|
|
التاريخ: آذار ٢٣, ٢٠٢٠ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
حفتر يسخر من أنقرة بعرض تسليمها حطام مدرعة تركية مدمرة |
تصاعد حدة الخلافات بين ميليشيات السراج ووزير داخليته |
القاهرة: خالد محمود
سخر الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس، من تركيا بعدما عرض عليها علانية وبشكل رسمي تسلم حطام مدرعة وجثث القتلى بداخلها، بعد تصديه لهجوم شنته القوات التركية في العاصمة طرابلس، في أحدث مؤشر على انتهاك الهدنة الإنسانية التي رحبت بها الأمم المتحدة وبعثتها إلى ليبيا، لتمكين البلاد من التصدي لوباء «كورونا».
وأعلن الجيش الوطني أن قواته أحبطت أمس هجوماً للقوات التركية ودمرت إحدى مدرعاتها، وعرض في سخرية واضحة على السلطات التركية أن تتواصل معه لتسلم حطام المدرعة وجثث من بداخلها، لكنه لم يوضح أي تفاصيل حول موقع الحطام وعدد القتلى، مكتفياً بعرض لقطات مصورة تظهر الدمار الذي لحق بالمدرعة وقتلاها.
وقال الجيش في بيان للناطق الرسمي باسمه اللواء أحمد المسماري، إن قواته «تصدت لهجوم شنته القوات التركية، ما أدى إلى تدمير مدرعة تركية من طراز (ACV - 15) حاولت اختراق الخطوط الدفاعية للجيش». وأضاف في سخرية غير معتادة: «عرضنا على العدو أن يتسلم المدرعة وجثث القتلى بداخلها، لكنه رفض تسلمها بحجة أنها مدرعة تركية وجثث غير ليبية. نطلب من السلطات التركية أن تتواصل معنا بهدف تسلم المدرعة التركية والجثث بداخلها».
وتواصلت أمس الاشتباكات في عدد من الضواحي بالعاصمة طرابلس، وقال سكان ومراسلون محليون إنه كان بإمكانهم سماع دوي المدافع والانفجارات في أنحاء عدة من المدينة، خصوصاً بمنطقتي عين زارة وصلاح الدين، بينما أعلنت «قوة حماية طرابلس» التي تضم أبرز القوات الموالية لحكومة السراج، في بيان مقتضب، أن «مدفعيتها تعاملت مع مراصد وتمركزات العدو»، في إشارة إلى قوات الجيش، الذي حاول التقدم في محور عين زارة بجنوب طرابلس.
وأعلنت «عملية بركان الغضب» التي تشنها قوات موالية للسراج، مقتل أب وإصابة اثنين من أبنائه جراء سقوط قذائف ادّعت أن قوات الجيش أطلقتها على منزلهم بمنطقة الكحيلي في محور عين زارة جنوب طرابلس.
وزعم المتحدث باسم قوات «الوفاق» إصابة طفلين جراء سقوط قذيفة على منزلهم بمنطقة باب بن غشير بالعاصمة، وأضاف في بيان له: «الإعلان الخادع بوقف إطلاق النار، يكذبه ما نرصده بالعين المجردة من استنفار وتحشيد للمرتزقة في خطوط القتال المقابلة لمحاورنا في عين زارة والسواني ووادي الربيع والوشكة».
بدوره، شكك فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق، في التزام حفتر بوقف القتال واتهمه بالخداع، وقال في بيان له مساء أول من أمس إن الاعتداءات اليومية التي تتعرض لها الأحياء السكنية والمرافق المدنية في طرابلس لم تتوقف من قبَل ما وصفها بـ«الميليشيات المعتدية والتي تسببت في مقتل مدنيين بينهم أطفال ونساء»، مشيراً إلى «قصف منطقة عين زارة والمدينة القديمة التي تعدّ إرثاً حضارياً يشكل أبرز المعالم المعمارية لطرابلس».
وطالب المجتمع الدولي بـ«تحمل مسؤولياته والانحياز إلى القانون وحقوق الإنسان، وأن يتخذ موقفاً جاداً حازماً رادعاً يوقف هذه الجرائم والاستهتار والاستخفاف بدعواته وقراراته»، وعدّ أن «أي اعتداء مباشر أو غير مباشر على المدنيين وممتلكاتهم والمرافق العامة يعد انتهاكاً صارخاً للقانون».
في المقابل، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالردود الإيجابية التي قدمها طرفا النزاع في ليبيا على وقف إنساني للقتال، وأعرب في بيان للمتحدث باسمه، عن أمله في أن يترجَم ذلك إلى وقف فوري وغير مشروط للأعمال العدائية. كما دعا الأطراف إلى توحيد جهودها لمواجهة التهديد وضمان وصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد دون عوائق، بالنظر إلى ما وصفها بالحالة الإنسانية الأليمة بالفعل في ليبيا والأثر المحتمل للوباء.
وكانت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا أعربت في بيان لها، خلال ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، عن أملها في «التزام طرفي الصراع بوقف فوري للاقتتال على جميع الجبهات، بغية إتاحة الفرصة للسلطات الصحية المحلية والشركاء في مجال الرعاية الصحية، للاستجابة للتهديد المحتمل لانتشار جائحة فيروس (كورونا)». وكانت الولايات المتحدة طالبت عبر وزارة الخارجية الأميركية، المشير حفتر بتعليق العمليات العسكرية، لتمكين السلطات الصحية من مكافحة وباء «كورونا».
إلى ذلك، أعلنت حكومة السراج فرض حظر تجول من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً بدءاً من أمس، في المناطق الخاضعة لسيطرتها في غرب ليبيا؛ بما فيها طرابلس.
من جهة أخرى، تصاعدت أمس مجدداً حدة الخلافات بين ميليشيات السراج ووزير داخليته فتحي باشا أغا، حيث اتهمته «قوة حماية طرابلس» بالفساد، ووصفته بأنه «وزير الصدفة، وعراب الحروب، وابن الإخوان المدلل، ويد أميركا الطويلة في ليبيا». وبثت القوة التي تشكلت من تحالف 9 مجموعات مسلحة موالية لحكومة السراج عقب اشتباكات دامية شهدتها مناطق جنوب العاصمة عام 2018، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فيديو وثائقياً يكشف ما وصفته بـ«حقائق حاول منفذها إخفاءها وجعل نفسه رجل ليبيا، المنقذ لها» في إشارة إلى أغا.
وشن أغا، المحسوب على ميليشيات مصراتة، مؤخراً هجوماً حاداً على بعض الميليشيات الموالية لحكومته واتهمها بممارسة البلطجة السياسية والابتزاز المالي والتغول على سلطات الدولة. |
|