|
|
التاريخ: أيلول ١٦, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
ضربة للأحزاب الرئيسية في انتخابات رئاسة تونس |
نتائج غير رسمية ترجح خوض مرشح مستقل وآخر مسجون الجولة الثانية... ونسبة المشاركة 45% |
تونس: المنجي السعيداني - لندن: {الشرق الأوسط}
فجرت نتائج أولية غير رسمية مفاجأة كبيرة في الانتخابات التونسية، بعدما أظهرت وصول مرشحين من خارج الأحزاب السياسية الكبيرة إلى الجولة الثانية من السباق المقررة الشهر المقبل، فيما بلغت نسبة المشاركة 45 في المائة، متراجعة بشكل كبير عن الاستحقاقات السابقة التي شهدت مشاركة نحو ثلثي الناخبين.
وكشفت نتائج استطلاعات رأي أجرتها مؤسسة {سيغما كونساي} المتخصصة بالتوازي مع الاقتراع، تصدر المرشح المستقل قيس سعيد، وهو أستاذ قانون دستوري معروف بمواقفه المحافظة وظهوره التلفزيوني، بحصوله على 19.5 في المائة من أصوات الناخبين، يليه رجل الأعمال المسجون بشبهة تبييض الأموال والتهرب الضريبي نبيل القروي، بنسبة 15.5 في المائة.
وبحسب الاستطلاعين، حل مرشح {حركة النهضة} عبد الفتاح مورو في المركز الثالث بنحو 11 في المائة، يليه وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي بنحو 9.5 في المائة، ثم رئيس الحكومة يوسف الشاهد بنسبة 7.5 في المائة. ويفترض أن تعلن النتائج الرسمية خلال ساعات.
ورغم كثرة المرشحين للرئاسة الذين بلغ عددهم 26، سجلت الانتخابات، تراجعاً في نسبة المشاركة. وفتحت مكاتب الاقتراع في تونس صباح أمس أبوابها أمام الناخبين لاختيار رئيس جديد تمتد ولايته حتى 2024.
وقال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بافون إن غالبية مراكز الاقتراع كافة فتحت أبوابها في الوقت المحدد بعد توفير المواد الانتخابية وضمان توافد الموظفين التابعين للهيئة، باستثناء 331 مكتباً فتحت أبوابها بتأخير ساعتين وأغلقت أبوابها قبل ساعتين في محافظات القصرين وجندوبة وسيدي بوزيد وقفصة المهددة من قبل تنظيمات إرهابية.
وخلال جولة قامت بها «الشرق الأوسط» بين عدد من مكاتب الاقتراع في حي الغزالة بمحافظة أريانة القريبة من العاصمة، لوحظ اختفاء الصفوف الطويلة التي ميزت انتخابات 2011 و2014 وكانت تستمر لساعات، وهو ما يفسر نسب الإقبال الضعيفة خلال الساعات الأولى من الاقتراع.
وفي منتصف اليوم الانتخابي، لم تتجاوز نسبة الإقبال 16.31 في المائة، ثم بلغت 27.84 في المائة عند الساعة الثالثة قبل ثلاث ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع. وأكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات فابيو كاستلو عدم وجود خروقات خلال الساعات الأولى لعمليات التصويت إثر جمع معطيات في 41 مكتب اقتراع تشملها المراقبة.
ووفق عدد من الناخبين الذين سألتهم «الشرق الأوسط» عن أسباب ضعف الإقبال الصباحي، أكد محمود الميري (أستاذ تعليم ثانوي) أن «كثرة المرشحين من نفس العائلات السياسية وتشتت الأصوات وغياب مواجهات سياسية قوية قد يكون وراء الإحجام النسبي»
قيس سعيد... قانوني محافظ يفضل «التواصل المباشر»
تونس: «الشرق الأوسط»
عُرف أستاذ القانون الدستوري التونسي قيس سعيد الذي أعلن تصدره الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية التي جرت أمس، بقدرته على التحدث بلا توقف، حرصاً على أن تكون حملته معتمدة على التواصل المباشر مع الناخبين.
اللغة العربية لا تُفارقه. يستضيفه الإعلام التونسي كل ما كان هناك سجال دستوري في البلاد، خصوصاً بين عامي 2011 و2014، ليُقدم القراءات ويوضح مواطن الغموض من الجانب القانوني.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، ظهر سعيد (61 عاماً) الأب لثلاثة أبناء في استطلاعات الرأي الربيع الماضي، وحصل على ترتيب متقدم فيها، وبدأ يلفت الانتباه إليه تدريجياً. واعتمدت حملته على زيارات أجراها في الأسواق والأحياء الشعبية، وناقش مع التونسيين مشاكلهم ومطالبهم وجهاً لوجه.
وهو يقدم برنامجاً سياسياً يستند فيه على إعطاء دور محوري للجهات وتوزيع السلطة على السلطات المحلية عبر تعديل الدستور. وقال في تصريحات إعلامية: «لستُ في حملة انتخابية لبيع أوهام والتزامات لن أحققها. الوضع اليوم يقتضي إعادة بناء سياسي وإداري جديد، حتى تصل إرادة المواطن. فهو يخلق الثورة للاستفادة منها».
وأكد المرشح المستقل الذي لا يلقى أي دعم من الأحزاب التونسية: «علينا أن ننتقل من دولة القانون إلى مجتمع القانون. شعار الشعب يريد يعني أن يحقق الشعب ما يريد».
ورأى مراقبون أن سعيد سيهمش ويقصى من السباق، لضعف الدعم وتواضع الموارد التي يمتلكها. وهو لم يقم بأي اجتماع حزبي وجاب كثيراً من الأماكن الشعبية. وأوضح في هذا السياق، في تصريح لراديو «شمس إف إم» الخاص: «أنا مرشح مستقل ولا أمثل أي حزب... أقوم بحملتي بوسائلي الخاصة وأرفض كل دعم». وتسانده في ذلك مجموعة من طلبته ومن الشباب المتطوعين.
ويدافع سعيد عن أفكار ومواقف محافظة، بنبرة الأستاذ الذي يقدم محاضرة. وهو عبر عن رفضه مبدأ المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، وهو من المسائل الشائكة التي تُثير جدلاً واسعاً في تونس، معدّاً أن «القرآن واضح» في هذا السياق.
وظَهر المرشح في لقاء مع رضا بلحاج القيادي في حزب «التحرير» السلفي المحظور، وعقب بالقول إنه حر في مقابلة أي شخص. وتساءل: «هل من المفروض أن أطلب ترخيصاً قبل مقابلة أي شخص؟ وفي النهاية، لم ألتقِ شخصاً خارجاً على القانون».
نبيل القروي... رجل إعلانات استهدف المهمشين
تونس: «الشرق الأوسط»
غاب رجل الأعمال التونسي نبيل القروي، الذي أعلن تأهله لخوض الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، خلف القضبان خلال الحملة الانتخابية، بشبهة التهرب الضريبي وتبييض الأموال، لكن القناة التلفزيونية التي يملكها وزوجته ثبتتا حضوره في المشهد الانتخابي.
وكان التلفزيون المملوك للقروي يبث على امتداد اليوم تسجيلات تظهره وهو يوزع مساعدات على فقراء، فيما مضت حملته الانتخابية في كثير من مناطق البلاد، خصوصاً الفقيرة، بمشاركة زوجته سلوى السماوي التي سعت لاستمالة المهمشين في الشمال والجنوب، مستعملة عبارات زوجها في مخاطبة هؤلاء.
وأثار ترشح القروي (56 عاماً) التساؤلات حول دور الإعلام والمال في التأثير على الناخبين، وربما في استهداف الانتقال الديمقراطي برمته، بحسب وكالة «رويترز». لكن ترشحه يلقي الضوء أيضاً على اتهامات متزايدة بتدخل الحكومة في المسار القضائي.
وأوقفت قوات الأمن القروي الشهر الماضي بينما كان في سيارته، إثر قرار قضائي بسجنه بشبهة التهرب الضريبي وغسل الأموال، عقب شكوى قدمتها منظمة «أنا يقظ» المعنية بمكافحة الفساد. ويقبع القروي، الذي يتهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد بتدبير الأمر لإزاحته من سباق الانتخابات، خلف القضبان في سجن المرناقية.
لكن لم يصدر أي حكم في قضيته حتى الآن، وتنفي الحكومة أي علاقة لها بالقضية. ويشكل حلول القروي في المركز الثاني معضلة قانونية وسياسية، إذ لم يحدد القضاء تاريخاً لإصدار حكم بخصوص القروي. كما رفضت محكمة التعقيب طلباً قدمه قبل الانتخابات بأيام للإفراج عنه.
ويتهم سياسيون القروي بأنه «شعبوي يستعمل محطته التلفزيونية للترويج لأنشطته الخيرية بهدف تحقيق مكاسب سياسية شخصية».
وكان القروي متخصصاً في قطاع الإعلانات، وأسس مع شقيقه غازي شركة انتشرت في بلدان المغرب العربي، قبل أن يطلق التلفزيون الذي كان متخصصاً قبل الثورة في البرامج الترفيهية. لكن بعد الثورة ركز على مواجهة نفوذ «حركة النهضة» الإسلامية، وساهم في فوز «نداء تونس» بالانتخابات البرلمانية، ووصول الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي للرئاسة في 2014.
ويبدو أن نجاح السبسي وحزبه في الانتخابات فتح شهية القروي لخوض تجربة مماثلة، فانسحب بعد ذلك من «نداء تونس»، ليطلق منظمة خيرية حققت انتشاراً واسعاً سريعاً في الأرياف والمناطق النائية.
وبالتوازي مع ذلك، أطلق القروي قناة إخبارية تبث على مدار اليوم، وتركز على مظاهر البؤس والفقر، وتغطي أخبار الاحتجاجات الاجتماعية والفيضانات، ومعاناة الأهالي عند انقطاع الماء أو الكهرباء، وأصبحت صوتاً منتقداً لحكومة الشاهد يحظى بمتابعة واسعة. |
|