|
|
التاريخ: كانون الأول ١٩, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
الجيش الليبي يعلن اكتمال محاصرة العاصمة طرابلس |
«الجيش الوطني» الليبي يتوعّد تركيا... وإيطاليا تستبعد «الحسم العسكري» |
القاهرة: خالد محمود
أعلن العميد خالد المحجوب، آمر التوجيه المعنوي لقوات الجيش الوطني الليبي، أمس، اكتمال محاصرة العاصمة طرابلس، بحسب تقرير لموقع «سبوتنيك عربي» الروسي أمس. مشيرا إلى أن الطوق الأمني على العاصمة طرابلس اكتمل، بعد التقاء القوات المهاجمة في أغلب النقاط.
وقال العميد خالد المحجوب إن القوات المهاجمة للعاصمة طرابلس التقت في أغلب النقاط، وأكملت الطوق حول المدينة.
وأضاف المحجوب في حديث لوكالة «سبوتنيك» أمس، «القتال شبيه بقتال الشوارع، القتال في طرابلس، في خط مشروع الهضبة، وبالقرب من صلاح الدين وأيضا في شارع الغاز». مشدداً على أنه «تم الآن إحكام الطوق من جسر الظاهرة إلى البقيعة. لقد انسحبوا من هناك بالكامل، والتقت قواتنا ببعضها، وفي أغلب النقاط التحمت قواتنا ببعضها، وأصبح هناك طوق كامل على العاصمة».
وبخصوص مؤتمر برلين والدعوات الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، أوضح المحجوب أن «بقاء الميليشيات لا يتماشى مع أي مؤتمر، ولا مع أي اتفاقات سياسية، ولا بد من القضاء عليها». وختم المسؤول العسكري الليبي قائلا: «نرى أن تفكيك أسلحة الميليشيات والقضاء عليها هو الحل».
ووسط تصاعد القتال في الضاحية الجنوبية للعاصمة، تعهد المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، مجدداً بالقضاء على «الإرهاب والمجموعات الخارجة عن القانون» في البلاد. بينما ناقش فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، مع وزير داخليته الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، والتنسيق الأمني والعسكري في مواجهة الهجوم، الذي تشنه قوات الجيش لتحرير المدينة من قبضة الميليشيات المسلحة.
وقال حفتر، في بيان مقتضب، إنه ناقش لدى اجتماعه مساء أول من أمس، بمقره في الرجمة خارج مدينة بنغازي (شرق)، مع لويجي دي مايو، وزير الخارجية الإيطالي والوفد المرافق له، آخر مستجدات الشأن السياسي، والتعاون بين البلدين في المجالات كافة، معتبراً أن اللقاء كان إيجابياً للغاية.
وفور عودته إلى بلاده، أعلن لويجي أن المشير حفتر سيزور العاصمة الإيطالية روما خلال الأسابيع المقبلة، وقال في تصريحات صحافية: «سأتواصل عبر الهاتف مع السراج، أما بالنسبة لحفتر فسنراه في روما خلال الأسابيع المقبلة»، لافتاً إلى أن الحكومة الإيطالية تعتزم تعيين مبعوث خاص إلى ليبيا من أجل «إقامة علاقة سياسية رفيعة المستوى، متواصلة ومكثفة مع جميع الأطراف الليبية».
ميدانياً، قال اللواء 73 مشاة، التابع لـ«الجيش الوطني»، إن قواته سجلت ما وصفه بتقدم ممتاز وتمركز جديد في منطقة الأصفاح، مشيراً إلى أن الحشد الميليشياوي، الذي حاول استرجاع المراصد بهجوم مساء أول من أمس، انتهى بخسائر كبيرة في صفوفه، وغنم الجيش الوطني لآليات وأسلحة، وتدمير مرصد لعدد يتجاوز 13 فرداً بمحيط مفترق الأصفاح. معلناً أن عناصره نجحت في استرجاع عربة عسكرية تعرضت لعطل بعدما نجحت مجموعة للحشد الميليشياوي في التسلل إليها.
وكشف المسؤول الإعلامي للواء عن مقتل 3 من عناصر «الجيش الوطني» بعد اندلاع اشتباكات قوية بجهة صلاح الدين، وذلك في محاولة للحشد الميليشياوي استرجاع المراصد، التي فقدت لصالح قوات الجيش في الـ48 ساعة الأخيرة. لكن الوحدات العسكرية كانت في الموعد، ولم تتراجع خطوة واحدة، على حد قوله.
ونفى «الجيش الوطني» قصفه أي مناطق مدنية في العاصمة طرابلس، رداً على اتهامات وجهتها له أمس عملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات المسلحة الموالية لحكومة السراج، والتي نشرت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مجموعة صور فوتوغرافية، وقالت إنها تُظهر جانباً من الأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين وسياراتهم، نتيجة سقوط قذائف صواريخ غراد العشوائية، التي أطلقتها قوات الجيش تجاه منطقة صلاح الدين بطرابلس.
في سياق آخر، اعترفت القوات الموالية لحكومة السراج في مدينة سرت الساحلية، التي تبعد نحو 450 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس، بتعرضها لغارة جوية شنتها أول من أمس طائرات تابعة للجيش الوطني، ما أوقع قتيلين و3 جرحى.
في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الألماني هايكو ماس هاتفياً أمس الوضع في ليبيا، وذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية، بحسب وكالة سبوتنيك.
وفيما يتعلق بخطط برلين لعقد مؤتمر دولي حول ليبيا، قال البيان إنه تمت مناقشة الوضع في ليبيا، مع التركيز على تعزيز التسوية السياسية من خلال حوار شامل بمشاركة جميع أطراف النزاع. ويأتي الاتصال الهاتفي بعد مرور يوم على اتصال مماثل بين الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، ناقشا خلاله الأوضاع في ليبيا وسوريا.
«الجيش الوطني» الليبي يتوعّد تركيا... وإيطاليا تستبعد «الحسم العسكري»
الأربعاء 18 ديسمبر 2019
القاهرة: خالد محمود
توعد «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، على لسان المتحدث باسمه، بإلحاق الهزيمة بتركيا، وإحباط أي محاولة منها لتقديم الدعم العسكري لحكومة «الوفاق»، التي يرأسها فائز السراج، التي انحازت إليها 5 مدن في غرب البلاد. فيما أجرى وزير الخارجية الإيطالي لويجي مايو أول زيارة له إلى ليبيا منذ توليه منصبه، وتنقل بين شرقها وغربها.
وحل أمس، مايو ضيفاً على العاصمة طرابلس، حيث نقل إلى السراج مجدداً دعم بلاده لحكومته، وبحثا ملفات التعاون المشترك في مجالات الأمن والاقتصاد والهجرة غير الشرعية.
ونقل السراج في بيان أصدره مكتبه أمس، عن الوزير الإيطالي تأكيده «أن لا حل عسكرياً للأزمة الليبية»، مبرزاً أن بلاده تؤيد جهود المبعوث الأممي غسان سلامة للعودة للمسار السياسي، وتأمل أن يحقق مؤتمر برلين المزمع عقده لبحث الأزمة الليبية، توافقاً بين كل الدول المهتمة بالشأن الليبي.
بدوره، أشاد السراج بدعم إيطاليا لحكومته، وبما تبذله من جهود لكي تتخطى ليبيا الأزمة الراهنة، وقال: «نحن نتابع الترتيبات التي تجرى لعقد مؤتمر برلين»، مؤكداً ضرورة دعوة كل الدول المعنية بالشأن الليبي إلى هذا اللقاء، دون أي إقصاء.
وعدّ السراج أن مواقف حكومته ومعالجتها للأوضاع محلياً ودولياً «تتخذ في إطار الثوابت الوطنية، وعلى رأسها وحدة التراب الليبي، وتعزيز السيادة الوطنية».
كما التقى وزير خارجية إيطاليا مع أحمد معيتيق، نائب السراج، الذي شدد على ما وصفه بالدور المهم الذي تلعبه إيطاليا لحل الأزمة الليبية.
ومن المفترض أن يتوجه المسؤول الإيطالي لاحقاً إلى شرق ليبيا لعقد محادثات مع كبار المسؤولين هناك، وعلى رأسهم المشير حفتر، والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، الذي طالب البعثة الأممية باتخاذ إجراءات سريعة لإبعاد السراج، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي، وضمان توزيع الثروة بين الليبيين بالتساوي، والاستماع لهم، واحترام إرادتهم في برلين وغيرها من الدول، مع عدم تكرار ما حصل في الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات بالمغرب نهاية عام 2015.
ورغم أن وزارة الخارجية المصرية تجاهلت الرد على بيان أصدره المجلس الرئاسي لحكومة السراج، تعقيباً على تصريحات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول ليبيا، فإن الناطق الرسمي باسم الوزارة تساءل في تغريدة له عبر موقع «تويتر»، مساء أول من أمس: «من هو المجلس الرئاسي الليبي، الذي أصدر بياناً يتناول مصر؟ ما نعلمه هو أن ذلك المجلس يتكون من 9 أشخاص... فأين هؤلاء الآن؟».
ميدانياً، قال مسؤول عسكري بارز في «الجيش الوطني» في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مشترطاً عدم تعريفه، إن القوات المسلحة الآن على وشك السيطرة على الكلية العسكرية، التي تعدّ داخل العاصمة، وليس على تخومها، لافتاً إلى أن ساعة الصفر «لا تعني الدخول للعاصمة في نفس يوم إعلان المشير حفتر عن ذلك، بل ازدياد وتيرة التقدم لتحقيق الهدف في أقرب وقت ممكن».
وقصفت طائرات «الجيش الوطني» تمركزات الميليشيات في محور عين زارة جنوب العاصمة، بينما أعلن المركز الإعلامي للجيش أن المواجهات باتت على مشارف أبوسليم، والتقدم في اتجاه الزهراء. كما أعلن استهداف تمركز ميليشيا معسكر «ماجر» بزليتن بضربة جوية، وأنباء عن خسائر في المعدات والأرواح، مشيراً إلى وجود جنسيات أجنبية تشكل مجموعة من المتطرفين بداخل المعسكر. كما قصف سلاح الجو أيضاً أهدافاً تابعة لميليشيات مصراتة، بالقرب من المحطة البخارية بمدينة سرت.
فيما تحدث المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع لـ«الجيش الوطني» مساء أول من أمس، عن وجود أعداد كبيرة من الجرحى في مصحة المختار بطرابلس، لافتاً إلى وجود حراسات مشددة من قبل الميليشيات التي أغلقت الشارع.
وكان اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم «الجيش الوطني»، قد أعلن عن تدمير قوة كبيرة للميليشيات المسلحة، وقتل مئات الإرهابيين والمجرمين على تخوم العاصمة، بعد معركة استنزاف للعدو دامت نحو 8 شهور. وقدر خسائر الميليشيات المسلحة في مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس، بنحو 942 قتيلاً منذ اندلاع المعارك حول طرابلس في 4 أبريل (نيسان) الماضي، من بينهم 347 من مدينة مصراتة بغرب البلاد.
وبعدما وصف مذكرة التفاهم بين السراح وتركيا باتفاقية العار «باع بموجبها السراج ليبيا إلى تركيا»، قال المسماري إن الجيش «لن يقبل بوجود جندي أجنبي واحد» على أراضي ليبيا، مؤكداً أن بلاده «ليست قطر التي احتلت بقواعد تركية».
وأضاف المسماري: «بقراءة سريعة لهذه الاتفاقية، نرى أنه تم تسليم الأمن الليبي بكل أسراره وخصوصيته للأتراك، وليبيا أصبحت تحت رعاية تركية مباشرة». وخاطب الأتراك: «ليبيا بكل مدنها وقراها ليست كقطر، التي احتلت بقواعد تركية... لن تكون هناك قطر أخرى في لبيبا، ولن نرضى بإهانة مدينة ليبية بوقاحة الجنود الأتراك. لن نرضى بأن نكون قطر أو إدلب ثانية»، مشدداً على أن إردوغان «يسير في الطريق الخطأ نحو استثماراته ومطامعه في ليبيا»، ومعتبراً أن هدفه الرئيسي هو «تثبيت الإخوان على الأراضي الليبية كي تكون ليبيا قاعدة انطلاق إرهابية وإجرامية نحو دول الجوار، خصوصاً مصر».
كما أكد المسماري، الذي توقع أن تشهد الساعات والأيام المقبلة «معارك طاحنة على تخوم طرابلس وأحيائها الرئيسية»، أن لدى الجيش الوطني من الوسائل والإمكانات والإرادة الوطنية «ما يستطيع به قهر الأتراك وحكومة السراج». |
|