|
|
التاريخ: تشرين الأول ٣١, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
سياسيون يرفضون «الوصاية الدولية} بعد إقصاء ليبيا عن مؤتمر برلين |
القاهرة: جمال جوهر
عبّر سياسيون ليبيون عن غضبهم من عدم تمثيل بلادهم في مؤتمر برلين المرتقب، الذي تحضّر له البعثة الأممية لدى ليبيا والقوى الدولية في ألمانيا قبل نهاية العام الحالي، بهدف بحث حل للأزمة الليبية، وعدّوه «نوعاً من الوصاية الدولية المرفوضة».
ورأى المبعوث الأممي غسان سلامة أن الانقسام الحاد في مجلس الأمن يعرقل حل الأزمة في البلاد، وأن ليبيا تدفع ثمن علاقات التعاون والخصام الدولية، مشيراً إلى أن المؤتمر يستهدف «ترميم موقف الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن من الأزمة».
وأضاف سلامة في تصريحات صحافية أمس أن المدنيين في ليبيا «ضحايا عقم مجلس الأمن، وتضارب المصالح بين الدول الدائمة العضوية فيه»، لكنه أكد على أنه «بناء على ما يتم التوصل إليه في مؤتمر برلين، فإنه سيتم العمل على عقد مصالحة بين الليبيين أنفسهم، وقد يشمل ذلك عقد مؤتمر ليبي... لكن الأهم حالياً هو توحيد الموقف الدولي».
وضاعفت ألمانيا من مساعيها خلال اليومين الماضيين بلقاءات عقدها وزير خارجيتها هايكو ماس، الذي بحث مع مسؤولين في غرب ليبيا تحضيرات المؤتمر، قبل أن ينتقل من تونس إلى القاهرة ليلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس للتباحث حول المرحلة المقبلة.
لكن بعض الليبيين يرى أنه «لا جدوى من عقد أي مؤتمرات إضافية»، فيما يؤكد آخرون أن بحث الأزمة الليبية دون تمثيل بلادهم «تجاوز غير مقبول».
وذهب عضو مجلس النواب، محمد بشير الفيرس، إلى أن مؤتمر برلين «لن يُكتب له أي نجاح»، مبرراً ذلك بأن الليبيين «لن يرضوا بأن تفرض عليهم حلول من الخارج، وبيان القيادة العامة لـ(الجيش الوطني) بخصوص هذا المؤتمر مشروط ببنود لن تقبلها بعض الدول، التي ما زالت تراهن على انتصار التيار الإسلامي»، في إشارة إلى تركيا وقطر.
وأضاف الفيرس في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أمس، أن هذه المؤتمر الدولي «إن كتب له النجاح، وهو أمر مستبعد في نظري، فلن يكون أحسن حالاً من اتفاق الصخيرات»، الذي عقد في المغرب نهاية عام 2015.
والتقت نائبة الممثل الخاص للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز، بوزير الحكم المحلي الدكتور طاهر ميلاد، أمس، وأطلعته على تحضيرات مؤتمر برلين المرتقب، الذي يروم حشد الأطراف الخارجية الرئيسية المؤثرة في الأزمة الليبية لوقف الحرب في طرابلس، والانتهاكات المتزايدة لحظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة.
وكان سلامة عبر عن أمله في أن يسفر مؤتمر برلين عن إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، يلزم القوى الأجنبية بوقف ما سماه «حرباً بالوكالة» تشهد تصعيداً، ووضع آلية عاجلة لتطبيق حظر الأسلحة المفروض على ليبيا.
من جهته، قال عضو مجلس النواب الليبي، سعيد أمغيب، إن «بعض المصادر المسؤولة تحدثت عن أن الهدف من مؤتمر برلين التنسيق بين مجموعة (5 + 5)... وتوحيد الموقف الدولي حول ليبيا».
وأضاف أمغيب في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أمس، أن «غياب ليبيا عن هذا المؤتمر، ولو بحضور الطرفين (حكومة الوفاق، والجيش الوطني) هو نوع من أنواع الوصاية الدولية غير المقبولة، التي لن تخدم القضية الليبية». كما تحدث عن «اعتقاد خاطئ لدى القائمين على التحضير للمؤتمر، يتمثل في توجيه الدعوة لتركيا وإيطاليا لكونهما تدعمان حكومة السراج، والميليشيات المسلحة، ودعوة دول عربية أخرى تدعم الجيش الوطني»، وقال بهذا الخصوص: «هذا في تصوري تقدير خاطئ وإساءة حقيقية للسيادة والشعب الليبي العظيم، فإن كانت تركيا وإيطاليا تمثلان حكومة السراج والميليشيات المسلحة وتنظيم (الإخوان المسلمين)، وقد قبلوا بذلك، فنحن لا نقبل نسمح بالمساس بالسيادة الوطنية وكرامة الشعب الليبي»، مؤكداً «اعتزازه بالموقف الإماراتي والمصري لوقوفها بجانب (الجيش الوطني) الليبي».
وفي نهاية الشهر الماضي، أكد القائد العام للجيش، المشير خليفة حفتر، على دعمه الحوار الوطني والعملية السياسية في ليبيا، مشدداً على أهمية تبني «الحوار الضامن لوحدة ليبيا وسيادتها»، وقال بهذا الخصوص: «لا مجال أمامه طالما بقيت المجموعات الإرهابية والإجرامية المسلحة تسيطر على مقاليد ومناحي الحياة في العاصمة طرابلس». |
|