|
|
التاريخ: تموز ٢٦, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
ابن كيران يوجه انتقادات لاذعة لخصومه السياسيين |
وصف وزيراً بـ«الحقير» وطالب رئيس مجلس النواب بـ«الاستحياء» |
الدار البيضاء: لحسن مقنع
هاجم عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية) ورئيس الحكومة المغربية السابق، خصومه السياسيين من داخل حزبه وخارجه بحدة، وصلت درجة وصف وزير في الحكومة بـ«الحقير» و«الوضيع»، واعترافه بأن بين قيادات حزبه أشخاصاً لا يريد أن يراهم.
وظهر ابن كيران مجدداً بعد اختفاء طويل عن الأنظار، في إطار الملتقى الـ15 لشبيبة حزب العدالة والتنمية الذي انعقد أول من أمس، في مدينة القنيطرة (شمال الرباط). واستقبله مئات الشباب المشاركين بشعارات حماسية، تطالب بعودته إلى زعامة الحزب وإلى الحياة السياسية.
وبدا ابن كيران متأثراً بالاستقبال الحماسي، الذي لقيه من شبيبة حزبه، لدرجة أنه أجهش بالبكاء قبل أن يلقي خطاباً نارياً، وصف فيه خصومه السياسيين بكلمات شديدة اللهجة.
وهاجم ابن كيران بشكل خاص قيادات من حزب التجمع الوطني للأحرار، حليف ابن كيران في الحكومة السابقة، والمشارك في الحكومة الحالية التي يترأسها سعد الدين العثماني الذي خلف ابن كيران على رأس الحزب.
كان العثماني قد اختير لتولي مهمة رئاسة الحكومة بعد انتخابات 2017، عقب إعفاء ابن كيران من هذا المنصب، وذلك بسبب تعثر المفاوضات التي قادها لتشكيل الحكومة.
وهاجم ابن كيران بشدة رشيد الطالبي العلمي، وزير الشبيبة والرياضة، والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، بسبب تلميح هذا الأخير في أحد تصريحاته إلى أن حزب العدالة والتنمية يتلقى أموالاً من الخارج.
وذهب ابن كيران في خطابه أمام التنظيم الشبابي، إلى وصف الطالبي العلمي بـ«الحقير»، وهو ما أثار عدداً من ردود الفعل في الأوساط السياسية المغربية. فيما قررت قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار عدم الرد على ابن كيران. وذكر ابن كيران بمواقف مشابهة لحميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، التي وصف فيها حزب العدالة والتنمية بالانتماء إلى «داعش» و«جبهة النصرة»، وأنه عميل لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد). بيد أن ابن كيران أشاد بتراجع شباط عن هذه المواقف في وقت لاحق.
ولم يسلم الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) والقيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من لسان ابن كيران، الذي طالبه بـ«الاستحياء» من الكيفية التي حصل بها على رئاسة مجلس النواب في وقت لا يتجاوز عدد أعضاء حزبه في المجلس 20 نائباً. كما انتقد ابن كيران بشدة في خطابه تصويت حزب العدالة والتنمية في مجلس النواب لصالح قانون إصلاح التعليم، الذي يسمح بتدريس بعض المواد باللغات الأجنبية، واصفاً ذلك بأنه «ذبح للغة العربية». واعتبر ابن كيران أن ما «وقع هو أول خطأ جسيم يرتكبه الحزب منذ توليه رئاسة الحكومة في 2011». وتابع موضحاً: «إنْ أخطأ الإخوان اليوم فلا مشكل، فأيام الله طويلة، ويوم سيتبين لهم خطؤهم سيتراجعون، وإنْ تبين لي خطئي سآتي وأعتذر، وأقول إنني كنت مخطئاً... لكن رغم الخلاف سنظل إخوة، رغم أن بعض القيادات (في الحزب) لا أريد أن أراهم بكل صراحة». |
|