|
|
التاريخ: آب ٧, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
قتلى وجرحى في قصف روسي سوري على ريفي حماة وإدلب والفرقة الرابعة تحصن وجودها في الجنوب |
فصائل تستهدف قوات النظام شمال غربي البلاد |
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت المعارضة السورية، أمس (الثلاثاء)، مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 30 آخرين في قصف جوي سوري وروسي على مدن وبلدات ريفي حماة وإدلب.
وقال قيادي في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية: «قُتل خمسة أشخاص على الأقل وأُصيب أكثر من 30 آخرين في إلقاء طائرات مروحية تابعة للجيش السوري 11 برميلاً متفجراً وثلاثة ألغام بحرية على مدينة مورك بريف حماة الشمالي». وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية: «قصفت طائرات حربية سورية فريق الدفاع المدني الذي توجه لإسعاف المصابين، ما أدى إلى إصابة بعض المتطوعين بجروح واحتراق سياراتهم ودمار معداتهم».
من جانبه، قال الناطق باسم جيش العزة التابع للمعارضة السورية مصطفى معراتي: «قصفت طائرات حربية روسية وسورية مدن كفرزيتا واللطامنة وقرى الزكان ولطمين والأربعين والمزارع المحيطة بمدينة مورك بصواريخ شديدة الانفجار وبراميل متفجرة، وقصفت طائرات حربية مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي».
وأكد معراتي: «رد فوج المدفعية في الجبهة الوطنية للتحرير (المعارضة) بقصف القوات الروسية والسورية في معسكر جورين بريف حماة الغربي بصواريخ غراد وتحقيق إصابات مباشرة فيه».
وكان الجيش السوري قد أعلن أول من أمس، استئناف الحملة العسكرية في ريفي حماة وإدلب بعد أربعة أيام من التوصل إلى هدنة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «ارتفع إلى 3 بينهم طفلة عدد الذين قُتلوا جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقتها فصائل على قريتي الجيد وعين سلمو الخاضعتين لسيطرة قوات النظام بريف حماة الشمالي».
وزاد: «في السياق ذاته تتواصل عمليات القصف الجوي والبري على منطقة (خفض التصعيد)، حيث جددت طائرات حربية تابعة للنظام السوري قصفها على ريف حماة الشمالي، مستهدفةً كفرزيتا والصياد، بالإضافة إلى غارات طالت قرية عابدين جنوب إدلب، كما نفّذت طائرات روسية المزيد من الغارات على خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وبلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي»، مضيفاً: «مع سقوط المزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 2932 شخصاً عدد من قُتلوا منذ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة (خفض التصعيد) في 30 أبريل (نيسان)».
الفرقة الرابعة تحصن وجودها في جنوب سوريا
مصادر قالت إن ذلك جاء «بعد تعرضها لهجمات»
درعا (جنوب سوريا): رياض الزين
قالت مصادر محلية في جنوب سوريا إن قوات النظام السوري استقدمت مؤخراً تعزيزات عسكرية من قوات «الغيث» التابعة للفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، وتمركزت هذه التعزيزات عند وصولها في المربع الأمني بمدينة درعا المحطة، ليتم نقلها لاحقاً إلى مناطق متفرقة في ريف درعا الغربي ومحيط المدينة والريف الأوسط، وعلى حواجز ومقرات موجودة في مناطق التسويات أو في محيطها.
وأوضحت المصادر أن التعزيزات لم تنتشر في مناطق جنوب سوريا كافة، واقتصرت هذه التعزيزات على زيادة في عدد عناصر بعض الحواجز التابعة للفرقة الرابعة، أو دعماً لوجيستياً وتحصينات عسكرية لمواقعها، وانتشرت في مناطق التسويات جنوب سوريا أو عند محيط هذه المناطق، خصوصاً التي يسيطر عليها حالياً مقاتلون من المعارضة سابقاً الذين انضموا للفرقة الرابعة بعد إجراء اتفاق التسوية مع النظام السوري في يوليو (تموز) العام الماضي 2018. وأخرى كانت في المناطق التي تشهد أعمال مضادة ينفذها مجهولون، أو تتبناها ما يعرف باسم المقاومة الشعبية ضد وجود قوات النظام في المنطقة الجنوبية، حيث شهدت مناطق جنوب سوريا منذ دخولها في اتفاق التسوية قبل عام عمليات استهداف لحواجز ومقرات لقوات النظام السوري، خصوصاً في المناطق التي انتشرت بها قوات الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية.
ورجحت المصادر أن يكون الهدف من وراء إرسال تعزيزات من الفرقة الرابعة إلى جنوب سوريا تحصين مواقعها، وتثبيت نقاطها الممتدة في ريف درعا الغربي من ضاحية درعا إلى مناطق حوض اليرموك ومعسكراتها في زيزون، وزيادة العناصر الأساسية على عناصر التسويات التي انضمت للفرقة الرابعة في المنطقة الجنوبية لإحكام السيطرة على منطقة جغرافية واسعة تخضع لأوامر سلطة عسكرية واحدة، بهدف ربط المناطق التي تنتشر فيها قوات الرابعة منذ بدء اتفاق التسوية جنوب سوريا، ما يسهل خطوط الإمداد بين نقاط انتشارها في القرى والبلدات أو على أطرافها وبين مقرات تجمعهم، للحد من الهجمات التي تتعرض لها قوات الفرقة الرابعة في المنطقة، وإحكام السيطرة على المنطقة في حال عاد التوتر إليها، خصوصاً أن هناك مناطق في جنوب سوريا لم تدخلها قوات النظام السوري، وتخضع لسيطرة فصائل كانت معارضة وانضوت ضمن مناطق التسوية برعاية روسية، مثل مدينة طفس.
وأشار المصدر إلى أن حواجز الفرقة الرابعة ومقراتها تتعرض للاستهدافات المتكررة في المنطقة الجنوبية، كان أكبرها في الشهر الماضي عندما تعرضت قوات من الفرقة الرابعة إلى عملية استهداف هي الأكبر من نوعها منذ اتفاق التسوية الأخير، حيث استهدف مجهولون حافلة تقل ضباطاً وصف ضباط وعناصر من مرتبات الفرقة الرابعة على طريق مدينة درعا وبلدة اليادودة، غرب درعا، ما أسفر حينها عن مقتل 5 عناصر للرابعة، بينهم ضابط، وجرح ما يزيد على 10 آخرين.
وسادت حالة من القلق بين السكان في مناطق جنوب سوريا الخاضعة لاتفاق التسوية، خصوصاً في مناطق درعا الغربية، بعد الأنباء التي تحدثت عن استقدام الفرقة الرابعة لتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، لا سيما أن تلك المناطق تحوي أعداداً كبيرة من المطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية من أبناء المنطقة الرافضين للالتحاق، ومطلوبين للأفرع الأمنية، ملتزمين في مناطقهم وينتظرون إزالة مذكرات الاعتقال الصادرة بحقهم بموجب اتفاق التسوية، ما أثار مخاوف الأهالي في إعادة القبضة الأمنية على المنطقة، وعودة الاعتقالات على الحواجز، أو سوق أبناء المنطقة بشكل مباشر للخدمة الإلزامية.
يذكر أن قوات من الفرقة الرابعة في أواخر الشهر الماضي دخلت مناطق التسوية في ريف القنيطرة الشمالي، بهدف الانتشار ونصب حواجز لها في المنطقة. ورغم تجمع الأهالي في أول يوم لوصول التعزيزات العسكرية إلى المنطقة ورفضهم نصب الحواجز، تعنتت قوات الفرقة الرابعة ونصبت ثلاث حواجز عسكرية في المنطقة الخاضعة لاتفاق التسوية، على الطرق الواصلة بين بلدات جباتا الخشب وقرية أوفانيا، وعلى طريق عين البيضا، وهي طرق فرعية يستخدمها أهالي المنطقة للابتعاد عن الطرق الرئيسية التي تنتشر بها حواجز النظام، ولم يستمر وجود قوات الرابعة في تلك المنطقة إلا أيام قليلة، وانسحبت بعد ضغط شعبي أدى إلى اتفاق بين وجهاء محليين من تلك المناطق مع قيادة الفرقة السابعة التابعة للجيش السوري في القنيطرة التي طلبت انسحاب حواجز الرابعة من المنطقة على الفور.
يشار أن «قوات الغيث» التابعة للفرقة الرابعة قد شاركت قبل عام في المعارك التي جرت في مناطق جنوب سوريا قبل الاتفاق بين المعارضة والنظام برعاية روسية على اتفاق التسوية. |
|