| | التاريخ: شباط ١٥, ٢٠٢٠ | المصدر: جريدة الشرق الأوسط | | دعم ألماني لحكومة السودان ورغبة في «شراكة» | ميونيخ: راغدة بهنام
بعثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، برسالة دعم واضحة لحكومة عبد الله حمدوك في السودان، خلال استقبالها له في مقر المستشارية في برلين، وهو في طريقه إلى ميونيخ للمشاركة في مؤتمر الأمن.
وقبيل وصول حمدك إلى برلين، صوّت البرلمان الألماني على قرار يدعو الحكومة إلى تقوية العلاقات الثنائية مع السودان ودعم الحكومة الجديدة، واستئناف العلاقات الاقتصادية والاستثمار، ليلغي بذلك حظراً كانت فرضته برلين على الاستثمار في السودان بعد انقلاب عام 1989. ومنذ ذلك الحين، كانت العلاقات التجارية بين البلدين ضعيفة جداً والاستثمارات الألمانية غائبة باستثناء مساعدات إنسانية خاصة لإقليم دارفور.
وفي المؤتمر الصحافي الذي انعقد قبيل لقاء حمدوك وميركل، وصفت المستشارة الألمانية ما يحصل في السودان بأنه «نقطة تحول تاريخية». وقالت إن برلين «تابعت عن كثب باحترام كبير وتعاطف خلال العام الماضي ما قام به السودانيون الشجعان وكيف أطاحوا نظاماً غير عادل».
وأضافت أنها لا يمكنها قط أن تتخيل المهمة الهائلة الملقاة على عاتق حمدوك الذي سيقود الحكومة حتى إجراء الانتخابات النيابية، لناحية تطبيق إصلاحات اقتصادية وسياسية. وأكدت أن ألمانيا تريد أن تكون «شريكاً» للخرطوم في هذه المهمة. وذكرت أن برلين كانت القوة الأساسية في مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عام 2007، ودأبت على تقديم مساعدات إنسانية للسودان طوال السنوات الماضية.
وأعلنت ميركل أن البرلمان الألماني مهد الطريق بالقرار الذي اتخذه لإعادة بدء التعاون التنموي مع السودان، مشيرة إلى التزامها بالعمل ضمن «مجموعة أصدقاء السودان» الدولية. وأشارت إلى أن الوضع الاقتصادي في السودان يشكل تحدياً كبيراً، وأن الشعب السوداني ينتظر «نجاحاً» في هذا الإطار، وهذا ما يدفع برلين لتقديم المساعدة اليوم. وأعلنت أن الرئيس الألماني سيقوم بزيارة للسودان قريباً على رأس وفد أعمال لبحث استثمارات محتملة.
من جهته، شكر حمدوك ألمانيا لرفعها الحظر المفروض منذ 30 عاماً. وقال إن «ألمانيا لطالما وقفت إلى جانبنا، وهي ساعدتنا في القضاء على الديكتاتورية والوصول إلى المكان الذي نحن فيه اليوم». وتحدث حمدوك عن تحديات اقتصادية كثيرة أمام السودان. وقال إن «السودان موقعه استراتيجي في وسط الساحل مع كل المشاكل حولنا في ليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان والصومال، ولو تمكنا من النجاح في السودان سيكون لهذا تأثير إيجابي على كل المنطقة، ويمكن أن تصبح قصة نجاح لو دعمونا في بناء الديمقراطية».
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قد زار السودان في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. وقال من الخرطوم إن بلاده والاتحاد الأوروبي سيساعدان السودان في المضي قدماً، لكنه لم يقدم كثيراً من الوعود حينها. وقال في ذلك الوقت إن قراراً من البرلمان الألماني برفع الحظر على الاستثمارات التنموية في السودان قد يمهد الطريق لمزيد من التعاون بين البلدين. | |
|