| | التاريخ: حزيران ١١, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة الشرق الأوسط | | أزمة ليبيا تعمّق معاناة جنوب تونس | بنقردان (تونس): «الشرق الأوسط»
كتبت وكالة «رويترز» تقريراً من بلدة بنقردان بجنوب تونس سلّطت فيه الضوء على تعمّق معاناتها جراء تداعيات الأزمة الحالية في ليبيا المجاورة. ونقلت عن فتحي مارس، وهو صاحب متجر صغير يبيع قمصاناً زاهية الألوان وسراويل جينز، أنه إذا استمرت الحرب الليبية فسيغلق المحل.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه العبارة كثيراً ما تتردد في بنقردان. فعلى مدى عشرات السنين ظلت هذه البلدة الواقعة على مسافة 35 كيلومتراً من الحدود مع ليبيا في جنوب تونس الفقير، مستودعاً للبضائع سواء المهربة أو المستوردة. غير أنه منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 قضى الصراع في ليبيا على حركة التجارة.
وخلال السنوات الثماني الماضية أغلق نحو 700 متجر أبوابه مع تضاؤل الإمدادات وارتفاع الأسعار بشدة، وفق ما تقوله جمعية محلية للتجار. ولا تزال هياكل الأكشاك تنتشر في شوارع المدينة وقد علا الصدأ الهياكل المعدنية الملتوية التي كانت تمتلئ في وقت من الأوقات بالبضائع المعروضة للبيع.
وتمثل التداعيات المالية للحرب الليبية لطمة أخرى لتونس التي كانت مصدر إلهام لانتفاضات الربيع العربي عندما أطاح التونسيون بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011، إلا أنه رغم الديمقراطية التي تعيشها تونس فإن التونسيين يعانون على المستوى المالي.
وتوضح بيانات البنك الدولي أن الاقتصاد التونسي انكمش بنسبة 13 في المائة بين 2011 و2017 كما أن البطالة بين الشباب التي كانت عاملاً من العوامل التي أطلقت شرارة الثورة لا تزال عند واحد من أعلى مستوياتها في المنطقة إذ تبلغ نحو 35 في المائة.
وكان لتدابير التقشف وارتفاع التضخم وتداعيات هجمات متطرفين إسلاميين من حين لآخر على السياحة والاستثمار الخارجي أثره الشديد مما أدى إلى اندلاع احتجاجات في أبريل (نيسان) في مدينة سيدي بوزيد بوسط البلاد مهد انتفاضة 2011.
وكانت ليبيا فيما مضى بمثابة صمام لتخفيف الضغط بالنسبة للاقتصاد التونسي فكانت وجهة لألوف التونسيين الذين كانوا يتوجهون إليها كل عام للعمل ومصدراً للبضائع الرخيصة التي يمكن بيعها في الأسواق المحلية. غير أن العنف ألحق الضرر بحركة البضائع والناس. | |
|