|
|
التاريخ: تموز ١١, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
قتلى مدنيون وتدمير مستشفى بغارات على ريف إدلب |
تركيا تواصل لليوم الثالث تعزيز قواتها على حدود سوريا |
إدلب - لندن: «الشرق الأوسط»
قتل سبعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال على الأقل في قصف جوي طال مدينة جسر الشغور في شمال غربي سوريا، وأدى إلى خروج مستشفى عن الخدمة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وطبيب الأربعاء.
وتتعرّض منطقة إدلب ومناطق محاذية، التي تؤوي نحو ثلاثة ملايين نسمة، لتصعيد عسكري لقوات النظام وروسيا منذ أكثر من شهرين، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.
وأحصى المرصد السوري «مقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل في قصف طال مستشفى جسر الشغور» في ريف إدلب الغربي، كما قتل «أربعة مدنيين بينهم طفلان في ضربات» استهدفت أحياء في محيط المستشفى.
وقال مدير المشفى بسام الخطيب لوكالة الصحافة الفرنسية: «تعرضنا اليوم (أمس)، عند نحو الساعة التاسعة والنصف، لضربتين صاروخيتين ما أدى لخروج المستشفى عن الخدمة بسبب إصابة المولدات كاملة»، مشيراً إلى أنه «المستشفى الوحيد الذي يخدم منطقة جسر الشغور والقرى المحيطة بها».
وأشار إلى أنه تم نقل القتلى والجرحى إلى مستشفى آخر نتيجة عدم القدرة على تقديم الإسعافات لهم.
وشاهد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية، في مستشفى جسر الشغور ثلاثة مولدات على الأقل طالتها الأضرار وتوقفت عن العمل، فضلاً عن سيارة إسعاف ملأتها آثار الشظايا. كما أفاد بأن الأضرار طالت مستودع المستشفى، وشاهد بالقرب منها مبنى سقط طابقان فيه جراء القصف.
وتمسك هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) بزمام الأمور إدارياً وعسكرياً في المحافظة التي توجد فيها أيضاً فصائل إسلامية ومقاتلة أقل نفوذاً.
وقتل منذ نهاية أبريل (نيسان) أكثر من 550 مدنياً جراء الغارات والقصف السوري والروسي، وفق حصيلة للمرصد.
وألحق القصف والغارات منذ نهاية أبريل أضراراً بأكثر من 25 مرفقاً طبياً على الأقل و45 مدرسة في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤول في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية أن «مقاتلات حربية تابعة للجيش السوري أطلقت صواريخ
على مشفى جسر الشغور، ما أدى لدمار كبير أخرج المشفى عن الخدمة بشكل كامل، فضلا عن تضرر مباني الإسعاف والعيادات بشكل كامل».
وأضاف أن «القصف تسبب في إصابة أكثر من 20 شخصا في حصيلة أولية، إضافة إلى عدد من سيارات الإسعاف وسيارات الخدمة والسيارات المدنية».
وأضاف المصدر أن «طائرات مروحية سورية ألقت عدة براميل متفجرة على قرى في الجبل الوسطاني، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى في قرية كنيسة نخلة غرب مدينة جسر الشغور».
وقال المرصد لاحقا إنه «وثق مقتل 4 مواطنين على الأقل بينهم طفلة ومواطنة جراء استهداف طائرات (الضامن) الروسي بغاراته منطقة تجمع للنازحين عند أطراف بلدة معرة حرمة بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب، فيما تتواصل عمليات رفع الأنقاض من قبل فرق الإنقاذ، ليرتفع إلى 11 على الأقل عدد القتلى المدنيين الذين قتلتهم طائرات النظام والروس الحربية في ريف محافظة إدلب، بينما لا يزال عدد القتلى مرشحا للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة».
تركيا تواصل لليوم الثالث تعزيز قواتها على حدود سوريا
أنقرة: سعيد عبد الرازق
واصل الجيش التركي أمس (الأربعاء) إرسال تعزيزات عسكرية لقواته الموجودة على الحدود مع سوريا، وذلك لليوم الثالث على التوالي.
ووصلت، في ساعة مبكرة أمس، قافلة جديدة من الآليات العسكرية إلى ولاية شانلي أورفا المتاخمة للأراضي السورية؛ بهدف تعزيز قدرات الوحدات العسكرية التركية العاملة قرب الحدود.
وقالت مصادر عسكرية إن التعزيزات الجديدة وصلت إلى منطقة «آكجا قلعة» التابعة لشانلي أورفا، في فوج مكون من 20 مركبة عبارة عن شاحنات محملة بالذخيرة، والدبابات، ومدافع الهاوتزر، تم تسليمها إلى قيادة فوج الحدود الثالث، ومن المنتظر نشرها في عدد من المواقع بطول الحدود مع سوريا.
كان دفع الجيش التركي دفع أول من أمس بتعزيزات جديدة من القوات الخاصة (كوماندوز) إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا مع اندلاع اشتباكات متقطعة مجدداً في إدلب بعد فترة من الهدوء.
ووصلت قافلة مؤلفة من 50 مدرعة تحمل عناصر من قوات الكوماندوز إلى قضاء كيركهان في ولاية هطاي، قادمة من قواعد مختلفة في أنحاء البلاد، لتعزيز الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود مع سوريا، وبعضها سيدخل إلى نقاط المراقبة في إدلب.
وجاء الدفع بهذه التعزيزات بعد يوم واحد من إرسال الجيش التركي تعزيزات إلى نقاط المراقبة التابعة له في منطقة خفض التصعيد في إدلب بعد أن تعرض عدد منها في الأسابيع الماضية لقصف من جانب النظام؛ حيث دفع أول من أمس، بعدد جديد من الآليات العسكرية المجنزرة والدبابات إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا لنشرها في نقاط المراقبة التركية المنتشرة في المنطقة، والبالغ عددها 12 نقطة.
ودخل رتل عسكري تركي يضم دبابات وآليات وعربات مجنزرة إلى إدلب عن طريق معبر «كفرلوسين» الحدودي.
وكان الجيش التركي قد أرسل في 29 يونيو (حزيران) الماضي رتلين عسكريين توزعا على نقطتي المراقبة في بلدة «شير مغار» شمال غربي حماة، ومنطقة «الصرمان» شرق إدلب.
وكثَّفت تركيا مؤخراً من إرسال المعدات العسكرية والدبابات والمدافع إلى نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب ومحيطها، بعد تعمد النظام قصف قاعدة «شير مغار» بريف حماة أكثر من مرة بالمدفعية الثقيلة.
ومنذ مايو (أيار) الماضي، اتهمت تركيا القوات التابعة للنظام السوري بشن هجمات متكررة على بعض نقاط المراقبة التي نشرها الجيش التركي في منطقة إدلب بموجب الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع روسيا وإيران في إطار محادثات آستانة الخاصة بتسوية الأزمة السورية.
ودعت تركيا، مراراً، روسيا، إلى وقف هجمات النظام، كونها شريكاً لها في مباحثات مسار آستانة، بصفتهما دولتين ضامنتين مع إيران، فضلاً عن توقيعهما معاً اتفاق سوتشي في 17 سبتمبر (أيلول) 2018 بشأن إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح في إدلب للفصل بين قوات النظام والمعارضة. وأعلنت روسيا أكثر من مرة أن تركيا لم تفِ بالتزاماتها بموجبه، لا سيما فيما يتعلق بإخراج المجموعات الإرهابية من إدلب. |
|