التاريخ: حزيران ١٢, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
الأمم المتحدة: لجوء 300 ألف سوري إلى المخيمات القريبة من الحدود التركية
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
ما تزال المعارك محتدمة في ريفي حماة واللاذقية الشماليين، فيما أعلنت الأمم المتحدة عن لجوء 300 ألف سوري إلى المخيمات القريبة من الحدود التركية، مؤكدة أن الاشتباكات أعاقت وصول المساعدات الإنسانية لكثير من النقاط، ولا سيما جنوب محافظة إدلب.

وشهد يوم أمس (الثلاثاء) غارات جوية عنيفة. وقالت مصادر إعلامية معارضة إن الطائرات الروسية «سوخوي 24» أغارت على أطراف مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، وقصفت عدة مواقع هناك بصواريخ فراغية، فيما قصفت قوات النظام المتمركزة في بلدة الكبارية مدينة خان شيخون جنوب إدلب بأكثر من 20 صاروخاً، إضافة إلى استهدف الطيران الحربي الروسي، أمس، أحياء سكنية في كفر زيتا في ريف حماة الشمالي، بالتزامن مع تحليق لطيران الاستطلاع. كما تعرضت للقصف بلدات الهبيط وقرية أرينبة في جبل شحشبو، وبلدة موقا جنوب حيش بريف إدلب الجنوبي.

وقال سكان وعاملو إنقاذ مدني، بحسب «رويترز»، إن ضربات جوية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً الاثنين، معظمهم مدنيون في شمال غربي سوريا، في الأسبوع السادس لهجوم يقوده الجيش السوري، أودى بحياة مئات المدنيين حتى الآن.

وكشف مقطع مصور، نشرته جماعة الدفاع المدني، المعروفة بـ«الخوذ البيضاء»، ما يبدو أنه أطقم إنقاذ تبحث عن ناجين وتنتشل الجثث من بين الأنقاض في بلدتي معرشورين وجبلة في إدلب.

وبينما شهدت مناطق ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي رمايات مدفعية وجوية على كل من مورك والأربعين وكفر زيتا واللطامنة ولطمين والزكاة وحصرايا بريف حماة، تواصلت الاشتباكات العنيفة في مناطق تل ملح والجبين والصياد.

في ريف اللاذقية الشمالي، أغار الطيران الروسي على تلال الكبانة، بالتزامن مع محاولة تقدم للنظام على محور الكبانة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام، أسفرت عن سقوط عشرات من قوات النظام أثناء محاولتها التقدم تحت غطاء من القصف المدفعي على محور الاشتباكات.

في غضون ذلك، بثّت صفحات موالية للنظام، عبر السوشيال ميديا، مقطع فيديو لقوات «النمر»، التي يقودها العميد سهيل الحسن المدعوم من روسيا، يظهر العميد سهيل الحسن على جبهات ريف حماة الشمالي، وإلى جانبه جنود روس، يتابعون وصول تعزيزات عسكرية إلى جبهة شمال حماة، بينها دبابات «تي 72 بي 3». وقالت وسائل إعلام روسية إن صواريخ هذه المنظومة «إنفار» و«إنفار إم»، يمكنها تدمير الأهداف الأكثر تحصناً على بعد 5000 متر. وهذه الدبابة مزودة بنظام إدارة النيران مع جهاز تنشين «سوسنا أو» ذات المحساس الحراري المتطور. وتعد دبابات «تي 72 بي 3» من أفضل الدبابات الجاري استخدامها في سوريا حالياً إلى جانب «تي 90» و«تي 90 أ».

ومع تواصل اشتداد المعارك شمال البلاد، قالت منظمة برنامج الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة، في بيان لها، صدر يوم أمس، إن الاشتباكات العنيفة في المنطقة، أدت إلى احتراق نحو 18 ألف دونم من الأراضي الزراعية، خلال الأسابيع الأخيرة، كما عرقلت الاشتباكات وصول المساعدات الإنسانية إلى كثير من النقاط جنوب محافظة إدلب. كما لم تتمكن طواقمها من إيصال المساعدات الإنسانية لنحو 7 آلاف شخص يقيمون في محيط قلعة المضيق بالريف الشمالي لمحافظة حماة. وأعلنت المنظمة أن أكثر من 300 ألف سوري اضطروا منذ أبريل (نيسان) للنزوح إلى المخيمات القريبة من الحدود التركية، نتيجة الاشتباكات العنيفة الدائرة في المنطقة. وكانت الأمم المتحدة قد حذرت أول من أمس من أن وصول عدد الفارّين من المعارك شمال غربي سوريا إلى مليوني لاجئ، ستكون وجهتهم الأراضي التركية، إذا «استعر القتال»، في الوقت الذي انخفض فيه تمويل المساعدات على نحو خطير.

وارتفعت وتيرة المعارك شمال غربي سوريا، يوم السبت الماضي، بعدما شنّت فصائل المعارضة هجوماً باسم «الفتح المبين» لصدّ تقدم قوات النظام، التي كانت قد بدأت وحلفاؤها الروس والميليشيات التابعة لإيران حملة عسكرية واسعة على مناطق خفض التصعيد منذ أواخر أبريل الماضي. وتمكنت خلالها من استعادة سيطرتها على 27 نقطة في ريف إدلب الجنوبي لأول مرة من اندلاع المعارك عام 2011. وهو ما اعتبره مراقبون تقدماً محدوداً.

وجاء الهجوم الأخير لفصائل المعارضة لتستعيد السيطرة على عدد من تلك النقاط. الأمر الذي رفع وتيرة استهداف النظام وحلفائه للأحياء السكنية في المنطقة.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن «الجيش استوعب هجوم المجموعات الإرهابية على نقاط المواجهة» بعد اشتباكات عنيفة.

وتُسيطر «هيئة تحرير الشام» على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، مع وجود لفصائل إسلامية ومقاتلة في مناطق أخرى من المحافظات المجاورة لحماة واللاذقية وحلب.