التاريخ: كانون ثاني ١٥, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
خمسة قتلى خلال «تمرد» نفذه عناصر من جهاز المخابرات العامة في السودان
البرهان: لن نسمح بأي انقلاب على ثورة الشعب السوداني
قتل خمسة أشخاص بينهم جنديان خلال تصدي الجيش السوداني لحركة «تمرد» نفذها عناصر من جهاز المخابرات العامة ضد خطة لإعادة هيكلة الجهاز، وفق ما أعلن مسؤولون ومصادر طبية اليوم (الأربعاء).

وأمس اندلع إطلاق نار كثيف في قاعدتين في الخرطوم تابعتين لجهاز المخابرات العامة الذي كان يعرف سابقا بجهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني بعد أن رفض عناصر من الجهاز خطة تتعلق بالتقاعد اقترحتها السلطات الجديدة، وذلك حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي ساعة متأخرة أمس، اقتحم عناصر من الجيش النظامي ومن قوات الدعم السريع القاعدتين وسط نيران كثيفة.

وقال الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني للصحافيين فجر اليوم: «قدرت القيادة على اقتحام المواقع بأقل قوة لإزالة هذا التمرد، الأمور عادت إلى نصابها وجميع المقرات تحت سيطرة القوات المسلحة».

وذكر أطباء قريبون من الحركة الاحتجاجية التي أدت للإطاحة بالبشير أن ثلاثة مدنيين، جميعهم من عائلة واحدة، قتلوا بالرصاص قرب قاعدة لجهاز المخابرات في جنوب الخرطوم. كما أصيب شاب بجروح.

وأعيد فتح مطار الخرطوم اليوم بعد أن أغلقته السلطات عند اندلاع إطلاق النار. وتقع إحدى القاعدتين على مقربة من المطار.

وصرح فيصل محمد صالح المتحدث باسم الحكومة أمس بأن «بعض الوحدات رفضت المقابل المادي الذي قررته الجهات الرسمية مقابل التسريح واعتبرته أقل مما يجب أن يتلقوه».

وقال البرهان: «لن نسمح بأن يحدث انقلاب على ثورة الشعب السوداني». وأضاف: «وعدنا أن نحمي هذه الفترة الانتقالية ونردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المواطنين».

ومنذ أن توصل العسكريون وقادة الاحتجاجات في السودان إلى اتفاق في أغسطس (آب)، تحولت السلطة في البلاد إلى حكومة انتقالية.

وتعهدت السلطات الجديدة خصوصاً بإصلاح أجهزة الأمن.

واتّهم الفريق أول محمد حمدان دقلو ولقبه «حميدتي» ويرأس قوات الدعم السريع، الرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة صلاح قوش بالوقوف وراء «التمرد». وقال للصحافيين إن ما حدث اليوم هو خطة وضعها صلاح قوش وعدد من الضباط.
 
وتنحّى قوش، الشخصية البارزة في النظام السابق، من منصبه بعد أيام من الإطاحة بالبشير. ولا يعلم مكان وجوده. 
 
 البرهان: لن نسمح بأي انقلاب على ثورة الشعب السوداني 
 
  الخرطوم: «الشرق الأوسط أونلاين» 
  قال رئيس مجلس السيادة الانتقالى بالسودان القائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، صباح اليوم (الأربعاء)، إن القوات المسلحة في بلاده لن تسمح بأي انقلاب على ثورة الشعب السوداني.

وقال البرهان في بيان مشترك مع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، بثه التلفزيون السوداني: "ستظل قواتنا متماسكة خلف مهام الفترة الانتقالية إلى أن تبلغ منتهاها".

وأكد البرهان عودة الهدوء إلى الخرطوم وجميع المناطق التي شهدت توتراً، وعودة حركة الملاحة الجوية في مطار الخرطوم لطبيعتها.

من جانبه، اعتبر حمدوك الأحداث التي وقعت مساء الثلاثاء أنها كانت تهدف إلى قطع الطريق عن بناء ديمقراطية سلسة.

وقال: "قواتنا المسلحة استطاعت أن تحبط هذه المحاولة .. نثق بالجيش السوداني في حفظ الأمن".

وسبق أن أعلن الجيش السوداني في وقت متأخر من يوم أمس، السيطرة على مقر هيئة العمليات التابع لجهاز المخابرات بعد اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين قوات الجيش ومتمردين من الهيئة.

وأفاد تلفزيون السودان بأن الجيش تمكن من استعادة مقر هيئة العمليات في منطقة كافوري.

من جهته، أعلن رئيس أركان الجيش السوداني الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، اليوم، مقتل عسكريين اثنين وإصابة أربعة آخرين من أفراد الجيش السوداني أثناء السيطرة على تمرد بعض
عناصر جهاز المخابرات.

وأوضح الحسين خلال مؤتمر صحافي جرى تنظيمه لإعلان انتهاء التمرد، أن الجيش نجح في القضاء على التمرد بأقل الخسائر.

وكان المتحدث باسم مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان، أكد استقرار الأوضاع في البلاد بعد السيطرة على مقار هيئة عمليات المخابرات العامة بالخرطوم.

وقال سليمان في تصريحات صحافية، اليوم، إن رئيس الوزراء وقيادات الحرية والتغيير والشرطة تابعوا عملية اقتحام رئاسة هيئة المخابرات بالخرطوم من مكتب رئيس القيادة العامة للقوات المسلحة الفريق أول

وكان بيان صدر الثلاثاء عن المخابرات السودانية أفاد بأنه "في إطار هيكلة الجهاز وما نتج عنها من دمج وتسريح، حسب الخيارات التي طرحت على منسوبي هيئة العمليات، اعترضت مجموعة منهم على قيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة".