| | التاريخ: تموز ٢٠, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة الشرق الأوسط | | صندوق النقد: تقدم كبير أحرزته الحكومة اليمنية في بناء كوادرها الفنية | لندن: «الشرق الأوسط»
قال رئيس بعثة صندوق النقد الدولي كوشي ماثاي إن «الحكومة اليمنية أحرزت تقدّما كبيراً على صعيد إعادة بناء كوادرها الفنية، وتحسين عمليات جمع البيانات وتحليلها، الأمر الذي مكّنها من اتّخاذ الخطوة المهمّة التي تمثّلت في إعداد الموازنة القومية لعام 2019 وهي السنة الأولى التي تُعَدُّ لها موازنة على مدى خمس سنوات».
جاء ذلك في تصريح أدلى به في ختام اجتماعات فريق الصندوق مع الجانب اليمني في العاصمة الأردنية عمان.
وأضاف وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ): «تحتاج الحكومة إلى المزيد من بناء القدرات، ويُمكن للمانحين أن يقدّموا الدعم على هذا الصعيد في نطاق متنوّع من المجالات، ومنها عمليات البنك المركزي، والرقابة المصرفية من جانب البنك المركزي، ونظام المدفوعات، والإدارة المالية العامة. كذلك فإن ممارسة مستويات متزايدة من الشّفافية، وتقوية الضوابط الداخلية من شأنها أيضاً أن تُساعد في بناء الثقة المطلوبة لحفز المانحين على تقديم الدعم المالي، الذي يُعتبر اليمنُ في حاجة كبيرة إليه».
وكرست الاجتماعات لمناقشة آخر المُستجدات الاقتصادية في اليمن، إلى جانب تغطية الآفاق والسّياسات الاقتصادية.
واستطرد قائلا: «لقد أصابَ النّزاع الدائر في اليمن اقتصادَ البلاد بالشَّلل، ودفع بها إلى مواجهة أزَمة إنسانية. وقد عمل حدوثُ انكماش حادٍّ في النشاط الاقتصادي وفي صادرات النفط والغاز، والتعليقُ الواسعُ النطاق لتوفير الخدمات العامة الأساسية، على ترك نحو 17 مليون شخص في حاجة حادّة إلى المعونات الغذائية والأشكال الأخرى من المساعدات. فالمؤسّسات العامة، ومنها البنك المركزي تعرّضت للتجزُّؤ، الأمر الذي أسهم، من جُملة مشكلات أُخرى، في وجود صعوبات في التنسيق بشأن تمويل المستوردات، وفي عدم دفع رواتب كثير من المنتسبين إلى نظام الخدمة المدنية، في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة».
وأشار إلى انخفاض حجم الضغوط على الاقتصاد الكُلي في الآونة الأخيرة، ولكنه يبقى جديراً بالاعتبار. فَعَقِبَ التراجع الحاد في الإنتاجية والمُخرجات في الفترة بين 2014 – 2017، تراجع النمو إلى المجال الإيجابي، رغم أنّه الآن يأتي من مستوى أكثر انخفاضا في نصيب الفرد من الدخل.
وأوضح أن التمويل الذي قدّمه المانحون، والمقبوضات المتأتية من النفط والغاز، عاملان من عوامل التهدئة الأساسية للتّقلُّب الدرامي (المثير للاهتمام) في سعر صرف الريال اليمني، الذي وقع في العام الماضي، وفي أسعار المواد الغذائية، كذلك ارتفعت المستوردات من المواد الغذائية الأساسية باتجاه المستويات التي كانت عليها قبل اندلاع الحرب، بدعم من المعونات الإنسانية أيضاً.
وكان استئنافُ الحكومة دفعَ مستحقات عدد كبير من العاملين وجميع المتقاعدين في المناطق غير الخاضعة لسيطرتها خطوة مرحّبٌ بها نحو استعادة الأُسر المعيشية قوّتها الشرائية. وإننا لنحثُّ الحكومة على دفع رواتب منتسبي الخدمة المدنية في أنحاء اليمن كافة.
وأكد الحاجة إلى توفير تمويل إضافي من المانحين لليمن، وتعزيز عملية تحصيل الإيرادات، واتّخاذ المزيد من تدابير ترتيب أولويات الإنفاق لأجل المحافظة على الاستقرار الاقتصادي. ورغم الزيادة المتوقّعة في إيرادات النفط والغاز، فمن المحتمل أن يبقى العجز في المالية العامة كبيراً للغاية، وعلى نحوٍ يَصْعُبَ تمويله من خلال الوسائل غير التضخُّميّة.
وأكد رئيس بعثة الصندوق أنّ كبح جماح الإنفاق، والعمل في الوقت نفسه على حماية الإنفاق حسب سُلَّم الأولويات، ومن ذلك التحويلات إلى الفقراء ودفع رواتب العاملين في كل أنحاء البلاد، فستكون بالتالي من الإجراءات الضرورية. كذلك فإنّ الوضع يقتضي أيضاً المزيد من التمويل، لتجنُّب اللجوء إلى قيام البنك المركزي بتمويل العجز، ودعم المستوردات الأساسية.
وأعرب عن قلق صندوق النقد الدولي حيال التكاليف الإنسانية والاقتصادية لهذا النزاع، وهو يعمل مع الجهات المانحة على سرعة توفير التمويل اللازم للمستوردات الأساسية، ويدعم عملية دفع أجور العاملين في القطاع العام، وتوفير المساعدات الاجتماعية. | |
|