| | التاريخ: آب ٣٠, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة النهار اللبنانية | | القتال يحتدم في جنوب اليمن وهجوم للإنفصاليّين | اتّهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أمس، دولة الإمارات العربية المتحدة العضو في التحالف العسكري ضد المتمردين الحوثيين، بشن غارات على قواتها في جنوب اليمن حيث تدور معارك مع الانفصاليين.
واتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في خطاب متلفز "الطائرات الإماراتية بدعم ميليشيات المجلس الانتقالي" في الجنوب. وقال: "اننا نواجه التمرد المسلح الذي تقوم به ميليشيات المجلس الانتقالي بدعم وتمويل وتخطيط من الامارات".
وكتب نائب وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي على "تويتر": "تدين الحكومة القصف الجوي الاماراتي على قوات الحكومة في العاصمة الموقتة عدن وزنجبار مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين وفي صفوف قواتنا المسلحة الباسلة... نحمل دولة الإمارات العربية المتحدة كامل المسؤولية عن هذا الاستهداف السافر الخارج عن القانون والأعراف الدولية".
ولم يوضح تاريخ عمليات القصف، لكن سكان عدن تحدثوا عن سماع أصداء غارات جوية الاربعاء عندما دخلت القوات الحكومية المدينة.
وأفاد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تغريدة أن الغارات أدت الى مقتل 40 شخصاً واصابة 70 آخرين.
ودعا الحضرمي السعودية التي تقود الائتلاف الداعم لحكومته إلى دعم الشرعية اليمنية ووقف التصعيد غير المشروع وغير المبرر.
لكن وزارة الخارجية الاماراتية قالت ان الامارات تنفذ ضربات جوية في عدن ضد "تنظيمات ارهابية".
وعلى رغم تحالفهما الاستراتيجي ضد المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وشمال البلاد، تدعم الامارات والسعودية معسكرين مختلفين في جنوب اليمن.
وتؤيد ابو ظبي الانفصاليين في حين تؤيد الرياض حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وبعد أقل من 24 ساعة من فقدانهم السيطرة على مدينة عدن، استعادها الانفصاليون أمس كما صرح الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم الذي قال إن "قوات الحزام الأمني تسيطر على مدينة عدن بالكامل مع مداخلها".
واستقدم الانفصاليون تعزيزات كبيرة من محافظات أخرى مما يوحي باحتمال التحضير للسيطرة على محافظتي أبين وشبوة من أيدي القوات الحكومية.
وأكد مصدر أمني حكومي أن عدن تحت السيطرة الكاملة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، مشيرا الى ان القوات الحكومية التي دخلت المدينة الاربعاء "انسحبت من عدن" الى محافظة أبين المجاورة حيث تدور معارك بين الجانبين.
وكانت حكومة هادي أعلنت الاربعاء انها استعادت السيطرة على عدن من أيدي الانفصاليين الذين كانوا سيطروا على المدينة الاستراتيجية في 10 آب بعد قتال عنيف خلف 40 قتيلاً على الاقل.
وأعلن هيثم أن قوات الحزام الأمني "بصدد الزحف نحو محافظتي أبين وشبوة" اللتين استعادتهما القوات الحكومية في وقت سابق من هذا الاسبوع. وقال: "خطتنا هي طرد القوات الغازية للجنوب مرة أخرى من قوى الاخوان والإرهاب".
واستقدمت الحكومة اليمنية أيضاً تعزيزات من الشمال في استعدادات كما يبدو لمعركة كبيرة من أجل السيطرة على الجنوب.
وكتب نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك على "تويتر": "عدن بخير".
ونشر صوراً له ولقادة جنوبيين آخرين يجولون في شوارع المدينة ويتفقدون المطار. وقال: "لن نبقى في جبهات لتحرير الشمال من الحوثي والشمال يغزونا".
وتحدث عن استدعاء قوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي تقاتل المتمردين الحوثيين في الشمال الى الجنوب لشن معركة كبيرة.
ويتلقى الانفصاليون دعما وتدريبا من دولة الإمارات، علما بأنها الشريك الرئيسي في التحالف العسكري الداعم للحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين المقربين من إيران.
ويرى محللون أن القتال بين حكومة الرئيس اليمني والانفصاليين قد يعكس "تصدعاً أوسع" بين الرياض وأبو ظبي.
وأمس، أعرب مجلس الأمن في بيان أقر بالإجماع عن "القلق بشكل خاص" من الوضع في جنوب اليمن، داعياً جميع الأطراف إلى "الحفاظ على وحدة أراضي البلاد".
كما دعا إلى "معاودة المفاوضات الشاملة، من دون تأخير في شأن الترتيبات السياسية والأمنية اللازمة لإنهاء النزاع والعودة إلى انتقال سلمي".
وأكد ان مجلس الأمن "يدعم تسوية سياسية يشارك فيها جميع الأطراف في اطار حوار جامع لحل الخلافات ومعالجة الشواغل المشروعة لجميع اليمنيين بمن في ذلك سكان الجنوب". | |
|