التحالف العسكري بين طرابلس وأنقرة».
وكانت وسائل إعلام روسية تحدثت أخيرا، عن أن شركة «فاغنر» ما زالت تحتفظ في سوريا بأكثر من ثلاثة آلاف من المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية وخصوصا في مناطق المنشآت النفطية. ونقلت شهادات عن بعض المقاتلين السابقين في هذه المجموعات قالوا فيها بأن خسائر هذه المجموعات في سوريا تبلغ أضعاف الأرقام التي تسربت في السابق. علما بأن تقارير كانت تحدثت عن مقتل نحو 500 من المرتزقة الروس في سوريا منذ انخراطهم في الحرب في أواسط العام 2015.
على صعيد آخر، قلل خبراء روس من احتمال تمكن تركيا من ضبط الوضع في إدلب، وتنفيذ التزاماتها وفقا للاتفاقات مع روسيا، وخصوصا في الشق المتعلق بفصل المعارضة المعتدلة عن المتشددين وعزل مقاتلي «جبهة النصرة». وجاءت هذه التحليلات بعد مرور يوم واحد على إعلان دبلوماسيين روس أن موسكو تعول على تحرك تركي أكثر نشاطا في هذا الاتجاه.
وقال خبير المجلس الروسي للشؤون الخارجية أنطون مارداسوف، لـصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا»: «إن دمج المعارضة في الوحدات النظامية التركية رد واضح على التصعيد في فبراير (شباط) ومارس، عندما قتل عشرات الجنود الأتراك. حينها، أنكر الجانب التركي، عبر القنوات العسكرية، إنشاء غرفة عمليات لتنسيق العمليات مع المعارضة»، وقال بأن أنقرة تتصرف حاليا بحذر أكبر، لكن «هذا يتطلب الاعتماد الملموس على تشكيلات محددة، والهيكل الراديكالي الرئيسي في إدلب - هيئة تحرير الشام، التي حلت فيها بقايا جبهة النصرة المحظورة في روسيا - على الأرجح سيتم إعادة هيكلتها».
وقال الخبير بأنه إذا نجحت جهود إحلال الاستقرار في إدلب، فسيكون من الصعب على هيئة تحرير الشام استخدام عامل تلويح دمشق بعمليات عسكرية لفرض قواعد وجودها على الأتراك في منطقة خفض التصعيد.
وأضاف أنه «من الواضح أن تركيا تحاول التعويض عن مشكلة سياستها العسكرية في سوريا، المتمثلة بغياب استراتيجية واضحة لتعزيز وجودها في المناطق العازلة، التي من شأنها أن تصمد في وجه ضغوط النظام السوري». | |
|