|
|
التاريخ: نيسان ٢, ٢٠٢٠ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
«القصف الإسرائيلي» على قاعدة قرب حمص استهدف ضباطاً إيرانيين |
مصادر في تل أبيب عدّته «ضربة استباقية» لمنع التموضع في سوريا |
دمشق - بيروت - تل أبيب - لندن: «الشرق الأوسط»
كشفت مصادر في المعارضة السورية أن القصف الإسرائيلي الذي طال مطار الشعيرات في محافظة حمص وسط سوريا، مساء أول من أمس (الثلاثاء)، استهدف اجتماعاً رفيع المستوى لضابط من الجيش السوري والإيراني بينهم قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس» الإيراني. وأكدت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، أن «القصف الذي طال مطار الشعيرات مساء الثلاثاء بطائرات حربية إسرائيلية من الأجواء اللبنانية استهدف طائرات نقل عسكرية إيرانية، واجتماعاً لعدد من قادة
الحرس الثوري و(حزب الله) اللبناني، بينهم القائد الجديد لـ(فيلق القدس) إسماعيل قاآني، وتأكيد مقتل الجنرال في الحرس الثوري أحمد رضا بوردستان». وأوضحت المصادر أن «قيادات أمنية عالية المستوى توجهت من دمشق بالحوامات إلى المطار».
وقال سكان في محافظة حمص إن المضادات الأرضية التابعة للجيش السوري أطلقت عشرات القذائف في سماء محافظة حمص الجنوبية وشوهدت انفجارات في سماء المنطقة. وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الدفاعات الجوية السورية تصدت مساء الثلاثاء لأهداف جوية في سماء مدينة حمص. وأفاد شهود عيان بسماع أصوات انفجارات كبيرة جنوب دمشق، وأن «المضادات الأرضية التابعة للجيش السوري أطلقت عشرات من القذائف الصاروخية». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن «دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي من فوق الأجواء اللبنانية وأسقطت عدداً من الصواريخ قبل وصولها لأهدافها».
من جانبه، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مساء الثلاثاء، بأن «قصفاً نفّذته طائرات حربية إسرائيلية كانت تحلّق في أجواء لبنان، استهدفت بأكثر من 8 صواريخ، مطار الشعيرات في حمص، فيما سُمع دوي ناتج من محاولة الدفاعات الجوية التصدي لتلك الضربات».
ونفى المكتب الإعلامي لـ«فيلق القدس» مقتل قائده العميد إسماعيل قاآني، في الاستهداف الإسرائيلي لمواقع في سوريا، الثلاثاء. وفي وقت سابق، نفى المراسل الصحافي الإيراني والخبير العسكري حسين دليريان، الأنباء عن مقتل رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان.
وفي بداية مارس (آذار)، شنت طائرات إسرائيلية غارات على موقعين للقوات الحكومية السورية في حمص والقنيطرة في الجولان، ما أسفر عن سقوط قتيل وجرحى. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية وقتذاك، عن مصادر مقربة من القوات الحكومية، أن «جندياً قُتل وأصيب ثلاثة آخرون في قصف إسرائيلي على مطار الشعيرات جنوب شرقي محافظة حمص». وأضافت أن «وحدات الدفاع الجوي السوري أسقطت خمسة صواريخ، في حين وصلت ثلاثة صواريخ إلى المطار».
وكان مطار الشعيرات قد تعرض لقصف من طائرات أميركية في بداية أبريل (نيسان) 2018، بعد اتهام الجيش السوري بأنه قصف مناطق في محافظة إدلب بالسلاح الكيماوي.
في تل أبيب، رغم أن الجهات الرسمية الإسرائيلية لم تنفِ أو تؤكد قصف القاعدة قرب حمص، فإن مصادر أمنية عدّت القصف رسالة تحذير موجهة إلى طهران، مفادها أن الانشغال الإسرائيلي بانتشار وباء «كورونا» لا يعني أنها تهمل أو تغض الطرف عن النشاط الإيراني الهادف إلى التموضع في سوريا. وقالت المصادر إن طهران «لا تكفّ عن محاولاتها لتعزيز وجودها في الأراضي السورية وتنفيذ خطتها لإنشاء ممر بري مباشر من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط عن طريق العراق وسوريا ولبنان وتكريس حالة الاقتراب بميليشياتها من الحدود الإسرائيلية».
وجاء القصف في وقت نشر فيه معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب دراستين، أجراهما باحثون في المعهد بمشاركة عدد من الجنرالات في الجيش الإسرائيلي، تحذران من النشاط الإيراني. ولم تستبعد إحدى هاتين الدراستين، أن تكون القيادة الإيرانية تخطط لاستغلال الانشغال الإسرائيلي والعالمي بأزمة «كورونا»، لإجراء تصعيد في نشاطها الحربي، خصوصاً بعد فشل هذه القيادة في معالجته في إيران.
وتوقع الجيش الإسرائيلي، وفق تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس (الأربعاء)، أن يتسبب الوضع الذي يصوره في إيران بتقليص المساعدات لـ«حزب الله» وخطوات التموضع في سوريا «بسبب ضغوط داخلية للجمهور بتحويل الاستثمارات إلى الجهاز الصحي بدلاً من تسليح المحور الإيراني». وأضاف: «على خلفية الحقيقة أن جنرالات إيرانيين توفوا بسبب (كورونا) في سوريا أيضاً، فإن حزب الله اختار الابتعاد عن ضباط إيرانيين لمنع الإصابة بالعدوى، وقسم من هؤلاء الضباط غادروا لبنان». ولكن، على الرغم عن هذه التقديرات، فإن الجيش الإسرائيلي يتابع النشاط الإيراني «بيقظة شديدة» ويوجه الرسائل إلى طهران بأنه لن يسمح لها بتنفيذ مخططها.
وجاء في دراسة لمعهد الأمن القومي في تل أبيب أنه «يمكن لقادة (حزب الله) وإيران أن يعتقدوا أن ثقل المهام الملقاة على جهاز الأمن في إسرائيل وتراجع القوى العاملة هو فرصة لتطوير خطوط الإنتاج في سوريا ولبنان لصنع أو تدقيق الصواريخ. وبدلاً من ذلك، قد تنجح إيران في نشر قدرات الأسلحة النارية في سوريا و- أو العراق، وإطلاقها باتجاه إسرائيل. وقد تحاول إيران، من خلال ذلك، أن توضح لإسرائيل ما هو ثمن الحرب. ويمكن أيضاً أن تسعى إيران لتعزيز قدراتها النووية، فتقلص الجدول الزمني المحتمل للوصول إلى القنبلة النووية، خصوصاً مع احتمال أفول سياسة «أقصى ضغط» الأميركية بسبب كورونا».
وأوصى الباحثون الحكومة الإسرائيلية والجيش بـ«اتخاذ إجراءات استباقية تمنع ضرب مصالح إسرائيل وتثني القادة في المنطقة عن اتخاذ خطوات من المحتمل أن تؤدي إلى التصعيد الفوري أو تجعل العلاقات المستقبلية صعبة» |
|