| | التاريخ: آب ٢٣, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة النهار اللبنانية | | معرَّة النعمان بعد خان شيخون هدف النظام السوري | أعلنت دمشق أمس، فتح معبر لخروج المدنيين الراغبين من المنطقة التي تشهد تصعيداً عسكرياً منذ أشهر في إدلب ومحيطها الى مناطق سيطرة النظام، وذلك غداة سيطرتها على مدينة خان شيخون الاستراتيجية وحصارها قرى وبلدات عدة خاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) وفصائل أخرى.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن مصدر في وزارة الخارجية أنه "فتح معبر إنساني في منطقة صوران في ريف حماه الشمالي بحماية قوات الجيش العربي السوري".
وأوضح أن الهدف هو "تمكين المواطنين الراغبين في الخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين في ريف حماه الشمالي وإدلب الجنوبي" بلوغ مناطق سيطرة النظام في محافظة حماه.
وبث التلفزيون الرسمي مشاهد لأوتوبيسات خضراء تنتظر عند معبر صوران.
وتلجأ قوات النظام عادة إلى استراتيجية فتح المعابر أمام المدنيين للخروج بعد حصار مناطق خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة باتت على وشك استعادة السيطرة عليها، سواء باتفاقات إجلاء أو بعمل عسكري، كما حصل في الغوطة الشرقية قرب دمشق أو مدينة حلب.
ويتردد عدد كبير من سكان مدن وبلدات تسيطر عليها المعارضة في الخروج الى مناطق قوات النظام خشية تعرضهم للاعتقال أو إجبارهم على الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية. وعادة ما يتطلب الأمر وقتاً ويجبر السكان على الرحيل على وقع اشتداد القصف.
والاربعاء، سيطرت قوات النظام على مدينة خان شيخون الاستراتيجية في ريف إدلب الجنوبي حيث يمر الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بدمشق. وتمكنت بذلك من فرض حصار على منطقة ممتدة من جنوب خان شيخون إلى ريف حماه الشمالي، وأقفلت كل المنافذ أمام القوات التركية المرابطة في أكبر نقطة مراقبة في بلدة مورك شمال حماه.
وتنتشر القوات التركية الداعمة للمعارضة في هذه النقطة وغيرها بموجب الاتفاق مع روسيا.
وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" تحدّث الثلثاء عن انسحاب الفصائل الجهادية والمعارضة للنظام من ريف حماه الشمالي، الأمر الذي نفته "هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب ومحيطها وحيث تنتشر أيضاً فصائل معارضة أقل نفوذاً.
وشهدت منطقة جنوب إدلب وشمال حماه موجات نزوح ضخمة، وفرّ العدد الأكبر من سكانها إلى شمال إدلب، على وقع تصعيد بدأ في نهاية نيسان، وأسفر عن مقتل نحو 900 مدني، استناداً إلى المرصد السوري.
وأحصت الأمم المتحدة فرار أكثر من 400 ألف شخص من المنطقة نحو مناطق أكثر أماناً خصوصاً قرب الحدود التركية.
وأوضح المرصد أن المنطقة المحاصرة حالياً شبه خالية من السكان، مع فرار العدد الأكبر من أهالي ريفي حماه الشمالي وإدلب الجنوبي.
ولا تزال الطائرات الروسية والسورية تغير على مناطق عدة في الريف الجنوبي خارج المنطقة المحاصرة، أبرزها بلدة معرة النعمان شمال خان شيخون والتي رجح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن تشن قوات النظام هجوماً عليها.
وصرح أبو حسين النازح قبل يومين من ريف معرة النعمان: "نكاد نقول إن المنطقة باتت خالية من السكان باستثناء بعض الذين بقوا في بيوتهم خوفاً على ممتلكاتهم وأرزاقهم". وباتت المنطقة، على حد قوله، عبارة عن "قرى أشباح لا حياة فيها ولا ترى فيها سوى طائرة تقصف ومروحية ترمي براميلها".
ورحب الكرملين بسيطرة الجيش السوري على خان شيخون. وصرح الناطق باسمه دميتري بيسكوف بأن الرئيسين التركي والروسي قد يجريان اتصالاً هاتفياً "خلال الأيام المقبلة".
وسيلتقي رؤساء الدول الثلاث الراعية لاتفاق خفض التصعيد في إدلب، روسيا وإيران وتركيا، في أنقرة في 16 أيلول للبحث في الشأن السوري.
وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أهمية الاتفاقات المتعلقة بإدلب، وقالت: "في هذا السياق، نواصل تعاوننا مع تركيا في إطار اتفاق سوتشي".
وسجلت هذه التطورات بعد أيام من توتر بين دمشق وأنقرة على خلفية قطع قوات النظام الطريق الدولي شمال خان شيخون أمام رتل عسكري تركي كان متوجهاً إلى مورك، ثم حصارها نقطة المراقبة التركية هناك.
ونص اتفاق وقف التصعيد في إدلب على إنشاء منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل على أن ينسحب الجهاديون منها، الأمر الذي لم يحصل. وأشاع الاتفاق بعد توقيعه هدوءاً نسبياً، قبل أن تبدأ قوات النظام التصعيد.
وفي تطور جديد، أوردت وكالة "أنباء الأناضول" التركية أن الطائرات السورية فتحت نيران رشاشاتها الخميس قرب نقطة مراقبة تركية. وأكد المرصد شن الطيران السوري غارات على منطقة تبعد 300 متر من نقطة تقع في قرية الصرمان شرق معرة النعمان.
وأرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية جديدة إلى نقاط المراقبة التابعة له في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا. ونقلت "أنباء الأناضول" عن مصادر عسكرية، أن التعزيزات تضم آليات ومدرعات وذخائر آتية من مختلف مناطق تركيا.
والأربعاء الماضي، قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده لن تقفل أو تنقل موقع نقطة المراقبة التاسعة إلى مكان آخر، مشيراً إلى أن هذه المواقع ستواصل مهماتها من الأراضي العاملة فيها.
وأقرّت تركيا مراراً في وقت سابق، بأن عدداً من نقاط مراقبتها الـ 12 في منطقة إدلب لخفض التصعيد التي أقيمت بموجب اتفاق أستانا بين أنقرة وموسكو وطهران، تعرضت لهجمات متكررة من الجيش السوري، وسط احتدام الاشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة. | |
|