| | التاريخ: آب ١٦, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة النهار اللبنانية | | انفصاليو عدن يطالبون السعودية بالتخلي عن حزب الإصلاح | تعهد الانفصاليون في جنوب اليمن أمس الاحتفاظ بالسيطرة على عدن، مؤكدين أن السبيل الوحيد للخروج من المأزق الذي أحدث شرخاً في التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية، هو إخراج الإسلاميين والشماليين من كل مواقع السلطة في الجنوب.
وكان الانفصاليون الذين يتمتعون بدعم دولة الإمارات العربية المتحدة العضو في التحالف، قد سيطروا على عدن المقر الموقت للحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية مطلع الأسبوع بالاستيلاء على القواعد العسكرية التابعة للحكومة.
وقد تدخل التحالف السني المدعوم من الغرب في اليمن في آذار 2015 لمحاربة حركة الحوثي المتحالفة مع إيران، والتي أطاحت الرئيس عبد ربه منصور هادي من السلطة في العاصمة صنعاء أواخر 2014 فانتقلت حكومته إلى عدن.
ويمثل المقاتلون الجنوبيون عنصراً رئيسياً في المعركة التي يخوضها التحالف في مواجهة الحوثيين. غير أن الحرب أحيت توترات قديمة بين شمال اليمن وجنوبه اللذين كانا دولتين منفصلتين اتحدتا عام 1990 بقيادة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
وكشفت تلك الأزمة خلافاً بين السعودية والإمارات التي رددت دعوة من الرياض الى الحوار بين الطرفين المتحاربين في عدن، لكنها لم تصل إلى حد مطالبة القوات الجنوبية التي تمولها وتسلحها بالتنازل عما حققته من مكاسب.
وصرح الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي صالح النود الذي يتخذ بريطانيا مقراً له في مقابلة مع "رويترز": "التخلي عن السيطرة على عدن ليس مطروحاً على الطاولة في الوقت الحاضر". وأضاف: "نحن هناك باقون لكننا باقون لسبب إيجابي: صوناً للاستقرار".
ورأى أن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو إخراج جميع عناصر حزب الإصلاح الإسلامي، الذي يعد من أركان حكومة هادي، من كل مراكز النفوذ ومعها أي ساسة ينتمون الى الشمال.
ويتهم المجلس الانتقالي الجنوبي حزب الإصلاح بالتواطؤ في هجوم صاروخي دام شنه الحوثيون على القوات الجنوبية في وقت سابق من هذا الشهر، غير أن الحزب ينفي هذا الاتهام. وقد وعد التحالف بالتحرك عسكرياً ضد الانفصاليين إذا لم يخلوا المواقع الحكومية.
وقال النود: "ستكون بداية طيبة جداً أن يتم إخراج الإصلاح من الجنوب كله والسماح للجنوبيين بحكم أنفسهم... نحن نرى أن الإصلاح تغلغل في الحكومة أو سيطر عليها".
وأوضح أن أحد السبل الممكنة للخروج من المأزق هو تسليم مسؤولية الأمن في الثكن الى قوات الحزام الأمني وهي الجناح العسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي أو شرطة عدن.
وأكد إن الجنوبيين لن يقبلوا بعد الآن بتهميشهم. وأضاف: "على السعوديين اتخاذ القرار. هل يريدون الفوز في الحرب على الحوثيين؟ إذا كانوا يريدون ذلك فعليهم الاعتراف بنا، المجلس الانتقالي الجنوبي، في حكم الجنوب وإدارته حتى في الفترة الانتقالية".
وتحدث عن رسالة لديه الى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قائلاً: "أقول لمحمد بن سلمان: إذا كنت تريد فعلا الانتصار في الحرب فقد كان الجنوبيون شركاء ذوي صدقية، وبرهنوا على أن في إمكانهم التواصل بشكل بناء ... لكنهم يحتاجون في المقابل الى الحفاظ على الجنوب نظيفاً من هؤلاء المسؤولين الفاسدين المنتسبين الى الإصلاح". واعتبر إن عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة متأخرة كثيراً ومن الضروري أن تلحق بالتطورات.
وشدد على أن "أي موقع سلطة يجب أن يكون في أيدي الجنوبيين. يجب منح الجنوبيين السلطة لحكم أنفسهم ، ويجب أن يتواصل الجنوبيون شريكاً كاملاً في عملية السلام".
وخلص الى أنه " لا يزال في إمكاننا أن نكون جزءا من اليمن ويمكن هادي أن يظل رئيساً، لكن لابد أن يحكم الجنوبيون الجنوب".
وسئل هل ينفصل الجنوب، فأجاب: "أنا لا أحاول تحاشي القول إننا سننفصل لأن هذا احتمال حقيقي الآن"، مشيراً الى أن أحد الخيارات هو وجود حكومتين، واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب. | |
|