|
|
التاريخ: كانون ثاني ٦, ٢٠٢٠ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
الساعات الأخيرة لسليماني: رحلة «سرية» من دمشق لبغداد... و«درون» كشفته |
بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»
في الساعات الأخيرة التي سبقت مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، البالغ من العُمر 62 عاماً، قطع مهندس العمليات السرية لطهران في الخارج، رحلة قصيرة عبر طائرة خاصة من دمشق إلى بغداد، مساء يوم الخميس.
وكعادته في هذه الرحلات التي واظب عليها في الشهور الأخيرة، سراً، تجنب كافة الإجراءات الشكلية في المطارات التي تنقل خلالها، تجنباً لانكشاف هويته. وهبطت طائرته فجر الجمعة، 2 يناير (كانون الثاني) الحالي، بالتوقيت المحلي العراقي، بعد اختفائه من متتبعي الرحلات الجوية التجارية، ليجد أبو مهدي المهندس، صديقه وشريكه في العمل السياسي في مدرج الهبوط بمطار بغداد في استقباله.
انتقل الاثنان، معاً، تمهيداً لمناقشة عدة قضايا عاجلة، على رأسها التظاهرات المناهضة للنفوذ الإيراني في العراق، وبحث وسائل للضغط على السلطات الأميركية في بغداد، وفقاً لما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية.
صعد الاثنان إلى سيارة دفع رباعي، يسبقهم أفراد الحراسة في سيارة أخرى، ليبدأوا التحرك إلى نهاية مدرج المطار البعيد، حتى وصلا إلى حواف الجدار المحيط بالمطار والمغطاة بأسلاك شائكة، بمسافة آمنة من المسافرين الآخرين والمسؤولين العراقيين، لتسقط عليهم، آنذاك، غارة أميركية عبر طائرات دون طيار، أطلقت صاروخين دمرا السيارتين تماماً، ثم صاروخ ثالث استهدف سيارة الحراس الشخصيين.
كانت وقائع هذه الزيارة قد علمت بها واشنطن، بعدما نقلت طائرة أميركية دون طيار كافة تحركات المجموعة، إلى البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية، وفق الصحيفة.
كان قرار القتل هو الثاني من نوعه الذي يصدره ترمب في فترة شهرين ونيف فقط (بعد قرار البغدادي). وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن قتل سليماني هذه المرة جاء تحت مبرر قانون أقره الكونغرس عام 2002، وسمح بغزو العراق، وكذلك بناء على مبرر «الدفاع عن النفس» الذي يتيحه القانون الدولي، وبناء على السلطات الدستورية للرئيس الأميركي، بوصفه القائد العام للقوات المسلحة.
وقال مسؤولون أميركيون طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إن أجهزة المخابرات الأميركية كان لديها قبل الهجمات ما يجعلها تعتقد بأن سليماني مشارك في «مرحلة متقدمة» من التخطيط لمهاجمة أميركيين في عدة دول، منها العراق وسوريا ولبنان. وقال مسؤول أميركي كبير، إن سليماني زود «كتائب حزب الله» بأسلحة متطورة.
وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، للصحافيين، إلى أن سليماني عاد للتو من دمشق «حيث كان يخطط لهجمات على جنود وطيارين ومشاة بالبحرية وبحارة ودبلوماسيين أميركيين». |
|