|
|
التاريخ: نيسان ١٦, ٢٠٢٠ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
فرنسا تحرّك نادي الكبار لـ«هدنة عالمية» |
ترمب يوقف تمويل «الصحة العالمية» ويحمّلها والصين مسؤولية إخفاء الوباء |
باريس: ميشال أبو نجم - عواصم: «الشرق الأوسط»
في الوقت الذي يستعد فيه قادة دول «مجموعة السبع» لبحث التنسيق الدولي لجهود مكافحة فيروس {كورونا المستجد}، اليوم، عبر الفيديو، يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تحريك نادي الدول الكبار في مجلس الأمن لإقرار «هدنة عالمية».
وتعزز مبادرة الرئيس الفرنسي الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في 23 مارس (آذار)، والتي حثّ فيها على ضرورة إقرار هدنة عالمية، تفادياً لتبعات انهيار الأنظمة الصحية في الدول التي تعاني من الحروب، وحيث الأنظمة الصحية منهارة أو على وشك الانهيار.
وقال ماكرون، في تصريحات صحافية: «لقد دعمت فرنسا بقوة دعوة غوتيريش، وما نتمناه هو أن تتمكن الدول الخمس (الدائمة العضوية في مجلس الأمن)، من الاجتماع للمرة الأولى (...) لتقويم الوضع ومساندة الدعوة، بل الذهاب لأبعد من ذلك والتعبير عن مكامن قلقها، وأتمنى أن نحقق ذلك في الأيام المقبلة».
وأكّد الرئيس الفرنسي، الذي تعدّ بلاده من أكثر الدول تضرراً من الوباء، أنه حصل على موافقة الرئيسين الأميركي دونالد ترمب، والصيني شي جينبينغ، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وأنه «متأكد من أن الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين سيوافق أيضاً عندما يتم ذلك، ويمكننا عندها أن نعقد هذا المؤتمر عن بعد، وأن نروّج لهذه الدعوة بشكل رسمي وقوي وفعال». وأمل ماكرون في الحصول على موافقة بوتين «خلال الساعات المقبلة».
وتأتي هذه المبادرة فيما واجه قرار الإدارة الأميركية وقف تمويل منظمة الصحة العالمية انتقادات واسعة. وكان الرئيس ترمب قد أعلن، مساء أول من أمس، تعليق المساهمة الأميركية في تمويل المنظمة، مندداً بتأخرها وبكيفية تعاملها مع الجائحة، ما أدى إلى زيادة الوفيات إلى أكثر من 20 ضعفاً، بحسب قوله، مطالباً بمحاسبتها. واعتبر غوتيريش أن «هذا ليس الوقت المناسب» لقطع إيرادات عن العاملين في الجبهات الأمامية لمكافحة فيروس «كوفيد - 19».
من جهته، أعرب مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن «أسفه» للقرار الأميركي، وقال إن المنظمة «في طور دراسة تأثيره».
ترمب يوقف تمويل «الصحة العالمية» ويحمّلها والصين مسؤولية إخفاء الوباء
خفف السجال مع حكّام الولايات حول موعد إعادة فتح الاقتصاد
واشنطن: إيلي يوسف
في تصريحات متناسقة ومتتالية، صعدت الولايات المتحدة من هجماتها السياسية والإعلامية، سواء على الصين أو على منظمة الصحة العالمية، على خلفية أزمة انتشار فيروس «كورونا».
وبعد تصريحات تمهيدية من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حول استعدادات واشنطن لإحداث «تغيير جذري» في منظمة الصحة العالمية، واحتمال السماح للمواطنين الأميركيين بالتقدم بدعاوى قضائية ضد من «يتحملون مسؤولية الخسائر البشرية»، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الثلاثاء تعليق المساهمة الأميركية في تمويل المنظمة، منددا بتأخرها وبكيفية تعاملها مع الجائحة، ما أدى إلى زيادة الوفيات إلى أكثر من عشرين ضعفا بحسب قوله، وطالب بمحاسبتها.
وقال ترمب في المؤتمر الصحافي اليومي إن «الولايات المتحدة ستوقف تمويل منظمة الصحة العالمية لسوء إدارتها والتعتيم على انتشار الفيروس». وأضاف من حديقة البيت الأبيض أن «دافعي الضرائب الأميركيين يقدمون من 400 إلى 500 مليون دولار، بينما تقدم الصين 40 مليون دولار وربما أقل». وأعلن أن المنظمة عارضت قرار منع السفر إلى الصين الذي أصدرته إدارته مبكرا، وقال إنه «لم يكن مقتنعا بحديثها، وكثير من الدول التي استمعت إلى منظمة الصحة تواجه مشاكل حاليا لم تتوقعها». واتهم ترمب المنظمة بأنها مسيّسة، وأنها كانت تكرر ما تقوله الحكومة الصينية، معتبرا أن «المنظمة وضعت القرارات السياسية فوق إنقاذ الأرواح». وأضاف «أخفقت المنظمة في التحقيق بشأن تقارير موثوقة من ووهان والتي تعارضت مع ما قالته الحكومة الصينية من انتقال العدوى من شخص إلى آخر، كان هذا يدعوها إلى التحقيق فورا، المنظمة لم تحقق في اختفاء أطباء وباحثين في الصين ولم تستطع الحصول على عينات، لقد أخفقت». وتابع «في منتصف يناير (كانون الثاني)، كررت المنظمة المعلومات الصينية المضللة بأن الفيروس لا ينتقل بين البشر، وهو ما كلفنا وقتا ثمينا ومنعنا من إعداد فريق دولي للنظر في تفشي الوباء. اعتماد المنظمة على معلومات الصين ربما سبّب زيادة في الوفيات بنسبة عشرين ضعفا».
وأثار قراره ردا فوريا من الديمقراطيين، حيث أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب إليوت أنغل أن قراره يعكس سياساته في إلقاء اللوم على منظمة الصحة العالمية والصين وخصومه السياسيين وعلى الإدارة السابقة، للتغطية على ما وصفه بـ«سوء تعامل إدارته مع الأزمة». وأضاف أنغل «لا أحد يصدق الدعاية الصينية حول أصل الفيروس، ولا أحد يشكك في أداء منظمة الصحة السيئ التي لا تتجاوز ميزانيتها حجم ميزانية مستشفى أميركي واحد، وستقوم لجنتنا في التحقيق بهذه القضايا، إلّا أن الرئيس اختار التغطية على تهديد الوباء... والولايات المتحدة هي الآن مركز الأزمة، وإلقاء اللوم وقطع التمويل سيزيد الأمور سوءا».
ورغم تسجيل الولايات المتحدة أرقاما قياسية، الثلاثاء، من حيث عدد الوفيات، التي بلغت نحو 2284 شخصا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، أكد ترمب تصميمه على إعادة فتح الاقتصاد وربما قبل الموعد الذي كان قد حدده مسبقا وهو الأول من مايو (أيار). غير أن ترمب قال إنه سيفوض كل حاكم ولاية كي ينفذ إعادة فتح قوية للولاية التي يراها مناسبة، حيث إن «بعض الولايات كما تعرفون في حالة مختلفة عن الولايات الأخرى».
وأوضح ترمب أن هناك «أكثر من 20 ولاية في وضع جيد، كما أن أكثر من 15 في المائة من المقاطعات لم تسجل أي إصابات فيها. ربما تعود هذه الولايات إلى الوضع العادي، والحكومة الفيدرالية ستراقب الوضع عن كثب».
وبرر ترمب إصراره على إعادة فتح الاقتصاد رغم تحذير خبراء صحيين قائلا إن «أرقام الإصابات تسير بشكل جيد، وإلا فإن البورصة لن تكون في هذا الشكل الجيد»، مشيرا إلى أن هناك مطالبات بالمشاركة في تنشيط البلاد وإعادة فتحها، و«تحدثت مع قادة في الصناعات المختلفة عن كيفية إعادة فتح الاقتصاد». وأشار ترمب إلى أن جائحة «كورونا» تسببت في تعطيل نحو 50 في المائة من أكبر اقتصاد في العالم، معربا عن أمله في استعادة المباريات الرياضية قريبا.
وطمأن ترمب الأميركيين بأن «الولايات المتحدة لديها أسرَّة عناية فائقة أكثر من أي دولة أخرى، لدينا 34 سريرا لكل ألف مواطن، مقابل 12 لكل ألف في إيطاليا، وهناك 60 ألف جهاز تنفس، لا تستخدم لكننا استخدمنا الكثير منها خلال الأزمة الحالية». وأضاف أن البلاد توفر جهاز تنفس صناعي لكل من يحتاج إليه، موضحا «الولايات المتحدة صنعت حوالي 30 ألف جهاز تنفس صناعي في 2019، بينما إنجاز البلاد العام الجاري سيكون ما بين 150 إلى 200 ألف». وأشار إلى شراكة مع المستشفيات تهدف إلى إعارة أجهزة التنفس الصناعي لديها للمناطق التي تحتاج إليها.
من جهة أخرى قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي الثلاثاء، إن أجهزة الاستخبارات الأميركية نظرت في «الشائعات» التي تفيد بأن المصدر «الحقيقي» لفيروس «كورونا» المستجد، مختبر صيني، وليست سوق لحوم للحيوانات. وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك معلومات مؤكدة، قال ميلي: «من الطبيعي أن تهتم الاستخبارات الأميركية بأمر كهذا. لكن في هذه المرحلة، لم نتوصل إلى نتيجة حاسمة، على الرغم من أن أدلة كثيرة تؤيد فكرة الانتشار الطبيعي للفيروس». ثم استدرك قائلا: «لكننا لا نؤكد ذلك على وجه اليقين». ورغم رفض خبراء الصحة حتى الآن نظرية أن يكون الفيروس قد تم تطويره مخبريا وخرج عن السيطرة، فإن هناك من يدعم هذه الفكرة في الولايات المتحدة، وبينهم السيناتور الجمهوري المؤثر عن ولاية أركنساس توم كوتون، الذي طلب من السلطات في بلاده التحقق من ذلك. يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية أضحت البلد الأول في العالم من حيث عدد الإصابات وعدد الوفيات بفيروس «كورونا» المستجد.
وتعد ولاية نيويورك بؤرة الوباء في الولايات المتحدة، وسجلت نصف عدد الوفيات على مستوى البلاد. وفي الساعات الـ 24 الماضية، سجّلت نيويورك 778 وفاة إضافية، مقارنة بـ 671 في اليوم السابق. وتجاوز عدد الوفيات 25 ألفا في أنحاء الولايات المتحدة، بحسب حصيلة جامعة جونز هوبكنز. |
|