|
|
التاريخ: نيسان ١٤, ٢٠٢٠ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
قوات السراج تعلن «انتصارها» في معارك نوعية غرب ليبيا |
«الجيش الوطني» اتهم تركيا بـ«تسليح الميليشيات وخرق الحظر الدولي» |
القاهرة: خالد محمود
اتسعت دائرة الاشتباكات العسكرية في ليبيا، أمس، بعدما أعلنت قوات حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج استعادتها السيطرة على 3 مدن استراتيجية غرب البلاد؛ هي صبراتة وصرمان والعجيلات، على حساب قوات «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، في تطور لافت بعد نحو عام من القتال المستمر بين الطرفين.
وانعكست هذه التطورات على بيان سادته اللغة الحماسية، أصدره السراج أمس، واعتبر فيه أن قواته «خاضت ملحمة بطولية في محور أبو قرين». وخاطب «العواصم المتآمرة»، قائلاً: «أبناؤكم الذين بعثتم بهم ليموتوا في العدوان على أرضنا سنعيدهم إليكم في توابيت رفقة وثائقهم الثبوتية، وسنصدر أوامرنا لوزارة الخارجية لتولي التنسيق في الأمر مع الجهات المعنية».
وتعهد السراج «القتال حتى آخر جندي»، مضيفاً: «سنقاتلكم، ونبشركم بأن مخططاتكم ذهبت أدراج الرياح، وأن محاولتكم لتعطيل عاصفة السلام بالهجوم على أبو قرين فشلت، واليوم نستعيد السيطرة على مدننا المخطوفة في صرمان وصبراتة». وتابع: «إننا ماضون إلى مدننا المختطفة، ورفع الظلم عن أبنائها، وعودة مهجريها، وسنبسط سلطان دولتنا على كامل ترابها وبحرها وسمائها، وسنحفظ من مد لنا يد العون، ومن طعننا في ظهورنا».
ووجه الناطق باسم قوات السراج المشاركة في «عملية بركان الغضب» ما سماه «إنذاراً أخيراً» إلى مقاتلي «الجيش الوطني»، قائلاً: «ألقوا أسلحتكم وسلموا أنفسكم، لا قبل لكم بما جئناكم به، لقد نفد الوقت. سلموا تسلموا، ونعاهدكم بمحاكمة سريعة وعادلة».
وانتقل القتال إلى خارج طرابلس، حيث تمكنت قوات السراج من دخول مدينتي صبراتة وصرمان وبثت صوراً لأسلحة وذخائر قالت إنها «غنمتها» بعد معارك شرسة بين الجانبين، مشيرة إلى أنها بسطت سيطرتها على بوابة رأس يوسف بين صبراتة والعجيلات لتأمين الطريق الساحلية حتى رأس جدير، المنفذ الحدودي البرى مع تونس.
وادعت على لسان الناطق باسمها أنها سيطرت على عدد من المدرعات وعربات الصواريخ و10 دبابات وآليات مسلحة، مشيراً إلى أن قواته «ما زالت تواصل تقدمها وفقاً للخطة التي وضعتها غرفة العمليات في إطار عملية عاصفة السلام، رداً على القصف المتواصل لأحياء العاصمة طرابلس، وتأديباً لميليشيات المرتزقة».
وأعلنت حكومة السراج أن سلاحها الجوى نفّذ صباح أمس «ضربات دقيقة» في مدينة صبراتة على أهداف بينها «غرفة عمليات» قالت إنها تابعة لـ«الجيش الوطني»، مشيرة إلى «صد الهجوم الثالث من نوعه في غضون أقل من 3 أسابيع على بلدة أبو قرين».
في المقابل، قال الناطق باسم «الجيش الوطني» اللواء أحمد المسماري إن قواته نفذت أول من أمس «مناورة ناجحة» في أبو قرين، لافتاً في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في بنغازي، إلى سقوط طائرة ومقتل طاقمها المكون من 3 عسكريين. لكنه تجاهل إعلان قوات السراج أنها أسقطت طائرة ثانية من دون طيار.
واتهم تركيا بـ«مواصلة عدوانها واستهداف قوافل الإمداد المدني المتجهة للمنطقة الغربية وجلب المرتزقة إلى مصراتة وطرابلس»، مشيراً إلى «وصول 1500 إرهابي إلى ميناء طرابلس قادمين من موانئ تركيا». وأضاف أن «تركيا ترسل أسلحة إلى ميليشيات طرابلس رغم قرار مجلس الأمن بحظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا، في غياب أي رد فعل أو استنكار من المجتمع الدولي للعدوان التركي على بلادنا».
وطبقاً لإحصائية أوردها المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» في «الجيش الوطني» من داخل مستشفى مصراتة، فإن نتائج العمليات العسكرية البرية والجوية أسفرت عن مقتل 83 قتيلاً وجرح 102 في المواجهات بين السدادة وأبو قرين، بما فيها الضربات الجوية التي استهدفت الميليشيات.
ونعت «كتيبة طارق بن زياد» المقاتلة في «الجيش الوطني» 3 من عناصرها، قالت إنهم قتلوا، كما أصيب اثنان آخران «إثر قصف للطيران التركي المسير استهدف مواقع تابعة للجيش وتمركزاً لقوة 65 مشاة والغرفة الأمنية في مدينة صبراتة».
ويتبادل طرفا النزاع في ليبيا الهجمات والاتهامات بخرق الهدنة الهشة لوقف إطلاق النار منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي.
تعقيم أسلحة الحرب في طرابلس خوفاً من «كورونا»
القاهرة: جمال جوهر
في ظل الإجراءات الاحترازية المتخذة للحد من انتشار فيروس «كورونا» في ليبيا، شددت القوتان المتحاربتان قرب العاصمة طرابلس على قياداتهما الميدانية بضرورة «تعقيم» الأسلحة والعتاد العسكري الذي يتم العثور عليه في أي من محاور القتال، خوفاً من تفشي الفيروس بين جنودهما.
وسجلت ليبيا منذ أن دخلها الفيروس 24 إصابة، تعافت منهم 9 حالات، إضافة إلى وفاة، وسط إجراءات احترازية تتفاوت من منطقة إلى أخرى، حسب الإمكانات المادية المتاحة.
وقال المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، أمس، إنه يواصل تأهيل فرق الاستجابة السريعة لتتبع حالات الاشتباه والمخالطين للحالات المؤكدة إصابتها بالفيروس ضمن الخطة الوطنية لمجابهته، مشيراً إلى أنه أخضع عشرات الكوادر للتدريب، من خلال ورشة عمل شملت مدن الزنتان ويفرن وجادو ومزدة، إضافة إلى أطباء من مستشفيي طرابلس المركزي وطرابلس الجامعي. ورغم أن المعركة العسكرية المستعرة بين «الجيش الوطني» وقوات «الوفاق» خلّفت عشرات القتلى والمصابين في صفوف الجانبين خلال اليومين الماضيين فقط في محور أبو قرين، فإن تنبيهات مشددة صدرت من قيادتي القوتين لأمراء المحاور القتالية هناك بالحذر الشديد أثناء التعامل مع السلاح والعتاد والأسرى الذين يقعون في قبضة أي منهم، خشية أن ينقلوا عدوى «كورونا» إلى الجنود.
ونبّه المتحدث باسم «الجيش الوطني» اللواء أحمد المسماري على قواته، أمس، بـ«توخي الحذر وعدم الاقتراب من الأسرى والأسلحة والمعدات العسكرية المتروكة في محيط منطقة أبو قرين، جنوب شرقي مدينة مصراتة، إلا بعد تعقيمها»، لتجنب الإصابة بالفيروس.
في السياق ذاته، صدرت تنبيهات مماثلة في قوات «الوفاق» على مدى اليومين الماضيين بضرورة عدم لمس أو التعامل مع أي أسرى أو عتاد يُعثر عليه في المحاور القتالية، إلا بعد فحصه وتعقيمه من المكلفين بهذه المهمة. وسبق لحكومة «الوفاق» أن أمدت قواتها على الجبهات بمواد معقمة وأقنعة واقية تحرزاً من «كورونا».
يأتي هذا وسط تشديدات من السلطات الأمنية في شرق ليبيا وغربها على ضرورة الالتزام بأوقات حظر التنقل، وتوعد أكثر من بلدية بالتعامل بحزم مع المخالفين لحظر التجول، واتخاذ الإجراءات القانونية. وقال عميد بلدية طرابلس، عبد الرؤوف بيت المال، في تصريح صحافي، أمس، إنه «لوحظ عدم التزام بعض المواطنين بالأوقات المعلنة للحظر، فتم التنسيق مع الأجهزة الأمنية في نطاق البلدية لاتخاذ إجراءات ضد أي مخالفة لأوقات الحظر».
وكان اجتماع برئاسة وكيل وزارة الداخلية في حكومة «الوفاق» العميد خالد مازن، خلص إلى الاتفاق على وضع آلية لمعاقبة خارقي حظر التجول، ومتابعة التدابير الأمنية، وتطرق الاجتماع إلى التنسيق بين وزارة الداخلية وجهاز الحرس البلدي لتطبيق حظر التجول، مع وضع حلول لأزمة ازدحام المواطنين على المخابز، والمجمعات الخاصة ببيع المواد الغذائية. |
|