التاريخ: نيسان ٢, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
الجيش الليبي يؤكد قصف بارجة تركية موقعاً بغرب البلاد
القاهرة: خالد محمود
أعلن «الجيش الوطني» الليبي، برئاسة المشير خليفة حفتر، أن بارجة تركية قصفت بالصواريخ من عرض البحر منطقة بغرب ليبيا، دون تحديد أي خسائر، وفي غضون ذلك تواصلت أمس معارك العاصمة طرابلس.

وفي تطور وصفه اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم «الجيش الوطني»، في بيان له أمس، بأنه «خطير في العمليات العسكرية» الجارية في غرب البلاد، قامت البارجة التركية بإطلاق صواريخ من عرض البحر على منطقة العجيلات، الواقعة على بعد 80 كيلومتراً غرب طرابلس. واعتبر أن «تدخل القوات البحرية التركية لا يزال مستمراً»؛ لافتاً إلى أن «البوارج التركية كانت في السابق ترافق سفن شحن، تقل أسلحة ومعدات عسكرية وإرهابيين ومرتزقة سوريين».

وفي المقابل، قال الناطق باسم القوات الموالية لحكومة السراج، والمشاركة ضمن ما يعرف بعملية «بركان الغضب»، إن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمس لـ«الجيش الوطني» جنوب العجيلات.

وشنت أمس مقاتلات سلاح الجو، التابعة للجيش الوطني، لليوم الثاني على التوالي عدة غارات جوية، استهدفت مواقع وتمركزات لـ«مجموعات الحشد الميليشياوي» في منطقة بوقرين شرق مدينة مصراتة. وقالت شعبة الإعلام الحربي بالجيش الوطني، في بيان مقتضب، أمس، إن هذه الغارات ما زالت مُستمرة.

وكان الجيش قد أعلن مساء أول من أمس إسقاط طائرة تركية مُسيرة في منطقة السكت بمدينة مصراتة، بعد أن فُقد التحكم بها نتيجة استهدافها المباشر من قبل مقاتلات سلاحه الجوي، لترتفع بذلك حصيلة خسائر تركيا العسكرية إلى أربع طائرات «درون» خلال يومين فقط. كما أعلن الجيش الوطني قصف أحد مقرات إقامة عدد من ضباط القوات التركية داخل الكلية الجوية بمصراتة.

وقال المسماري إن منصات دفاعه الجوي أسقطت ثلاث طائرات تركية في مناطق الحظر الجوي التي أعلنها؛ مشيراً إلى أن القوات الجوية مستمرة في تكثيف طلعاتها الجوية، تمهيداً لتقدم القوات البرية.

وأوضح في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، أن إجمالي عدد القتلى من المرتزقة الأجانب في طرابلس بلغ خلال الأسبوع الماضي أكثر من 500 قتيل، بينما وصل عدد قتلى ميليشيات مصراتة إلى أكثر من 60 قتيلاً. وأضاف المسماري أن الجيش حقق تقدماً جديداً في العاصمة طرابلس، مشيراً إلى سيطرة قواته حالياً على عدة نقاط مهمة من الحدود البرية المشتركة مع تونس التي قال إنه سيتم التنسيق معها لتأمينها.

في سياق آخر، دعا المجلس الأعلى للدولة بطرابلس، حكومة السراج، إلى مطالبة الاتحاد الأوروبي بتفسير لما أعلن عنه أول من أمس بخصوص إطلاق عملية عسكرية جديدة له قبالة شواطئ ليبيا في البحر المتوسط.

وقال المجلس الذي لا يحظى باعتراف دولي لكنه موالٍ للحكومة، في بيان له مساء أول من أمس، إنه يجب على مجلسها الرئاسي الاحتجاج على هذه العملية التي وصفها بالغامضة؛ معتبراً أن إصرار الاتحاد الأوروبي على مراقبة البحر فقط «يثير الشكوك حول أهدافها».

ودعا المجلس حكومة السراج إلى طلب تفسير واضح لهذه العملية «لما بها من مؤشرات انحياز للمشير حفتر، والاحتجاج على ما يمارسه الاتحاد الأوروبي من معايير انتقائية»، على حد قوله.

ويعلن إسقاط 3 طائرات تركية مسيّرة في طرابلس
أكد محافظته على «تقدم نسبي» حققه في الضواحي الجنوبية للعاصمة

الأربعاء 01 أبريل 2020 
القاهرة: خالد محمود

ضاعفت قوات «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الخسائر العسكرية لتركيا، التي تدعم قوات حكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، وذك إثر إسقاط ثلاث طائرات تركية «مسيرة» في طرابلس، التي تواصلت فيها أمس الاشتباكات المتقطعة بين الطرفين.

وقال «الجيش الوطني» في بيان مقتضب للمركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» إن قواته أسقطت أمس طائرتين مسيرتين لتركيا في محور عين زارة جنوب العاصمة. كما أعلن في بيان أصدرته في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس شعبة إعلامه الحربي أن منصات دفاعه الجوي أسقطت طائرة تركية «مُسيّرة» في جنوب طرابلس أيضاً، بعدما أقلعت من قاعدة «معيتيقة» العسكرية، الخاضعة لسيطرة حكومة السراج.

ووزع الجيش مشاهد لإسقاط إحدى طائرات «الدرون» التركية الثلاث، وهي من طراز «بيرقدار»، وقال إنها كانت معدة لشن غارات على مواقعه في محاور بجنوب طرابلس. كما وزعت عمليات الإعلام الحربي بـ«الجيش الوطني» مشاهد لاشتباكات خاضتها وحداته مع «مجموعات الحشد الميليشياوي والجماعات الإرهابية في محاور ما بعد الوشكة»، لافتة إلى أن «معنويات الجنود عاليةٌ تُعانق السماء».

وشن «الجيش الوطني»، حسب بيان رسمي مقتضب فجر أمس «سلسلة غارات جوية على مواقع للميليشيات، وتمركزات مجموعات الحشد الميليشياوي في وادي زمزم جنوب بوقرين، وشرق مدينة مصراتة بغرب البلاد» من دون ذكر أي تفاصيل إضافية.

وتبادل الطرفان القصف المدفعي، فيما قال مصدر بـ«الجيش الوطني» لـ«الشرق الأوسط» إن قواته حافظت على التقدم النسبي، الذي حققته قبل يومين في الضواحي الجنوبية للعاصمة.

في المقابل، قالت قوات حكومة «الوفاق»، ووسائل إعلام محلية موالية لها، إن مواطنا قتل وأصيب ثلاثة آخرون بسبب ما وصفته باستهداف قوات «الجيش الوطني» للأحياء السكنية في طرابلس.

واتهمت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها قوات «الوفاق» قوات «الجيش الوطني» بقصف عدة أحياء بالعاصمة طرابلس، ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة شقيقه وآخر مصري الجنسية في ضاحية قرقارش. كما أصيبت امرأة وطفل في أبو سليم، بالإضافة إلى ما وصفته بحالة من الخوف والهلع لدى المدنيين الآمنين في مناطق أخرى.

ونقلت وسائل إعلام محلية موالية لحكومة السراج، عن قائد ميداني بمحور الرملة، أن قواته شنت هجوماً في محور الطويشة، وأحرزت تقدماً جديداً، بعدما نفذت ما وصفه بـ«عملية نوعية أسفرت عن قتل العديد من المرتزقة».

وأعلنت غرفة عمليات تأمين وحماية (سرت -الجفرة) بحكومة السراج عن مقتل 10 من قواتها، بعد تصديها لثاني هجوم من نوعه لقوات «الجيش الوطني» قرب بلدة بوقرين، الواقعة على بعد 120 كيلومتراً جنوب مدينة مصراتة (غرب)، وأشارت في بيان لها إلى أن المستشفى الميداني سجل مقتل عشرة، وسقوط عدد لم تحدده من الجرحى.

وأضافت الغرفة أن قواتها «نجحت برد الغزاة إلى تمركزاتهم، وكبدتهم خسائر بشرية وفي الآليات»، تزامناً مع شن سلاحها الجوي غارات جوية على تمركزات الجيش.

في سياق آخر، تراجع إنتاج ليبيا من النفط إلى حدود أقل من 80 برميلا في اليوم بحلول الأحد الماضي، ما تسبب في خسائر مالية تجاوزت 3.8 مليار دولار أميركي منذ 17 يناير (كانون الثاني) الماضي، وهي مبالغ قالت مؤسسة النفط، الموالية لحكومة السراج، في بيان لها إنه كان بالإمكان إنفاقها على المعدات والأجهزة الطبية، التي ستساعد الليبيين على مكافحة فيروس «كورونا» المستجد.

ورغم ترحيب المؤسسة في بيان رسمي، أصدرته مساء أول من أمس، بالإفراج عن مواطن ليبي وآخر من رومانيا، كانا مخطوفين لمدة عام و7 أشهر، فقد تجاهلت الإشارة إلى الدور الذي لعبته قوات «الجيش الوطني» في تحريرهما. واكتفى بيان أصدرته المؤسسة بنقل دعوة رئيسها مصطفى صنع الله «أجهزة إنفاذ القانون المعنية إلى إجراء مزيد من التحقيقات في هذا الحادث بشكل عاجل، والكشف عن أسماء المسؤولين عن هذه الجريمة ومحاكمتهم، لضمان عدم حدوث عمليات اختطاف مرة أخرى في المستقبل».

من جهة أخرى، أعفى عبد الله الثني، رئيس الحكومة الموازية في شرق البلاد، الناطق الرسمي باسمها حاتم العريبي من منصبه. لكنه لم يعلن عن أي أسباب لذلك، كما لم يعلن عن تعيين من سيخلفه في منصبه الشاغر.