|
|
التاريخ: أيلول ٢٤, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
واشنطن تتوعد بمعاقبة كل من يساعد «حزب الله» |
مساعد وزير الخزانة الأميركي زار بيروت لنقل الرسالة إلى المسؤولين والمصارف |
بيروت: كارولين عاكوم
حمل مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلنغسلي، في زيارته إلى بيروت التي استمرت 24 ساعة، رسالة شديدة اللهجة إلى المسؤولين اللبنانيين والمصارف، مفادها أن كل من يساعد «حزب الله» سيكون معرضاً للعقوبات.
وكان بيان السفارة الأميركية الذي استبق وصول بيلنغسلي قد مهّد لهذا الأمر، ولهدف الزيارة التي شملت لقاءاتها رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس البرلمان نبيه بري، وجمعية المصارف اللبنانية، وعدداً من الشخصيات والمسؤولين، إذ استحوذت العقوبات الأميركية على «حزب الله»، وتلك التي طالت أخيراً «جمال ترست بنك» الجزء الأساسي والأهم من لقاءاته، إضافة إلى الوضع النقدي.
وأعلنت السفارة في بيان أن لقاءات بيلنغسلي في لبنان هدفها التشجيع «على اتخاذ الخطوات اللازمة للبقاء على مسافة من (حزب الله) وغيره من الجهات الخبيثة التي تحاول زعزعة استقرار لبنان ومؤسساته»، مشيرة إلى أنه «سيلقي الضوء على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة ولبنان، وثقة الحكومة الأميركية، بشكل عام، بالقطاع المالي اللبناني».
وتأتي زيارة المسؤول الأميركي بعد نحو أسبوعين على فرض واشنطن عقوبات على «جمال ترست بنك» بتهمة تسهيل الأنشطة المالية لـ«حزب الله». وأكد بيلنغسلي خلال لقاءاته، بحسب مصادر سياسية مطلعة، حرص بلاده على النظام المصرفي والاقتصادي اللبناني، بينما قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أمس، إن «زيارته ليست لتضييق الخناق على المصارف، ويهمنا أن تكون لنا علاقة جيدة مع الخزانة الأميركية».
وكانت جمعية المصارف في لبنان قد استبقت وصول بيلنغسلي، بتأكيد التزام القطاع بتطبيق القوانين الدولية حول مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال، وتطبيق تعميمات مصرف لبنان التي تصبّ في هذا الاتجاه.
وقالت مصادر مطلعة على الزيارة لـ«الشرق الأوسط»، إن رسالة بيلنغسلي «كانت واضحة وبلسان واحد لجميع من التقاهم، وشديدة اللهجة مع جمعية المصارف، بتأكيده أن كل من يساعد (حزب الله) سيتعرض للعقوبات».
وهذا التشدّد لا يعني أن هناك نية للولايات المتحدة لاستهداف أي مصرف لبناني أو جهة سياسية أو طائفة معينة، بحسب بيلنغسلي الذي أكد أن العقوبات التي فرضت على «جمال ترست بنك» كانت بناء على معطيات مؤكدة، تفيد بأن لديه حسابات لمؤسسات تابعة بشكل مباشر لـ«حزب الله»، وهي التي باتت مجمدة نتيجة العقوبات. من هنا يأتي الاهتمام الأميركي بالمتابعة والتشدد في تنفيذ العقوبات لتجفيف الأموال التي تستخدم للإرهاب، واصفاً هذا الأمر بالخط الأحمر الذي لا يمكن التساهل فيه.
وفي الإطار نفسه، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر محلي مطلع على مضمون محادثات بيلنغسلي، تأكيده أن بلاده «ستعاقب أي فريق يقدم دعماً عينياً لـ(حزب الله)». وأوضح المصدر للوكالة أن «بيلنغسلي شدد على أن الولايات المتحدة ستعاقب أي فريق يقدم دعماً عينياً لـ(حزب الله)، سواء عبر الأسلحة أو المال أو أي وسائل مادية أخرى».
ونقل المصدر عن المسؤول الأميركي تأكيده أن «العقوبات تستهدف إيران وأتباعها في المنطقة، من دون المساس بالقوى التي تربطها مع (حزب الله) علاقة أو تعاون سياسي في لبنان». |
|