|
|
التاريخ: تشرين الأول ٩, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
الرئيس العراقي يدعو لتعديل وزاي وقرارات حكومية جديدة لتهدئة الاحتجاجات |
بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»
دعا الرئيس العراقي برهم صالح، صباح اليوم (الأربعاء)، إلى تعديل وزاري واسع وجوهري، وقال في بيان له: «هناك ضرورة إلى إجراء تعديل وزاري جوهري لتحسين أداء الحكومة»، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية. وتابع: «ينبغي أن يحقق التعديل الوزاري طفرة نوعية في عمل الحكومة، لتوفير الخدمات وتشغيل العاطلين وتحقيق العدالة الاجتماعية».
وأكد الرئيس العراقي أن العراقيين عازمون على المضي قدماً في مشروع بناء الدولة، مضيفا أنه «من واجبنا إجراء إصلاحات ضرورية تؤمن لهم الحياة الحرة الكريمة».
وجاءت تصريحات صالح خلال استقباله عدداً من شيوخ العشائر، وقال الرئيس العراقي لهم: «التظاهر حق مكفول لكل مواطن شريطة أن يكون سلميا، ومن دون إراقة دماء المواطنين والقوات الأمنية، أو التجاوز على الممتلكات العامة». وأوضح أن رئاسة الجمهورية ستدعم تعويض المتضررين، والعمل على محاسبة المجرمين والخارجين عن القانون، ممن أطلقوا الرصاص على المتظاهرين.
وأصدرت الحكومة العراقية مساء أمس (الثلاثاء) حزمة ثانية من القرارات التي تهدف إلى تهدئة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أيام وأسفرت عن مقتل العشرات.
ووفقاً لما نقلته وسائل الإعلام العراقية اليوم فإن القرارات تضمنت تهيئة الأراضي الزراعية اللازمة لتخصيص القطع السكنية للمستحقين، وتضمين مشروع قانون الموازنة لعام 2020 وتجميد العمل بالقوانين والتعليمات النافذة التي تمنح الحق بتسلم الشخص أكثر من راتب أو تقاعد أو منحة. كما ستتولى وزارة الكهرباء توزيع منظومات طاقة شمسية متكاملة على ثلاثة آلاف عائلة فقيرة مجانا. وتتضمن أيضاً قيام وزارة التجارة بتبسيط إجراءات تسجيل الشركات الصغيرة للشباب.
وكانت الحكومة أصدرت حزمة سابقة تضمنت تسهيل الحصول على أراض سكنية وبناء وحدات جديدة، إضافة إلى منح 175 ألف دينار (نحو 145 دولاراً) شهرياً للعاطلين عن العمل ولمدة ثلاثة أشهر. كما تضمنت القرارات إنشاء مجمعات تسويقية حديثة في مناطق تجارية في بغداد والمحافظات.
وفي سياق متصل، قالت الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية مايك بومبيو حث رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي على «التحلي بأقصى درجات ضبط النفس... ومعالجة شكاوى المحتجين». وأضافت الوزارة في بيان صدر أمس بعد سقوط أكثر من 100 قتيل في المظاهرات الأخيرة: «عبر الوزير عن أسفه لفقد أرواح بشكل مأساوي على مدى الأيام القليلة الماضية، وحث الحكومة العراقية على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس». وقالت إن بومبيو حث عبد المهدي «على اتخاذ خطوات فورية لمعالجة شكاوى المحتجين من خلال العمل على الإصلاح ومعالجة الفساد». وذكر البيان أن بومبيو وعبد المهدي تحدثا «في الآونة الأخيرة».
وعادت الاحتجاجات الليلة الماضية إلى شوارع مدينة الصدر بالعاصمة العراقية بغداد حيث قُتل أحد أفراد قوات الأمن، في حين بدت معظم أنحاء البلاد أكثر هدوءاً مما كانت عليه على مدى الأسبوع المنصرم في الوقت الذي سعى فيه الساسة لوضع حد لها.
وأبلغت مصادر في الشرطة «رويترز» أن قوات الأمن بدأت اعتقال محتجين بعد حلول ليل (الثلاثاء) في المناطق الشرقية والشمالية الغربية ببغداد. وتحمل الشرطة صور المحتجين التي التقطت في الأيام الماضية للتعرف عليهم واعتقالهم. وقالت المفوضية العراقية السامية لحقوق الإنسان شبه الرسمية إن نحو 800 شخص اعتقلوا الأسبوع الماضي وأفرج عن 500 منهم بالفعل.
واشتبك المحتجون مع قوات الأمن في بغداد والجنوب بشكل أساسي.
ويطالب المتظاهرون بإسقاط الحكومة والنخبة السياسية التي يعتبرونها فاسدة.
وأحداث العنف الحالية هي الأسوأ في العراق منذ هزيمة تنظيم داعش قبل عامين، كما أنها تمثل أكبر اختبار أمام عبد المهدي الذي تولى السلطة قبل عام.
|
|