|
|
التاريخ: كانون الأول ٦, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
الجيش الأميركي اعاد انتشاره في شمال شرقي الفرات |
«المرصد» يتحدث عن تجنيد طهران لـ7500 عنصر شمال شرقي سوريا وجنوبها |
واشنطن - لندن: «الشرق الأوسط»
قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في مقابلة أجرتها معه «رويترز»، إن الولايات المتحدة أتمت انسحابها العسكري من شمال شرقي سوريا ليصبح عدد الجنود الأميركيين في بقية أنحاء سوريا نحو 600 جندي.
وتشير تصريحات إسبر إلى نهاية فترة اضطراب وغموض بشأن الوجود العسكري الأميركي في سوريا بعد أمر الانسحاب الأولي الذي أصدره الرئيس دونالد ترمب في أكتوبر (تشرين الأول).
ومنذ إعلان ترمب تراجع حجم القوات الأميركية في سوريا بنحو 40 في المائة. وكان العدد نحو ألف فرد.
وأكد إسبر على احتفاظه بالقدرة على إدخال أعداد صغيرة من القوات وإخراجها وفقاً للضرورة في سوريا. لكنه أشار إلى أن عدد القوات سيتأرجح عند مستوى 600 فرد في المستقبل المنظور.
وقال إسبر مساء الأربعاء خلال عودته من قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي عقدت على أطراف لندن «سيكون العدد ثابتاً نسبياً حول ذلك الرقم. لكن إذا رأينا أن هناك أموراً تحدث... فسيكون باستطاعتي زيادة العدد قليلاً».
ولم يستبعد إسبر خفض مستوى القوات على نحو أكبر إذا ساهم الحلفاء الأوروبيون في المهمة في سوريا.
وقال إسبر، من دون الإشارة إلى أي مساهمة جديدة وشيكة، إن «التحالف يتحدث كثيراً مرة أخرى. ربما يرغب بعض الحلفاء في المساهمة بقوات». وتابع: «إذا قررت دولة حليفة عضو في حلف شمال الأطلسي تقديم 50 فرداً لنا فقد يكون بمقدوري سحب 50 شخصاً (من قواتنا)».
ويقول الجيش الأميركي، إنه يركز على الحيلولة دون ظهور «داعش» في سوريا مرة أخرى، ونفذ غارة الشهر الماضي أدت إلى مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
وقال ترمب خلال زيارته للندن، إنه يرغب في الاحتفاظ بقوات أميركية لضمان عدم سقوط احتياطات النفط السورية مرة أخرى في يد التنظيم المتشدد. وأضاف: «حافظنا على النفط. والنفط هو ما كان يمول (داعش)». وخفف ترمب من خططه للانسحاب من سوريا بعد أن تعرض لانتقادات من الكونغرس شارك فيها عدد من كبار رجال الحزب الجمهوري المنتمي إليه والذين يقولون إنه مهد الطريق أمام الهجوم الذي هددت به تركيا منذ وقت طويل ضد القوات الكردية في سوريا والتي كانت من أكبر حلفاء أميركا في الحرب على «داعش».
ويشعر دبلوماسيون بحلف الأطلسي بالقلق من أن تركيا العضو بحلف الأطلسي منذ عام 1952 وحليف جوهري في الشرق الأوسط تتصرف بشكل أحادي الجانب على نحو متزايد، حيث شنت هجومها في سوريا على قوات تدعمها الولايات المتحدة وقامت بشراء منظومة الدفاع الجوي «إس 400» من روسيا.
وتقول واشنطن، إن منظومة «إس 400» تتعارض مع الدفاعات الجوية لحلف الأطلسي وتمثل تهديداً لمقاتلات «إف – 35» التي تنتجها شركة «لوكهيد مارتن»، وأعلنت في يوليو (تموز) عن استبعاد تركيا من برنامج المقاتلات «إف – 35»، وهددت أيضاً بفرض عقوبات على أنقرة. وبعد محادثات قمة بين ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أشار إسبر إلى أن تركيا لم تتزحزح عن موقفها بعد فيما يتعلق بمنظومة «إس 400».
وقال إسبر «لا تقدم في هذه النقطة».
لكن إردوغان وبعد ضغط من الأعضاء الآخرين في حلف الأطلسي ومنهم الولايات المتحدة تراجع عن تهديد بعرقلة خطط دفاعية لدول البلطيق وبولندا ما لم يصنف الحلفاء المقاتلين الأكراد بأنهم إرهابيون.
وقال إسبر عن التحول في الموقف التركي «أعتقد أنه تحرك إيجابي للأمام». أضاف: «ظلوا جزءاً ثميناً من حلف الأطلسي على مدى عقود، من الأيام الأولى. ولهذا عملنا على أن يظلوا معنا».
إيران تتوغل في ريف الحسكة قرب حلفاء أميركا
«المرصد» يتحدث عن تجنيد طهران لـ7500 عنصر شمال شرقي سوريا وجنوبها
لندن: «الشرق الأوسط»
أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن إيران وسعت تغلغلها شرقي الفرات، حيث وصلت إلى ريف الحسكة في إطار محاولاتها تأسيس حاضنة شعبية والحيلولة دون خسارة الطريق الاستراتيجي بين العاصمة الإيرانية والعاصمة اللبنانية «الذي تستخدمه القوات الإيرانية بشكل رئيسي»، مشيرا إلى ارتفاع عدد العناصر المجندين إلى 7500 شخص شرق سوريا وجنوبها، وسط مساع روسية لضبط هذا التغلغل.
وأفاد «المرصد» أمس أنه «مع تطورات الأحداث في سوريا، انشغلت وسائل الإعلام المحلية والدولية بمتابعة تطورات الوضع في الشمال السوري والعملية العسكرية التركية «نبع السلام»، فيما انشغلت إيران بمسعاها إلى تنفيذ مخططاتها داخل سوريا بزيادة عدد الموالين في مناطق سورية عدة».
وواصلت القوات الإيرانية والميليشيات الموالية «عمليات التجنيد السرية لصالحها في الجنوب السوري والضفاف الغربية لنهر الفرات، عبر عرابين تابعين لها أو مواقع جرى تحويلها لمراكز للتجنيد، مثل «سرايا العرين» التابع للواء 313 في شمال درعا، بالإضافة إلى مراكز في منطقة اللجاة ومناطق أخرى بريف درعا ومدينة الميادين وباديتها وضواحيها ومنطقة البوكمال وغيرها بريف دير الزور غرب نهر الفرات»، بحسب «المرصد السوري».
وقال إن «عمليات التجنيد تجري مقابل السخاء المادي واللعب المتواصل على الوتر الطائفي»، حيث أكدت مصادر تزايد أعداد المتطوعين في الجنوب السوري إلى أكثر من 4620 متطوعا، فيما ارتفع عدد الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة ممن جرى تجنيدهم في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها إلى نحو 2870. ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور، إذ تعمد الميليشيات الإيرانية لتكثيف عمليات التجنيد، تزامنا مع انشغال الجانب الروسي بالعمليات العسكرية والاتفاقات الأخيرة مع تركيا فيما يتعلق بشمال سوريا.
وأوضح أنه في بلدة داعل في محافظة درعا، عمدت القوات الإيرانية والميليشيات الموالية إلى تجنيد شباب عبر مركز في البلدة «حيث تجري تلك العمليات مقابل 200 دولار شهريا».
وفي الميادين شرقي سوريا، قالت مصادر إن «القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها قامت بتسليم رواتب المنتسبين لها، مبلغ 85 ألف ليرة بالعملة السورية، أي أقل من 100 دولار، في حين كانت تسلم عناصرها مبلغ 150 دولارا بالعملة الأميركية، ما يعني أنه جرى تخفيض رواتب العناصر أكثر من 50 دولارا».
وأشار إلى أن «التخفيضات التي أدخلتها القوات الإيرانية على رواتب المتطوعين في صفوفها، دفعت عناصر من أبناء المنطقة متطوعين في صفوف الحرس الثوري الإيراني بمدينة «الميادين»، إلى ارتكاب عمليات سرقة ليلا لبعض المحال التجارية بعد أن يغلقها أصحابها في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي».
ويعد الجنوب السوري والميادين وريف دير الزور، وصل النفوذ الإيراني إلى محافظة الحسكة حيث سيطرت قوات سوريا الديمقراطية. وبحسب مصادر موثوقة، «أبلغت روسيا قيادة قوات سوريا الديمقراطية بضرورة إيجاد حل لإيقاف تمدد الإيرانيين في الحسكة ومناطق سيطرتها».
وكان «المرصد السوري» نشر في 15 يوليو (تموز) الماضي، أن عشرات من «الدفاع الوطني» في الميادين انضموا إلى القوات الإيرانية الموجودة هناك، حيث انشق نحو 50 عنصراً وانضموا إلى صفوف القوات الإيرانية مبررين تحركاتهم بـ«عدم الحصول على مستحقاتهم الشهرية منذ 5 أشهر، بينما القوات الإيرانية لا تبخل على مقاتليها برواتب شهرية تبلغ 150 دولارا، بالإضافة إلى سلال غذائية وخدمات طبية». وقالت مصادر موثوقة: «قيادة الدفاع الوطني تقدمت بطلب رسمي للقوات الإيرانية بغية استرجاع العناصر الـ50، وهو ما رفضته الميليشيات الإيرانية التي اعتبرت العناصر أنهم باتوا جزءاً من ترسانتها في دير الزور».
وفي البادية السورية وبعد تلاشي «داعش» بمنطقة الباغوز وشرق الفرات، فإن عمليات الفرار من جيب التنظيم الكبير ضمن البادية السورية لا تزال متواصلة، حيث رصد «المرصد السوري» فرار عناصر من التنظيم من تلك المنطقة من خلال عمليات تهريب ينظمها عناصر من الميليشيات الموالية لإيران والنظام لإيصالهم لتخوم محافظة إدلب ومناطق سيطرة الفصائل وهيئة تحرير الشام، مقابل مبلغ مالي قدره 1500 دولار للشخص الواحد. وأكدت مصادر موثوقة أن «عمليات التهريب تتم من خلال نقل عناصر التنظيم وعوائلهم على متن سيارات عسكرية، وبطرق مختلفة للوصول إلى المعابر بمناطق التماس مع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في إدلب. |
|