|
|
التاريخ: حزيران ٢٥, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
النظام السوري مستمر في سياسة الإخفاء القسري والتعذيب وتعزيزات عسكرية ضخمة في ريف حماة |
المعارضة تقصف 3 مقار للقوات السورية والروسية في المنطقة |
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية ضخمة من آليات ثقيلة وجنود ومعدات عسكرية ولوجيستية نحو مواقعها في ريف حماة الشمالي الغربي، في وقت أعلنت فيه المعارضة السورية، أمس الاثنين، عن قصفها بصواريخ «غراد» 3 مقار عسكرية تابعة لقوات النظام السوري وروسيا في ريف حماة.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، تحدث عن هجمات محتملة جديدة تسعى قوات النظام والمسلحون الموالون لها بقيادة سهيل الحسن المعروف بـ«النمر»، إلى تنفيذها، بدعم من القوات الروسية، بغية استعادة المناطق التي خسرتها لصالح الفصائل في المنطقة، وذلك بعد فشل عشرات المحاولات في استعادة السيطرة على قريتي تل ملح والجبين التي أحكمت المجموعات والفصائل قبضتها عليها في 6 يونيو (حزيران) الحالي، رغم الدعم المكثف من قبل القوات الروسية وطائراتها.
وقال قائد عسكري في «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة لـ«الجيش السوري الحر»، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية: «قصفت فصائل المعارضة اليوم (أمس) 3 مقرات تابعة لقوات النظام والمجموعات الموالية لها، حيث قصفت قاعدة (بريديج) العسكرية الروسية بصواريخ (غراد) وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم».
وأضاف القائد أن الفصائل استهدفت بصواريخ «غراد» أيضاً اجتماعاً ضم قيادات سورية وروسية عديدين في بلدة الجابرية بريف حماة الشمالي، مشيراً إلى استهداف مقر للدفاع الوطني التابع للنظام في بلدة السقيلبية بريف حماة.
وأكد القائد أن أكثر من 10 سيارات انطلقت من معسكر «بريديج» وقرية الجابرية إلى مدينة حماة وهي تحمل قتلى وجرحى لكلا الطرفين. وأضاف: «دمرت قواتنا اليوم (أمس) 4 دشم بمن فيها من عناصر وسلاح بعد استهدافها بأربعة صواريخ مضادة للدروع، وتدمير دبابة وعربة نقل جنود في بلدة الحماميات بريف حماة الشمالي».
وكشف القائد العسكري عن أن تركيا أرسلت، أمس، تعزيزات عسكرية دخلت الأراضي السورية من معبر كفر لوسين في ريف إدلب، وعددها 12 سيارة، توجهت إلى نقطة المراقبة التركية في قرية شير مغار بجبل شحشبو في ريف حماة الغربي، والتي تعرضت للقصف مرات عدة، مشيراً إلى أنه من بين التعزيزات العسكرية دخول راجمات صواريخ تركية لأول مرة.
من جانبه، قال قائد ميداني يقاتل مع القوات النظام السورية، لوكالة الأنباء الألمانية، رافضاً ذكر اسمه: «قصف مسلحو المعارضة مدينة السقيلبية بثمانية صواريخ من نوع (غراد) سقطت على منازل المدنيين، وخلفت خسائر مادية». وأشار إلى أن الجيش السوري أسقط طائرة مسيرة كانت تقوم بعمليات تصوير على طريق محردة - السقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي.
هذا؛ ورصد «المرصد السوري» قصفاً صاروخياً مكثفاً بعشرات القذائف والصواريخ نفذته الفصائل منذ ساعات الصباح الأولى، أمس، على مواقع قوات النظام والميليشيات الموالية لها في كل من الحماميات ومحيطها والحويز وتل ملح والجبين والسقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي، وذلك بالتزامن مع مرور رتل عسكري ضخم تابع لقوات النظام وصل قسم منه إلى السقيلبية.
كما شهدت مناطق خفض التصعيد قصفاً جوياً وبرياً متقطعاً، مع ارتفاع عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية منذ صباح أمس على أماكن في محور كبانة بجبل الأكراد، وكفر زيتا والأربعين وتل الجيسات والصخر بريف حماة الشمالي، ومعرة حرمة وحزارين وحيش ومحيط كفر نبل بريف إدلب الجنوبي، كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على محور كبانة في جبل الأكراد.
يذكر أن قوات النظام بقيادة «النمر» تكبدت خسائر بشرية فادحة في معارك الاستنزاف شمال غربي حماة بغية استعادة تل ملح والجبين؛ القريتين الاستراتيجيتين اللتين تمكنت الفصائل من خلال السيطرة عليهما من قطع أوتوستراد السقيلبية - محردة. ويقول «المرصد» إن إشعال الفصائل هذه الجبهات بالإضافة لعمليات مباغتة وانغماسية في جبال الساحل، كبح جماح قوات النظام عن متابعة عملياتها العسكرية التي بدأتها في الريف الحموي وتوغلت إلى جنوب إدلب، إلا إن استنزاف قواتها عبر عمليات الفصائل أجبرها على التوقف.
النظام السوري مستمر في سياسة الإخفاء القسري والتعذيب
لندن: «الشرق الأوسط»
قال تقرير حقوقي صدر أمس، إن الأجهزة الأمنية في السويداء تتحمل مسؤولية اختطاف الناشط السياسي مهند شهاب الدين، وإخفائه قسرياً.
وشهدت محافظة السويداء نحو 208 حادثة خطف لأبنائها، منذ بداية عام 2018. وأشار تقرير «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، إلى تورط قوات الأمن السورية في معظم تلك الحوادث؛ بهدف زعزعة الاستقرار، في محاولة من النظام السوري لبسط قوته وسيطرته الكاملة على المحافظة.
وجاء في التقرير أن مهند شهاب الدين ناشط سياسي وسلمي، حاصل على إجازة من كلية الحقوق بجامعة دمشق، يعمل في مجال النجارة والموبيليا، وُلد في عام 1973، من أبناء مدينة السويداء، متزوج ولديه أربعة أولاد، اختطفته عناصر مسلحة رجَّح التقرير انتماءها إلى قوى الأمن العسكري التابعة لقوات النظام السوري في 16 من الشهر الجاري، من مكان عمله غرب مدينة السويداء، ولا يزال مصيره مجهولاً حتى لحظة إعداد التقرير.
هذا ولا يزال نحو 128 ألف مواطن سوري معتقلين لدى النظام السوري، تحول نحو 82 ألفاً منهم إلى مختفين قسرياً، ولا يتم إبلاغ عائلاتهم بمكان وجودهم، وفي حال سؤال العائلة تنكر الأفرع الأمنية والسلطات وجود أبنائها، وربما يتعرض من يقوم بالسؤال لخطر الاعتقال.
وذكر التقرير الذي أصدرته «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، أنَّ النظام السوري اعتقل منذ بداية عام 2019 نحو 1478 شخصاً، تحوَّل 764 منهم إلى مختفين قسرياً، مؤكداً على أن النظام لم يلتزم يوماً بالقانون الدولي الإنساني؛ حيث لا تزال قوات الأمن السورية ترتكب أفظع الانتهاكات والملاحقات المستمرة اليومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، كل ذلك بالتزامن مع القصف العنيف الذي يشنُّه الطيران الحربي لقوات الحلف السوري الروسي على المناطق في شمال غربي سوريا، واستهدف به بشكل متعمد مناطق مأهولة بالسكان، ومراكز طبية ومدارس، منذ بدء حملة التصعيد العسكرية الأخيرة لقوات الحلف السوري الروسي على منطقة خفض التصعيد الرابعة، منذ 26 أبريل (نيسان) الماضي.
وطبقاً للتقرير، فقد اعتقلت قوات النظام السوري منذ بداية عام 2019 ما لا يقل عن 1478 مواطناً سورياً، بينهم 71 طفلاً و90 امرأة، وبعد التحقيق والتعذيب أفرج عن 325 منهم، ولا يزال 1153 لدى النظام السوري، وقد تحوَّل 764 من بينهم إلى مختفين قسرياً، وقد أنكر النظام السوري وجودهم لديه.
وتمَّت معظم حوادث الاعتقال في محافظات دمشق وريف دمشق وحلب، ووقعت حالات اعتقال كثيفة في المناطق التي أجبرت على التسوية مع النظام السوري، كالغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي والجنوب السوري.
ولفت التقرير إلى أنَّ عمليات اعتقال طالت نازحين عادوا إلى تلك المناطق، بعد أن تشردوا منها، إضافة إلى وقوع حالات اعتقال بحق لاجئين سوريين قرروا العودة عند المنافذ الحدودية. |
|